بقلم : علي الدلايكة

طالعنا عدد من اصحاب الدولة مؤخرا بتصريحات ادت الى تشويش الافكار واخذ المجتمع الاردني الى الظبابية خصوصا في المشاريع الاصلاحية التي تبنتها الدولة الاردنية حيث ان البيئة مناسبة لذلك وحيث ان الثقة ما زالت مهزوزه بين المواطن الاردني وكل ما هو رسمي نتيجة لتراكمات سابقة جلكم ساهم فيها ... هذا عوضا عن تعزيز الثقة وبث روح الامل والابتعاد عن التشكيك وجلد الذات ...
لا يعقل بعد طول غياب عن الساحة وعن الاحداث وعن ما يدور بالشارع ولفترة طويلة ان يظهر البعض بهذا النمط من الحديث وهذا الاسلوب تجاه قضايا مفصلية وحساسة وتجاه مشاريع طال انتظارها من الشعب الاردني... فالشعب الاردني يعي حجم التحديات ويدرك تمام الادراك الموقف الرسمي من قضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي ما زالت اللاءات الثلاثة للملك صداها لم يفارق اسماعنا وافكارنا وهو يدرك ما هي حقيقة الموقف الملكي تجاه الوطن والامة وان التشكيك في ثوابتنا في هذا الظرف الدقيق سيكون له آثار عكسية وسلبية على مسيرتنا وعلى لحمتنا وعلى جبهتنا الداخلية ...لقد كان مقبولا ومن ضمن المنطق والعرف السياسي المسؤول ان يتم التنبيه الى ما تعتقدون انه في مصلحة الوطن في وقته المناسب ومكانه المناسب وفي الوقت الذي كانت جميع الابواب مفتوحة امامكم واهمها اللقاءات التي تمت مع جلالة الملك في الديوان الملكي العامر حيث الحديث بكل شفافية ووضوح وبجميع المحاور التي تهم الوطن والمواطن... ولم تكن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية موصدة الابواب امامكم وغيركم بل كانت تطلب من الجميع النصح والمشورة وابداء الرأي في حدود مصلحة الوطن العليا ...ان جل ما نسمعه منكم من باب النقد وتبرير ما يوجهه لكم الشارع من انتقادات عن بعض المكاسب التي تسعون لتحقيقها وعن غيابكم الغير مبرر عن الاحداث التي مررنا بها في السنوات الاخيرة وكانكم تريدون بذلك الاختباء خلف بعض ما يثار من امور واخذ منحى آخر في حديث الشارع يبعدكم عن الملامة والنقد والهروب من تحمل المسؤولية...
لا نريد منكم عودة كهذة بل نريدها بكل ما تحمل كلمة المسؤولية من معنى وكما يقال ما ظل بالعمر قد ما مظى نريدها خالصة لله وللوطن وللقيادة التي لم تبخل عليكم بما انعمت من نعم لا تعد ولا تحصى ولم يكن بحلم احدكم وذريته ان ينالها او يحقق الجزء اليسير منها وان كان البعض قد اعتبرها حق مكتسب يمتاز به عن غيره من ابناء الوطن وهنا تكمن المشكلة ونقطة الخلاف بينكم وبين ابناء الوطن ... ولا ننكر هنا انكم قدمت ما استطعتم واجتهدتم فأصبتم واخطأتم وبذلتم جهودا تشكرون عليها لذلك نريد ان تكون خاتمتها مسك يعطر سيركم وذكراكم من بعد...فلنقل خيرا او نصمت