25-12-2021 10:50 AM
سرايا - اتهمت أوكرانيا الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بأنه "يريد تدميرها" و"إحياء الاتحاد السوفيتي"، مؤكدة أن هذا المشروع سيفشل.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف (59 عاما) في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، في مكتبه: "بالنسبة إلينا، التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات التي تنشرها موسكو".
واعتبر أن بوتين "لن يحقق غاياته لأنه في حال وقوع هجوم روسي فإن المجتمع بأسره، عسكريين ومدنيين، سيقاوم وسنحمي بلادنا، نقطة على السطر".
لكن دانيلوف قلل من خطر حدوث تصعيد وشيك، مضيفا أنه وفق تقديرات كييف ازداد عدد القوات الروسية حول أوكرانيا بشكل طفيف فقط من 93 ألفا في أكتوبر/تشرين الأول إلى نحو 104 آلاف حاليا.
ووفقا له، يسعى الكرملين قبل كل شيء إلى "زعزعة استقرار" أوكرانيا من الداخل عبر "هجمات إلكترونية" و"أزمة طاقة"، بحسب قوله.
وأضاف أنه: "في حال فشل هذا السيناريو فإن السلطات الروسية ستستخدم وسائل أخرى بما في ذلك الوسائل العسكرية، لأنها تريد تقسيم بلدنا في شكل يفقد حدوده معها".
وأشار أوليكسي دانيلوف، الرئيس السابق لبلدية مدينة لوجانسك، إلى أنه "لا يمكننا" استخدام القوة لأن ذلك سيؤدي إلى عدد كبير جدا من الضحايا المدنيين".
وأردف: "نود أن تكون هناك مفاوضات وأن يسحب الروس عسكرييهم ودباباتهم ويعودوا إلى ديارهم، لكن بوتين لا يريد ذلك".
وحذّر المسؤول الأوكراني الكبير من أن "ملايين اللاجئين" سيتدفقون "إلى أوروبا" في حال حدوث تصعيد مع موسكو.
وقال دانيلوف: "تزويدنا الأسلحة للدفاع عن أنفسنا هو القضية الأساسية، وليس الوعود والعقوبات القصيرة الأجل". وتساءل مستنكرا: "عندما تُدمّر بلادنا، ضد من ستفرض عقوبات؟".
ونبّه سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني الغرب من أي ترتيب مع الكرملين مع اقتراب موعد المفاوضات في يناير/كانون الثاني بين موسكو وواشنطن بشأن المطالب الأمنية لروسيا التي تشترط خصوصا عدم التفكير في ضمّ كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ووفق أوليكسي دانيلوف لن يقبل الأوكرانيون أبدا باتفاقات تبرم "من خلف ظهورهم"، مؤكدا أن "ما يسمى القادة الكبار لا يمكنهم أن يجعلونا نخضع ويتخذوا القرار نيابة عنا".
ومنذ أكثر من شهر يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية بهدف التدخل عسكريا فيها، وصعّد من تحذيراته إلى الكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب.
من جانبه، يشكك الرئيس الروسي في وجود أمة أوكرانية منذ سنوات، وقال الخميس إن أوكرانيا "أنشأها" لينين في عشرينيات القرن الماضي.
ويخوض البلدان نزاعا منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، وأعقبت ذلك حرب في شرق أوكرانيا مع انفصاليين موالين لروسيا.
وخلّف هذا الصراع الذي تعثرت تسويته السياسية أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 1.5 مليون نازح في أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، وتقع على أبواب الاتحاد الأوروبي.
وتتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.
وفي حين هدد الغرب موسكو بمزيد من الإجراءات العقابية في حال شنها هجوما، تدعو كييف إلى فرض عقوبات وقائية ومنحها مزيدا من الأسلحة.