30-12-2021 11:08 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
أيام تفصلنا عن نهاية العام الجاري، وهو عام المئوية الأردنية، بدولتها، ومؤسساتها الراسخة.
وعلى مدار هذا العام، تناولت في مقالات عدة، نشاة بعض المؤسسات، بالإضافة إلى الحديث عن رؤى المؤسسين الأوائل، وعلى رأسهم الملك الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين، والذي جاء إلى الأردن، حاملاً ومؤمناً رسالة العروبة الحقة، وفي عهده، مرّت الأردن بالعديد من التحولات، لربما أهمها المحطة الأولى والتأسيس، وما تلاها من استقلال، أعربت خلاله الأردن عن وجهها الناصع كمملكة عروبيةٍ، تحمل رسالةً الأمة، بشرعيتها ومشروعيتها، وهو خطاب ترجمه لاحقاً الأردن، بما خاضه من أدوارٍ خلال الحرب العربية الإسرائيلية، وانتصارات جيشنا العربي التي أسست لاحقاً لحضورٍ أردنيٍ صلبٍ للوصاية الهاشمية، فأسس الأردن، علاقةً مع محيطه العربي قائمة على تسخير خطابه ومقدراته لأجل الإنسان العربي أينما وجد.
وهذا العهد، استمر بفضل ملوك بني هاشم ورؤاهم، إذّ وضعت الدولة دستورها، في عهد الملك طلال، وكانت الأردن من بين أوائل الدول العربية، وفي الإقليم، التي أعلت من شأن الديقراطية، والتمثيل الشعبي، فكانت المجالس النيابية، تعبر عن الناس، وكانت المؤسسات تتشكل.
ولا زال الأردنيون، يذكرون عهد الملك الحسين بن طلال، بما حمله هذا العهد، من إرساءٍ لمؤسسات الدولة، ووضعها على طريق العصرنة، حتى باتت الدولة الأردنية، دولة الناس كافة، حاملةً همومهم، وتعمل لأجلهم.
وعلى مدار 47 عاماً من حكم الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، اتسع نطاق المؤسسات، فكانت قطاعات الصحة والتعليم، وغيرها من قطاعات التنمية، تؤسس لوطنٍ قادرٍ على البقاء، بل ووطن قويٍ متينٍ يؤمن بأن إرثه هو رسالة تمتد إلى الزمان العربي الخالص بمعدنه، والنقي بشرعيته المنتسبة للرسول الكريم.
واليوم، وبعد عام المئوية، والذي تجلت من خلاله صور وملامح، يعتز بها كل أردنيٍ وأردنيةٍ، فإننا في ظلال، وعهد المملكة الرابعة، والتي أثبتت مقدرتها على تجاوز الصعاب، لحكمة مليكها، ورؤاه، ولخطابها الممتدة جذوره إلى زمان النهضة.
فالعشرين عاماً الأخيرة، لم تكن سهلة، إذّ مرّ الإقليم بتحولاتٍ كبيرةٍ، وكان الأردن قادراً على تجاوزها، بل وأثبتت مؤسساته بأنها تنتمي إلى دولةٍ راسخةٍ، على الصعد كافة، وعلى رأسها الأمنية، والصحية، إثر الأزمة الأخيرة التي خلفتها أزمة الوباء.
وغير بعيدٍ، عن هذه الصعاب، التي أكّدت بأن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح، ما شهدته منطقتنا، ومحيطنا، من تحولاتٍ في السياسة الإقليمية والدولية، ولكن، حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومساعيه للأردن والأردنيين، صانت الأردن، الدولة والأردن الإنسان.
واليوم، ونحن نودع عام المئوية، مستشرفين عاماً مقبلاً، يحمل آمال مئويةٍ ثانيةٍ، فإننا نقرأ في أدبيات ما كتب عن الأردن، وخاصة ما حاول البعض من الكتاب والدبلوماسيين (الغربيين خاصة) الترويج له.
إذ أذكر وأنا أكتب هذا المقال، عنواناً مستفزاً لأحد السفراء البريطانيين، وهو تشارلز جونستون، حين عنون كتابه بـ "الأردن على الحافة"، ورغم ما قيل في هذه المذكرات وعنها، إلاّ أنّ السنوات الأخيرة، والمؤسسات الراسخة، أثبتت بأن الأردن، لم يعد وطناً على الحافة، بل هو وطن بمؤسساته، وعلى رأسها مؤسسة العرش، دولةً راسخةً ببنيانها المؤسسي وعمرانها البشري.
فالأدور الأردنية اليوم، والحضور الراسخ على صعيد السياسة الدولية والإقليمية، هي أدوار عروبية خالصة، وقادرة على تحقيق الكثير.
والأردن اليوم، يتحضر لمئويةٍ جديدةٍ، مدركاً لدوره، وقوة خطابه وطرحه، وأهميته ليس الجغرافية وحسب، بل حضوره الذي كان وسيبقى رصيداً لأمتيه العربية والإسلامية .
كل عام ومليكنا المفدى، وولي عهده بخير، والأردنيين كافة بخير.. دام هذا الوطن عزيزاً..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-12-2021 11:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |