06-01-2022 08:12 AM
سرايا - روى المحامي حسين العجارمه قصة وفاة اشهر كاتب استدعايات في قصر العدل وهو جميل الخطايبه الذي كان صديقا لمعظم المحامين لما عرف عنه من الاخلاق والاستقامه .
تاليا ما كتبه العجارمه عبر صفحته الفيسبوكيه :
من كان يتأمل وجه جميل الخطاطبه " ابو بسام وهو يجلس امام طاولته منذ عقدين ونصف من الزمان على الرصيف المطل على قصر العدل يرى في هذا الوجه القناعه والادب والاستقامه ، هذه الاستقامه التي لم تستطع كل الظروف الصعبه والمعيشه القاسيه ان تنزعها من سلوكه وأدبه الجم في احترام الناس .
كان ابا بسام صديقاً ، وقد بدأت صداقتنا صدفةً عندما قرر رئيس محكمة بداية عمان الاسبق وبعيد افتتاح قصر العدل الجديد في العبدلي عام ١٩٩٧ منع كتّاب الاستدعاءات من ممارسة مهنتهم من امام القصر الجديد بعدما انتقلت غرف المحاكم من قصر العدل القديم في شارع السلط ، فكان هذا القرار ضربة قاسيه على هذه الفئه الفقيرة والمسحوقه في مجتمعنا لانها تهدد أرزاقهم وتغلق باباً من أبواب التكسب الشريف لديهم، وتحرمهم من حق مكتسب ،ذلك انهم يمارسوا مهنة مرخصه وفقاً للانظمه والتعليمات ، فكان احتجاجهم على هذا القرار وكان لي الشرف ان استعانوا بي لتبني قضيتهم ، واذكر انهم حضروا الى مكتبي الكائن في العبدلي آنذاك وطلبوا مني خطياً القيام بكلفة الإجراءات القانونيه للاعتراض على هذا القرار ووافقت دون مقابل ، واذكر ان الاخ جميل الخطايبه حضر معهم ومنذ ذلك التاريخ بدأت صداقتنا والتي امتدت طيلة هذه السنوات .
استطعت بحمد الله الغاء قرار رئيس محكمة بداية عمان انذاك وعاد كُتّاب الاستدعاء الى عملهم يمارسوا مهنتهم والتي تساعد فئة مسحوقه في مجتمعنا لا تستطيع الوصول الى مكاتب المحامين لضعف إمكانيتهم الماديه ، وحاجتهم للخدمات التي يقدموها هؤلاء الكتّاب
ومضت الايام والسنوات مسرعة وانا ارى هذا الانسان كلما ذهبت الى قصر العدل يجلس في ذات المكان صيفاً وشتاءً ، يسترزق بشرف وامانه لينفق على أولاده ما يسره الله له من الرزق ألحلال، أبادله التحيه ويرد عليّ التحيه بحبٍ واحترام ووفاء .
وكنت ارى فيه النقاء والقناعة والرضى ، واقول في نفسي ما اصعب عيش هؤلاء الناس الذين يكدوا من اجل القليل ، ويرضوا بما قسم الله لهم .
امتدت صداقتي لهذا الانسان الطيب على مواقع التواصل وكان دائماً يبدي رأيه باحترام على ما أكتب .
بالامس رحل عن هذه الدنيا ، ودع طاولته وكرسيه على الرصيف وارتاح من البرد القارص وشمس الصيف الحاره ، ومن نكد الدنيا ، ومن انتظار الفرج على هذا الوطن البائس ومن كل منغصات الحياة ، رحل الى ربه حيث هناك لا تعب ولا وصب ولا ظلم ولا إستعلاء ، بل العدل المطلق والراحة الابديه .
ابوبسام كغيره من فقراء الوطن رحيلهم يكون بصمت ودون اعلام وضجيج ،وسنين عمرهم كان في سكون ،لم يُسجل عليهم انهم آذوا إنساناً او افسدوا في الارض ، فما أكرمهم عند الله ،
رحمه الله رحمة واسعه والهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2022 08:12 AM
سرايا |
2 - |
اسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار ولأهله حسن الصبر والعزاء واعظم الله اجركم واحسن عزاءكم.
|
06-01-2022 09:13 AM
هشام ذكرالله التبليغ عن إساءة |
3 - |
عظم الله اجركم وعليه رحمة الله
|
06-01-2022 12:07 PM
المحامي موسى التبليغ عن إساءة |
4 - |
رحمك الله عمي الحاج ابو بسام الخطاطبه فقد كنت منبعا للأخلاق الحميده وصلت الرحم والإصلاح بين الناس رحمك الله عمي رحمة واسعة وادخلك الفردوس الاعلى ان شاء الله
|
04-03-2022 03:53 PM
حسام خطاطبه التبليغ عن إساءة |