25-12-2021 09:52 AM
بقلم : أ.د. يحيا سلامه خريسات
مقولة شعبية تعكس جانبا من الحكمة وبعد النظر لدى مطلقها، فهي تؤسس لأطر عامة في ميدان الحرب والمنازلة، ففي حال تمكنك من خصمك تترفع ولا تثقله ضربا، لأن الغاية تم تحقيقها وضبط النفس بعد الانتصار ضروري ويعكس سمو أخلاق صاحبه وعلو شأنها، وليس الإسراف بالعداء إلا قلب كاره حاقد لا يتسم بالرجولة ولا بأخلاق الفرسان والنبلاء.
كان الناس في الجاهلية ينكلون بالخصم بعد التمكن منه إشباعا لرغبات الانتقام وإرضاء لغرورهم الأرعن، ورغبة في تخويف من تسول له نفسه الخصومة والمنافسة، ولكنهم نسوا أن الضرب في الميت حراما، وأن قدرتك على لجم حب الانتقام لديك يجب أن ينتهي حال تمكنك من الخصم وقدرتك على الاطاحة به، وجاء الإسلام ليؤكد أنه حتى في القصاص من القاتل لا يجوز الإسراف في القتل تصديقا لقوله تعالى: ( ومَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلْطَٰنًا فَلَا يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورًا).
ما يؤسفني أننا أصبحنا وللأسف كما كانت سنة الجاهلية الأولى وأفعالها المؤذية، نرى ونسمع أصواتا نشازا كانت طول الوقت ساكنة وترتعش خوفا، أصبح لها بوق تنفث سمومها من خلاله، وهي تختفي خلف أسماء وهمية مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي وما تقدمه من خدمات إلكترونية ومنابر الجبناء الذين يخافون قول الحق عند من يتحكم بالأمور خوفا من غضبه وطمعا باستمالته، أبواق هدفها النيل ممن يعلوهم خلقا وقدرا ومكانة بين الناس، والمؤسف أيضا أن هذه الأبواق تنشط في الأوقات الحرجة لاغتيال الشخصية والتشويه لعل وعسى يتم سماع صوتها النشاز، والذي يعكس مواقف مسبقة غير مهنية أو حيادية هدفها شخصي منفعي ولا يمثل المصلحة العامة أو مصلحة العمل.
في المحصلة نقول لهؤلاء بأن الضرب فيهم وهم أموات رغم أنهم مازالوا يتنفسون، ليس من شيم الرجال التي تنظر للمصلحة العامة ومصلحة العمل أولا وأخرا.
وسيبنى الوطن، مهما علت أصوات النشاز التي تسيء لكل شريف ووطني حر رضع من أمه الكرامة والشرف والإباء، وسيأتي اليوم الذي لا يكون فيه معيار للمفاضلة إلا العمل والإنجاز وحب الوطن، وفي دولة عنوانها سيادة القانون، فإن الأمل دائما أن التغيير قادم لا محالة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-12-2021 09:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |