سرايا - فيما حسم غالبية المستثمرين في قطاع استيراد اللحوم الجدل حول استيراد المواشي واللحوم من جورجيا، بعد أن تبين عدم جدواها ماليا، من حيث ارتفاع كلفة الكيلو للمستهلك والتي قد تصل إلى 8 دنانير، قالت احدى الشركات ممن حصلت على تراخيص استيراد انها ستستأنف اولى شحناتها التي اوقفتها السلطات الجورجية سابقا ممثلة بوزارة الصحة الجورجية.

وكانت شحنة من اللحوم الجورجية والبالغة 750 كلغم قد وصلت الاسواق في وقت سابق، ليتفاجأ المستهلك بأن سعر بيع الكيلو 8 دنانير، رغم ان حملات الترويج الاعلامي للحوم الجورجية التي سبقت الشحنة وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي قد روجت بأن سعر بيع الكيلو لن يزيد على 6 دنانير.

وأمام هذا الارتفاع غير المتوقع والعائد الى ارتفاع اثمان الخراف الجورجية يضاف اليها كلف اخرى من قبيل الذبح والشحن، سقطت الشحنة في مصيدة الخسارة، اذ اضطر صاحبها على بيعها بخسارة كحل وحيد لتصريف ما استورده لاسيما وان وصول الشحنة تزامن مع انخفاض ملموس في اسعار اللحوم البلدية والرومانية الاكثر استحبابا لدى المستهلك.
غير ان هذا السيناريو غير المتوقع، لم يمنع احد المستثمرين وهو مالك لشركة تصدير خراف ولحوم جورجية، ويدعى رضوان العجارمة (أبو طلال)، من تأكيده على انه سيصار الى تصدير اولى شحناته من اللحوم الجورجية قريبا والتي كانت متوقفة لأسباب يمكن وصفها بـ”الفنية” من قبل وزارة الزراعة الجورجية.
ومن المفارقات ان ابو طلال كان قد اكد في منشور في صفحته على “فيسبوك” ان كيلو اللحوم الجورجية سيطرح بالأسواق بسعر 6 دنانير فقط.
وما يكرس هذا التناقض تأكيد رئيس جمعية مربي الماشية زعل الكواليت بوصفة قضية استيراد اللحوم من جورجيا بـ”المسرحية”، وان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تضخيمها، دون الاعتماد على حقائق مهنية، مشيرا إلى أن السوق الجورجي، لا يشكل فروقا بالأسعار عن الأسواق الأخرى بل يتساوى معها بذات الأسعار، قائلا ” كانت حملة أضرت بالمنتج المحلي”.
وأضاف الكواليت أن الاستيراد من جميع الدول مفتوح ولم يغلق امام أي دولة منتجة للحوم إلا لأسباب وبائية تمنع الاستيراد، مؤكدا “لا يوجد نقص في استيراد اللحوم ولا توجد أزمة في توفير هذه السلعة الأساسية في هذا الوقت”.
وقال “رغم اعطاء الوزارة 15 رخصة لاستيراد اللحوم من جورجيا، إلا أنها لم تصل إلا شحنة واحدة تحمل 80 خروفا مذبوحا أي أقل من طن”، مشيرا إلى أن التجار اكتشفوا الأسعار الحقيقية للسوق الجورجي بعكس ما ذكره أحد المستثمرين في جورجيا، الذي اساء للمنتج المحلي.

وبحسب الكواليت فإن سعر الذبحية في جورجيا يصل إلى 70 دينارا أردنيا، تضاف إليها ضريبة أجور ونقل وأجور مسلخ لتصل إلى السوق الأردني بـ7.25 دينار للكيلو كسعر للجملة، فيما يبيعها أصحاب الملاحم للمستهلك بسعر يزيد على 8 دنانير، مشيرا إلى أن الخاروف البلدي بالرغم من ارتفاع سعره إلا انه مرغوب للتصدير لدول الخليج لما يحظى به من مميزات وسمات وراثية أصيلة للمهتمين بقطاع اللحوم.

تاجر الأغنام وصاحب ملاحم يوسف البستنجي قال: أنا صاحب شحنة اللحوم الوحيدة التي وصلت الأردن من جورجيا مؤخرا، واضطررت إلى البيع بخسارة، ما يعني أن المستوردين الذين منحوا رخصا من وزارة الزراعة للاستيراد لن يستوردوا بعد اكتشافهم للكلف المرتفعة للحوم الجورجية وأجور الشحن والمسالخ، وفي ظل أيضا تراجع أسعار الخروف الروماني الذي يحظى بأهمية على موائد الأردنيين.

مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران قال إن قضية استيراد اللحوم من جورجيا شهدت تهويلا إعلاميا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظنا من المواطنين ان اللحوم ستصل بأسعار زهيدة مقارنة بالأسعار الحالية، مشيرا أن المعلومات الأولية عن أسعار اللحوم الجورجية كانت تتداول بأنها ستصل إلى الأردن بخمسة دنانير، فيما تبين انها تزيد على ثمانية دنانير، الأمر الذي يؤكد أن ما تم تداوله من معلومات عن الأسعار معلومات مغلوطة وتهويل إعلامي لا أكثر.
وبين العوران أن وفدا من وزارة الزراعة قام بزيارة جورجيا للاطلاع على الأسعار هناك قبل إعادة فتح الاستيراد منها، مشيرا إلى أن هذا الفريق الفني زود الوزارة بتقرير عن جدوى استيراد اللحوم من جورجيا، متسائلا ” ألم يزود هذا الفريق الوزارة بالجدوى الاقتصادية للاستيراد من جورجيا؟ علما أنه في العام 2015 كانت هناك تجربة سلبية مع اللحوم الجورجية، حيث كانت بعض الملاحم تبيع اللحم الجورجي على أساس أنه بلدي، الأمر الذي منع حينها الاستيراد منها”.
غير أن مساعد الأمين العام للتسويق في وزارة الزراعة حازم الصمادي، قال “إن الوفد الذي غادر لجورجيا قبل فتح باب الاستيراد هو فريق بيطري توجه إلى جورجيا لمعرفة الواقع البيطري في جورجيا والاطلاع على مأمونية المسالخ وحالة قطعانها البيطرية”، مشيرا إلى أن الجدوى الاقتصادية للاستيراد من جورجيا ليس من مهام هذا الفريق.
وأكد انه تم منح 15 رخصة لـ15 مستثمرا، وليس من بينهم من يطلق عليه (ابو طلال العجرمي)، موضحا انه لا توجد رخصة باسمه لكن ربما باسم احدى الشركات.
وأوضح أن الوزارة منحت 15 رخصة حتى الآن، لكن لم يصلنا الا 750 كغم لحم من جورجيا، كما أن أسعاره تساوي أسعار اللحوم البلدية.
وأضاف أن الوزارة تسعى دائما إلى فتح باب الاستيراد من عدة دول، وزيادة عدد خيارات الاستيراد للحوم، ولا يوجد ما يمنع من الاستيراد من دولة منتجة للحوم إلا في حال كانت تحتوي على أمراض وبائية.
وعودة الى المستثمر الأردني بقطاع تربية المواشي في جورجيا (أبو طلال)، فإن ما نشره على صفحته على “فيسبوك ” قد يعيد الجدل على طاولة الحديث عن “اسعار الجورجي”.
فوفق منشوره انه “تم الاتصال به من قبل وزارة الزراعة الجورجية بعد مراجعته لهم مع محامي الشركة صباح أمس، لمناقشة قضية إيقاف شحنة اللحوم المصدرة من قبل شركته إلى الأردن”.
وأضاف العجارمة في منشور عبر صفحته، صباح أمس الأربعاء، “بعد الوقوف على الحقائق، وبعد التأكد من التزامي بالاشتراطات الصحية في حينه قبل وبعد الذبح في المسلخ المعتمد لوزارة الزراعة الأردنية، سمحت لي الوزارة في جورجيا بالتصدير إلى الأردن بعد أن قامت بالتحقيق ومعالجة الخطأ الذي تم من قبل بعض موظفيهم في جورجيا”.
وأكد العجارمة، أنه وبناء على ذلك، “ستستأنف شركته تصدير اللحوم إلى الأردن”.
وكان العجارمة أعلن أنه سيُصدر أول شحنة لحوم جورجية من مزرعته الخاصة، بحيث تصل الأردن قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وأكد العجارمة في منشور سابق عبر صفحته على منصة “فيسبوك”، أن سعر البيع للمستهلك الأردني من خلال مراكز التسوق سيكون أقل من لحم الخروف البلدي، وسيُباع بـ6 دنانير للكيلو غرام الواحد.

إلا أنه وفي أول محاولة تصدير له، واجه العجارمة عقبات من قبل وزارة الزراعة الجورجية التي قررت منعه من التصدير وأغلقت المسلخ بعد ذبح 60 رأس غنم تعود ملكيتها للعجارمة، على حد قوله.

من جانبها، أكدت وزارة الزراعة الأردنية، الثلاثاء، أنها أصدرت جميع رخص الاستيراد للطلبات الواردة إليها والبالغ عددها 15 رخصة، وجميعها تتضمّن الشروط نفسها دون زيادة أو نقصان.
وأشارت الوزارة إلى أنه لم يتم إجراء أي تعديل على الشروط المتوافق عليها بين السلطات البيطرية في كلا البلدين قبل فتح باب الاستيراد وهي تلبي متطلبات المملكة لضمان الوضع الصحي.

وقالت، إن “الإرسالية الأولى التي وصلت للسوق المحلي تم تطبيق جميع الاشتراطات الصحية الواردة في رخصة الاستيراد عليها، وتم إرفاقها بالشهادة الصحية البيطرية من جورجيا”.

وأوضحت الوزارة، أن منع المواطن أبو طلال العجارمة من تصدير شحنة اللحوم من جورجيا إلى الأردن، جاء بناء على قرار من السلطات الجورجية، إذ لم تتم متابعة الذبح من قبل الإدارة البيطرية ووفق الشروط الصحية المرعية.
وشددت على أنها لن تسمح بدخول أي شحنة غير موثوقة حفاظا على سلامة وصحة المواطن.

الغد

• إقرأ أيضاً : النفط يصعد مع تواصل ارتفاع الطلب رغم إصابات أوميكرون
• إقرأ أيضاً : تراجع أسعار الذهب عالميا
• إقرأ أيضاً : ارتفاع الدولار عالميا