حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3311

«مجتمع الكراهية» ومقدمات الهزيمة

«مجتمع الكراهية» ومقدمات الهزيمة

«مجتمع الكراهية» ومقدمات الهزيمة

09-01-2022 09:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رمضان الرواشدة

يُحلّل رئيس الوزراء الأردني المرحوم سعد جمعة، المولود في الطفيلة لأُسرة من أصول كردية (1916-1979) في كتابه «مجتمع الكراهية» طبعة الدار الاهلية للنشر 2001، (300 صفحة) الأسباب التي تؤدي بالمجتمعات العربية إلى نكوص القيم وتحولها إلى «مجتمعات كراهية»، وما يستتبعه ذلك من هزيمة أمام المشاريع الخارجية التي تستهدف الدول العربية ومن أهمها إشارته إلى هزيمة حزيران 1967.
الكتاب الذي صدر لأول مرة عام 1971 يتناول ظروف ونشأة الصراع العربي–العربي والتنافس الحاد بين القيادات والأنظمة العربية والأحزاب والمنظمات المتصارعة في سوريا والعراق ومصر.
في بداية حديثه يقول المرحوم سعد جمعة «مجتمع الكراهية، هو المجتمع العربي، بقّضه وقضيضه.. بأنظمته، ومنظماته وأفراده.. كل رئيس يكره كل رئيس، كل قائد يكره كل قائد، كل حزب يكره كل حزب، كل منظمة تكره كل منظمة، تنسحب الكراهية على كل شيء، وتغطّي كل شيء..»
ويواصل سعد جمعة سرديته لواقع المجتمع العربي، بما فيه الأردني بقوله إن من أسباب اللعنة والنكبات والمآسي سيادة ».. الخِواء الفكري والجَدب الروحي وضباب الرؤية وتعدد الولاءات والانتماءات» وهو الأمر الذي يدفع كثيرا من «كرماء القوم» للاختفاء حتى «يسلم شرفهم فلا يبقى في الدفة غير الصبية والصعاليك..».
الواقع العربي المرير قبل هزيمة حزيران كان مشبعا بالكراهية فالأحزاب التي حكمت العراق صفّت معارضيها، وكذلك الأمر في سوريا ومصر، والمناداة بالحرية والوحدة والاشتراكية كانت شعارات جوفاء «فلا حرية ولا وحدة ولا اشتراكية»، والتنازع كان كبيرا، وظهور الانعزالية والطائفية وحب الزعامة الفردية كلها عوامل ساهمت في الهزيمة.
وأفضل ما ينطبق على واقعنا المرير اليوم إشارته القوية إلى تغير مواقف السياسيين خارج السلطة وعندما يستلمونها بقوله «نكون خارج السلطة وطنيين أحرارا وأبطالا بسيوف ورماح، ونكون داخل السلطة قطّاع طرق وعصابات لصوص، والوطن والمواطنون عندنا مطيّة متعة ووسيلة ارتزاق وانتفاع!!».
أما الحوار الفكري والاشتباك الإيجابي بين المؤيدين والمعارضين فهو غير موجود في «مجتمع الكراهية» حيث «يصبح الحوار انكارا مطلقا لا مقارعة رأيٍ برأي ومعارضة حجة بحجة»..
ويعرِضُ سعد جمعة عددا من قصص الصراع بين رؤساء الوزارات في الاردن قبل 1970 واتهاماتهم لبعضهم بعضا.. «بالفساد والرشوة والمحسوبية والسرقات والصفقات والتفريط في اموال الدولة».
الكتاب، بمجملة، صرخة، من رئيس وزراء ومفكرٍ كبيرٍ له العديد من المؤلفات، على الواقع العربي والأردني وما كان يستشعره من أسباب الابتلاء والاستلاب والفجيعة الوطنية وتراجع القيم وانخفاض منسوب الثقة بالمؤسسات وتسخيف كل شيء حتى لا يعود المواطن يُميّز بين الغثِّ والسمين، بين الوطنيّ والمدعي، بين المنتمي والاإنتهازي المتلون حسب مصالحه، وبين المعارضة الوطنية الجادة وبين «تمثيل» المعارضة من الطامحين بالمناصب والاثراء، بين الخائف على وطنه وبين الخائف على أرصدته المالية في البنوك.
هل تغير الحال من مجتمع الستينيات إلى اليوم، بعد ستين عاما من كتابة الكتاب؟!








طباعة
  • المشاهدات: 3311
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم