حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 496

إيما واتسون نموذجا

إيما واتسون نموذجا

إيما واتسون نموذجا

08-01-2022 11:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - ما تزال نصرة حقوق الشعب الفلسطيني، المظلوم تاريخيا بفعل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، تلقى تعاطفا ممن في قلوبهم مشاعر إنسانية حقيقية، وفي عقولهم فكر قائم على العدالة نبراسا في الحياة، وفي روحهم توق دائم لمناصرة الحق.


ولعل أحد هؤلاء مؤخرا هي الممثلة البريطانية إيما واتسون، بطلة سلسلة أفلام هاري بوتر الشهيرة، التي أضحت خلال الأيام القليلة الماضية محط سهام المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم سفير إسرائيل الحالي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إلى حد اتهام بعضهم لها بمعاداة السامية، وكل هذا بسبب نشر عبارات وصور على حسابها على الانستغرام، ويتابعها من خلاله نحو 65 مليون شخص، تعرب فيها، بطريقة أو أخرى، عن تأييدها لفلسطين وحقوق شعبها!


الجيد في الأمر أن ما قامت به واتسون من فعل بطولي لقي دعم وسائل إعلام عالمية، ومنها صحيفة الإندبندنت البريطانية، التي رأت الكاتبة فيها، هارييت ويليامسون، "أنه لا يجب النظر إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني كموضوع لا يمكن لأحد تناوله، أو أن يغلف بالصمت".


بالطبع لن تكون واتسون آخر من يعبر عن تضامنه، بين مشاهير العالم، مع الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، فقد سبقها العديد من أمثال المغنية الأميركية الشابة سيلينا جوميز، والممثلة بينيلوبي كروز وزوجها الممثل خافيير بارديم، وهم من بين العديد ممن أعربوا عن مساندتهم للشعب الفلسطيني أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي. وهم بذلك يناصرون ما يؤمنون به من حقوق للبشر بغض النظر عن الدين والعرق والهوية والجنس، وهذا من أروع تجليات النفس البشرية السليمة، التي تدافع عن الحق لأجل الحق ذاته لا غير، بعيدا عن حسابات المصالح والمنفعة.


لكن السؤال يبقى: لماذا لم يكن هناك متابعة قوية جلية من قبل من يعتبرون أنفسهم رواد وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي لدعم ما قامت به واتسون؟ هل فعلا وصلنا إلى مرحلة من تدني الثقافة والفكر لدرجة عدم اهتمامنا الفعلي بقضايانا الحقيقية؟ ألم يكن يجدر بمن هم مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا العربية البناء على ما قامت به واتسون لحشد الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني وقضاياه في المحافل الدولية؟ أم هل أضحت أخبار من تهتم بمظهر وجهها صباحا من الفنانات وغيرهن أهم لرواد السوشيال ميديا لمتابعتها؟! والأدهى أين النخب في وسائل الإعلام العربية أيضا؟ لماذا لم يكن هناك دعم صريح لما قامت به واتسون، كما قامت بذلك الكاتبة ويليامسون؟ قد يقول أحدهم إنه كان هناك نوع ما من التضامن مع واتسون عربيا، لكن الحقيقة تبقى أنه لم يكن بالحجم المؤمل أو حتى المطلوب، بل كان صوت من اتهمها بمعاداة السامية أعلى بكثير للأسف.


ستبقى القضية الفلسطينية وحقوق شعبها قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسيبقى دعمها بوصلة أصحاب المبادئ بحق في شتى بقاع العالم. لكن ما يدعو إلى الحسرة أننا عربا نعيش عصر ما يمكن تسميته "بفوضى الأولويات"، بحيث أضحت بوصلة العديد منا ضائعة في زمن اللهث وراء زخارف الحياة، وهو بالقصير جدا لمن كان من أولي الألباب.


ما قامت به واتسون هو سلوك ينم عن شعور إنساني نبيل لدعم الحق، ولعل التصوير الحقيقي له يتجسد فيما قاله الفيلسوف العربي الخالد بأعماله، ابن رشد: "إن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له".











طباعة
  • المشاهدات: 496
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-01-2022 11:06 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم