-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,3 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7717

في حضرة المعايدة الملكية

في حضرة المعايدة الملكية

في حضرة المعايدة الملكية

02-01-2022 01:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : آيات زريقات

مع انطفاء شمعة العام 2021م ، وعلى أبواب شمعة أمل من العمر الجديد ، أطلّت علينا جلالة الملكة مؤخرا بتقديم واجب المعايدة بالعام 2022 ، بطريقة لافتة حملت في كل أبعادها مفهوم (بساطة الرقي ورقي البساطة...) .


سلوك المعايدة بحد ذاتها لم يكن جديدا على العائلة الهاشمية ولا على جلالة الملكة، فهو أحد الوسائل الأنيقة التي لطالما دأبت العائلة الملكية على إدامته للتواصل مع شعبها، ولكن الملفت هذا العام – ومن وجهة نظري الشخصية – هو الأسلوب الجديد الذي اتبعته جلالة الملكة بالتعبير عن مشاركتها التهاني بالخير والأمل المقبل من خلال مقطع فيديو قصير (ريل) سريع عبر صفحتها على انستجرام حمل في طياته مضمون كامن يوحي بعمق الرسالة الموجهة.


جلالة الملكة خلال معايدتها لنا، لم تهمس ببنت شفة ولم تقم بأي تواصل بصري لحظي مع الكاميرا، وترجمت تهانيها بكتابة رسالة نصية سريعة جلالتها، بطابع ملهم متصاعد الإيقاع يرافقها صوت نقرات لوحة المفاتيح على هاتفها الشخصي ما حفز المشاهد حسيا وسمعيا، مع إنهاء معايدتها بملصق "ستيكر" يحمل تاريخ العام 2022 وبشماغ أردني مبتسم وكأنها رسالة معايدة على لسان كافة الأردنيين إلى العالم أجمع.


لدى دول العالم المتقدم، تخصصات متطورة معنية بدراسة الصورة ودلالاتها تحت مظلة علم متخصص يسمى علم الـ "Profiling / التشخيص"، وفي تقديري المتواضع ان جلالة الملكة قدمت صورة دخلت في صلب التكوين النفسي للمجتمع لتكسر حاجز المسافة بينها وبين أفراده كون الرسالة النصية هي أسرع طرق العصر وأحدث أدواته لإيصال الخطاب، وانبثقت تبعات هذا المقطع من علم تشخيص الصورة التي قدمتها جلالتها وبطابع يحمل "خفة الدم".


المعايدة بحد ذاتها جسدت ثقافة الصورة وتحليلها، وابتعدت فيها عن تفاصيل الكلام وكلام التفاصيل، فالصورة لم توحي بأي مظاهر للتكلف، لا بل انحصرت بالرمزية، فعلى سبيل المثال ظهرت الملكة وهي تكتب رسالتها بابتسامة دافئة مرتدية "تي شيرت برسوم كرتونية يعتليه معطف خفيف" في جلسة خارجية لمنزلها ضمن أجواء تحمل نسائم كانون، وخلفها مرقب "تلسكوب" مغطى قد يكون تم استخدامه من قِبل سمو أحد الأمراء، وكأن الصورة تطلب من أصحاب الاختصاص التفسير أو تدفعهم الى "عدم التوسع بالتفسير" وترك الأمور على بساطتها، وجلالتها التي قالت يوما "ان وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا هذا قد تكون أكبر مناصر أو مضلل للحقيقة، بعد أن استباحها البعض للتنمر والتشكيك في كل منجز، واحباط كل بارقة أمل" .


كتوجه جديد في التواصل مع "الآخرين"، وعلى ضوء محاولاتها السابقة في تسجيل رسائل "محبة وعتب" مباشرة مع هؤلاء "الاخرين" قبل عامين، ضمن حملات التشويه التي تعرض له مقامها خلال السنوات السابقة، ترفعت جلالتها في اختيار جمهور معايدتها بعيدا عن أصحاب "سبق الإصرار والتربص" الذين يتصيدون بحرفية تفاصيل حياتها كإنسانة، متناسين أن جلالتها كانت ولا زالت المبادرة والرائدة والمبتكرة بعزيمة لم تنثني على مدار ثمانية وعشرين عاما، وقبل كل هذا هي زوجة جلالة الملك و أم الحسين، وأن أي تشكيك بدوافع شخصية أو عرقلة مقصودة للمسيرة أو نكران للمنجزات الوطنية تجاهها هو يحمل التأثير السلبي ذاته على جلالة الملك وسمو ولي العهد، وهم العائلة الواحدة الموحدة لكل مشاعر الانتماء والتقدير وحب الأردنيين، فلا نذكر أن جلالته خاطب شعبه الأردني على شتى منابته وأطيافه الا و قد استهل قوله بـ " اخواني واخواتي.. أبنائي وبناتي...الأردنيون والأردنيات".


إن محبة العائلة الهاشمية تأتي مجتمعة لا مجزئة بين أفرادها، وان الحديث بغير ذلك قد يهدف الى اثارة الشكوك أو التشكيك بالأردن وقيادته، ولا يجوز المساس بشخوص هذه العائلة كذريعة "للبعض" لتصفية حسابات تضر بسمعة وسلامة هذا الوطن.
قد لا تكون جلالتها قد نطقت بما جال في خاطرها، الا أن فراسة المؤمن وإدراك بصيرة المحبين قد فّسّر ما في القلوب ... فالقلوب إذا صفت رأت، وهذا ما قادتني إليه خواطري.











طباعة
  • المشاهدات: 7717
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-01-2022 01:50 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم