05-01-2022 12:26 AM
سرايا - حذرت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام, من الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية في حالة الإصابة بالإنفلونزا, او فيروس كورونا كونها أدوية فعالة, تستخدم فقط في الالتهابات البكتيرية وليس الفيروسية ولما لها من مضاعفات خطيرة
وأضافت في تصريح ان هناك جائحة تلوح بالأفق تعقب وباء كورونا، بسبب زيادة الاقبال على استخدام المضادات الحيوية دون داع او حتى استشارة الطبيب من قبل مرضى كورونا، وسوء فهمهم لذلك
واعتبرت عبد السلام, أن المضادات الحيوية هي من أكثر الأدوية شهرة و استعمالاً عند الأشخاص، حتى انهم يلجأون لتناولها في كل الحالات، و يعتقدون بأنها العلاج السحري لكل شيء، حيث يقدر سوء استخدامها بنحو ثلث إلى نصف استخدامات البشر، وهذا ما نبهت له منظمة الصحة العالمية، إذ حذرت من استخدامها في الوقاية من كورونا أو علاجها
وعن الحالات التي تستخدم فيها المضادات الحيوية لمرضى كورونا، أشارت الى ان بعض الحالات الحرجة التي يتم فيها علاج المرضى من كورونا في المستشفيات، قد يصبح لديها التهاب رئوي سببه بكتيري، و قد تضعف المناعة لديهم أيضاً، حيث تترافق الاصابة بعدوى كورونا بعدوى بكتيرية، وهنا يقرر الطبيب بعد عمل الإجراءات و الفحوصات اللازمة إن كان المسبب بكتيرياً، إعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب بالجرعة المناسبة و للفترة الصحيحة
وحثت عبد السلام على ضرورة تقييم كل حالة لوحدها وفقاً لرأي الطبيب المعالج، فالعشوائية و الاستخدام الخاطئ من قبل المرضى للمضادات الحيوية له آثار جانبية خطيرة، من بينها خطر مقاومة المضادات الحيوية، والتي تهدد بالارتداد قرن إلى الوراء عما بلغه العالم من تقدم طبي، فتصبح الجروح و الالتهابات البسيطة التي كان من السهل سابقاً القضاء عليها قاتلة، بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وهذا أكبر خطر حذرت منه منظمة الصحة العالمية، حيث ذكرت بأنه بحلول عام 2050 قد يؤدي إلى وفاة ١٠ ملايين شخص حول العالم
كما أن استخدام المضادات الحيوية بإفراط وفق عبد السلام و من غير حاجة، يسبب التهابات قولونية بسبب عدوى المطثية العسيرة، و يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة في الجسم، فيصبح الشخص عرضة للإصابة بالفطريات فتصاب النساء بفطريات المهبل مثلاً، ناهيك عن أن استخدامها الخاطئ يضعف جهاز المناعة
ودعت الى أهمية تكاتف وتضافر الجهود للحد من الإفراط في تناول المضادات الحيوية، و تشديد القيود على وصفها من قبل الأطباء و تقنينها أو صرفها من قبل الصيادلة، بالتوازي مع جهود البحث و التطوير فيما يتعلق باستحداث مضادات حيوية أكثر نجاعة
وطالبت عبد السلام المواطنين الى عدم اللجوء إلى أخذ المضادات الحيوية من أنفسهم، أو اعتماداً على نصح و خبرة غيرهم، و أهمية الرجوع و استشارة الطبيب، لافتة الى ان المسؤولية مشتركة و تقع على عاتق الجميع، ما بين المريض و مقدمي الرعاية الصحية من أطباء و صيادلة.
الرأي