09-01-2022 11:12 AM
بقلم : علي الشريف
انا لست من رواد المولات وبكل صراحة غير مرحب بها في مخيلتي رغم جماليتها ونظامها ونظافتها والعناية الفائقة بإداراتها ومتابعة كل التفاصيل بها .
وشاءت الاقدار ان ادخلها لا كزائر انما كموظف تسلم عمل جديد ضمن احد المولات الشهيرة خارج العاصمة وبالطبع فان عودتي لم تأتي لرغبة مني بخوض تجربة جديدة فالتجارب احنت ظهري حتى عفتها.
انما جاءت احتراما مني وتقديرا لصاحب العمل هذا في المقام الاول واما الحاجة لدخل شهري جاءت في المقام الثاني وباقي الامورتاتي في مقام التفاصيل .
في المول كل شيء مختلف عن الاسواق العادية، لباقة الموظفين واناقتهم والنظافة الالزامية التي شعرت للوهلة الاولى انه مبالغ فيها حد الجنون والاهم هو تنوع الناس بحيث باتت تجتمع كل الطبقات وكافة الاعمار.
هناك شيء كان يلفت انتباهي دائما ويثير بي الفضول لأسال عنه فاغلب الموظفين من الجيل الصاعد يتكلمون كلمة بالعربي وسطرا كاملا بالإنجليزية حتى في الاحاديث الجانبية نراهم يخلطون اللغات وكان العربية اصبحت عيبا واغلبهم ترك دراسته او لم يكملها.
مصيبة بالنسبة لي ان اسمع شابا يقول كاجوال او براند او بريك او تريننج او سلم او سلم فوت دروب فور ...او يقول عن القهوة كوفي او الساندويشة ساتدويتش .
دفعني الامر لأسال الا يوجد مكان للغة العربية كلغتنا الام في التعامل خصوصا ان اغلب روادنا هم عرب منا ومن اهل البلد فكانت تصلني الاجابات نصفها عربي ونصفها انكليزي .
على بوابات المول ترى شبابا وشابات يحاولون التحايل على الامن لكي يدخلون دون مطعوم والى جانبهم جيش من موظفي المول الذين يخرجون للتدخين .
في المول رواد شباب بعمر الورد يبحثون عن اشياء غريبة تارة تصدمهم الاسعار وتارة لا يرغبون بالموديل في احيان يأتيك شاب يدعي الشراء ومن ثم تكتشف مؤخرا انه يريد ان يلتقط صورة وهو يلبس احدى الماركات.
.في المول كل الاسعار مرتفعة لا تتناسب مع دخل الشباب لكنهم يسالون عنها فالحذاء هناك ربما يتجاوز راتب موظف وبنطلون الجينز ربما يعادل مصروف بيت لمدة اسبوعين .
في المول ثقافات مختلفة واراء مختلفة ورغبات مختلفة وصداقات مختلفة رغم كل النظام هناك الا انك تجد كل المتضادات في مكان واحد .
هناك لا يخجل الزوج ان ينادي زوجته حبيبتي وهي لا تستحي ان نادته حبيبي وهناك من الطبيعي ان تجد شابا يمشي ويده بيد صديقته والاكثر ان تجد شبابا يأتون فقط لمعاكسة الصبايا آنا لست ادري هل تطورنا كثيرا ام اني انا لا زلت اعيش خارج الزمان .
هناك في المول تجد الحرس من لون واحد ولهجة واحدة ..وتجد الموظفين من كل حدب وصوب ..فنجان القهوة ماركة والسندويشة ماركة كل شيء ماركة محدثه الا انا بقيت بلا تحديث .
خلاصة الامر خلال 14 يوم في المول وجدت اني اعيش زمان مختلف عن زماني ...فكل الاشياء قد اختلفت حتى البساطة اختلفت وطريقة الكلام وطريقة المشي وطريقة الجلوس .
علي الصعيد الشخصي يمكنني ان اتقبل كل هذه الامور ولكني لا اريد ان اتقبل كلمة عمو لأنها تعني بكل بساطة انني على الشطب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-01-2022 11:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |