سرايا -  سرايا - بدأ الجيش السوري عملية «لاستعادة الأمن» في مدينة جسر الشغور شمالي البلاد قرب الحدود التركية. وقالت الحكومة إن العملية تأتي «استجابة لنداء الأهالي في منطقة جسر الشغور» لحمايتهم، بعد أن قتل 120 من عناصر الجيش والشرطة على يد «التنظيمات المسلحة» في وقت سابق هذا الأسبوع. غير أن المعارضة قالت إن قوات حكومية هي التي قتلت الجنود ورجال الشرطة بعد أن رفضوا إطلاق النارعلى المتظاهرين.

وكتب نشطاء سوريون عبر المواقع الإلكترونية إن مركبات عسكرية تتحرك من منطقة سهل الغاب جنوب إدلب مرورا ببلدة المصطومة، وأن القوات تطلق النار بشكل عشوائي. وأضاف النشطاء أن حظر تجوال فرض في مدينة أريحا التابعة لإدلب حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف. وقال شاهد ان القوات العسكرية تقصف القرى المحيطة بجسرالشغور لدى تقدمها نحو المدينة. واضاف ان «الجنود اضرموا النار في حقول القمح في قرية الزيارة» التي تبعد خمسة عشر كلم جنوب شرق جسر الشغور. من جهة اخرى، اكد ناشط في هذه المنطقة ان «الجيش يجتاح ثلاث بلدات هي السرمانية وشيخ سنديان والقنية» خلال تقدمه الى جسر الشغور. وبدت المنطقة «مقفرة» حيث فر الاف السوريين الى تركيا خوفا من العمليات الانتقامية. وقال أحد اللاجئين بعد ان عبر الحدود الليلة قبل الماضية وعرف نفسه باسم محمد «جسر الشغور خالية فعليا. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف». ويقول نشطاء وسكان ان العنف بدأ بعد تمرد في صفوف قوات الامن السورية بسبب رفض بعض الجنود اطلاق النار على المحتجين.

من جهة ثانية، يؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا الى تركيا انهم تعرضوا لنيران جنود ايرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات. وتعود الوقائع الى 20 ايار خلال «اسبوع الحرية» الذي واجهته قوات الامن بقمع شديد في مدينة ادلب. واجمع الشهود على وصف هؤلاء العناصر بانهم «ملتحين وحليقي الرؤوس ولا يتكلمون العربية ويلبسون ببزات سوداء ويحملون اسلحة غير معروفة»، ويرون انهم ليسوا من «الشبيحة» بل يؤكدون انهم «ايرانيون من الباسيج».

من جهة ثانية، اعلنت القوات العراقية قتل سوريين اثنين من اصل اربعة تسللوا الى العراق بصورة غير مشروعة وتم تسليمهم الى سوريا وذلك في اطار حملة امنية لمنع متسللين فارين ممن يقودون اعمال العنف في سوريا من الدخول الى العراق. وقال اللواء الركن محمد سليم عواد قائد قاطع الجيش العراقي في منطقة ربيعة ان «القوات العراقية في حادث منفصل اعتقلت 6 متسللين اخرين وهم من المطلوبين للاجهزة الامنية السورية كما قامت السلطات السورية بأعطائنا اسماء خاصة تعود لاشخاص مطلوبين لديها تحاول البحث عنهم». وعلى صعيد«جمعة العشائر» ، قتلت قوات الامن على الاقل 22 متظاهرا من معارضي النظام في انحاء سوريا . وقال ناشط حقوقي ان قوات الامن اطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان قرب جسر الشغور في محافظة ادلب على ، ما ادى الى سقوط 11 قتيلا على الاقل.

وأكد والد احد القتلى والناشط ان مروحيات عسكرية سورية اطلقت النار على الحشود.

وافاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «مروحيات تحلق فوق المدينة». واكد ناشط حقوقي ثالث ان «المروحيات تقصف المدينة».

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا في حي القابون بدمشق فيما قتل اثنان اخران في بصرى الحرير بمحافظة درعا، وقتل 6 بمدينة اللاذقية. وفي شمال سوريا، تظاهر اكثر من ثمانية الاف شخص بعد صلاة الجمعة في القامشلي وعاموا وراس العين.

دوليا، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعة» ووصف قمع المحتجين في سوريا بانه «غير مقبول» واضاف «لا يمكن لتركيا أن تقف الى جانب سوريا أمام كل هذا. مازال لنا أقارب هناك». وكرر اردوغان التأكيد ان تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين، لكنه تساءل «الى اين سيصل ذلك؟» وكشفت صحيفة «حريت» تركية ان من بين السناريوهات التي ناقشها مسؤولي وزارة الخارجية «انشاء منطقة عازلة اذا سعى مئات الالاف للجوء الى تركيا». بدوره، قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس بعد خطاب في بروكسل ان «المذابح ضد ابرياء في سوريا يجب ان يكون مشكلة ومصدر قلق للجميع». واضاف «اعتقد انه بات على الجميع التفكير فيما ما اذا كان الاسد يملك الشرعية ليحكم في بلده بعد هذا النوع من المجازر».