26-12-2021 08:53 AM
سرايا - يبدو أن خلافات نادرة وتحصل لأول مرّة تقريبا بين أعضاء بارزين في مجلس الاعيان الاردني.
حيث باتت جميع المؤشرات تدفع او بدأت تدفع باتجاه التفكير والوقت قياسيا وقصير وبطرح افكار لها علاقة بسيناريو اعادة تشكيل مجلس الاعيان بمعنى اعادة النظر في تركيبة المجلس الحالية بالتوازي مع النقاشات التي يجريها البرلمان لمشروع الميزانية المالية للدولة.
وظهرت بصورة غير مسبوقة خلافات على مستوى علني وفي بعض الاجتماعات الداخلية المغلقة لأعضاء الاعيان و الذي يعتبر من المجالس المحافظة بالعادة والتي لا يتسرب منها اي خلافات او تجاذبات لا علنية ولا غير علنية.
رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز وجه اللوم خلف الكواليس لعدة اعضاء في مجلسه وحاول الدفع باتجاه اجراء تحقق من تسريب تصريحات نقلت على لسانه وقالها خلال اجتماع داخلي فقط ومغلق ولم تكن تصريحات مخصصة للإعلام أو للتداول.
ويبدو أن تصريحات الفايز والتي أثارت الكثير من الجدل قد نقلت التجاذب والخلافات داخل تركيبة مجلس الأعيان وأظهرت وجود انقسامات في الرأي لا بل استقطابات حادّة إلى مرحلة ما وفي تلك التصريحات المباغتة تحدث فيصل الفايز بخطاب نقدي واشار الى ان الحكومة الحالية ضعيفة في مواجهة مهامها والتحديات مستغربا على النخب الرسمية كيف تصرّف و لا تدافع عن مشاريع واتجاهات الدولة.
وأدلى الفايز بتلك التصريحات بعدة عبارات اعتبرت نقدية وغير معتادة من مجلس الأعيان.
لكن تسريب هذه التصريحات دفع باتجاه التلاوم وهو من المعطيات النادرة جدا في مجلس الأعيان بين بعض كبار الأعضاء.
ومن المرجح أن خلافات بين ثلاثة أقطاب في مجلس الأعيان رصدت على مضمون ومنطوق وبعض افكار التعديلات الدستورية وهي نقلت في النخب والصالونات السياسية لاحقا لمنصات التواصل وبعض التعبيرات والتقارير الاعلامية والتعديلات الدستورية هي جزء من وثيقة تحديث المنظومة السياسية في البلاد وتعتبر كما يقول نائب رئيس مجلس الأعيان سمير الرفاعي انها اساس وجوهر في رؤية ملكية مرجعية تم التوافق عليها بين جميع مؤسسات الدولة مؤخرا.
وشملت الخلافات حول التعديل الدستوري المتعلق بتأسيس المجلس الأمني الوطني الجديد نائب رئيس الوزراء السابق والعضو البارز في الأعيان الدكتور رجائي المعشر ويبدو أن تجاذبات وعملية تلاوم وتبادل تعليقات حادّة جرت بين الثلاثي الفايز والمعشر والرفاعي ، الامر الذي اظهر مجلس للاعيان اول مرة غير موحد بصورة مركزية تجاه مشروع سياسي.
وعبّر عن شي من هذه الاستقطابات عضو مجلس الاعيان جميل النمري عندما اعتبر بأن العيب الاكبر في الاشتباك السياسي هو وجود عدة وجهات داخل الدولة وتلك اشارة نادرا ما تصدر عن عضو في مجلس الاعيان بطبيعة الحال.
ومن المرجح في السياق ذاته ان عبارة كان يفترض ان ترد بخطاب الرد للاعيان على خطاب العرش الملكي اصر المعشر على شطبها من محضر الرد هي التي اثارت انزعاج رئيس الوزراء الاسبق و نائب رئيس الاعيان ورئيس اللجنة الملكية سمير الرفاعي فيما من المرجح ان العلاقة والكيمياء داخل تركيبة الاعيان بين بعض اقطابه الكبار لا تبدو مريحة للدولة الاردنية و ترصدها حتى الحكومة خصوصا وان بعض الاعيان بدوا يميلون الى تقديم نقد لاذع لحكومة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة.
هذا الوضع عموما غير معتاد في اطار المؤسسات الدستورية الاردنية.
ولأنه كذلك يعتقد وعلى نطاق يتسع وينمو بان سيناريو إعادة تشكيل الاعيان يبدو انه يقفز الى سطح الاحداث خصوصا وأن البلاد عموما لا تحتمل خلافات داخل مؤسسة مثل الأعياد.
الرأي اليوم