16-01-2022 11:57 AM
بقلم : علي الدلايكة
المجتمع الاردني ومنذ نشأة الدولة الاردنية تمتع بنسيج مجتمعي قوي ومتماسك قل نظيره في المحيط والاقليم وقد كان هذا النسيج وما زال صمام الامان للدولة الاردنية في مواجهة العديد من التحديات والمنعطفات الداخلية والخارجية وقد كان السد المنيع الذي تتكسر عليه كل محاولات العبث الداخلي والخارجي باستقرار الدولة والمحاولات البائسة بالعبث بصمود الوطن وديمومة مسيرته وقد كان هذا النسيج الهدف لجميع الذين يحاولون العبث بالوطن بالولوج من خلاله لزعزعة الجبهة الداخلية والتي يعتبرونها المدخل الرئيس الى كل مآربهم ومخططاتهم ...
علينا ان نتحدث بواقعية لنضع يدنا على الجرح لنعالج ما اصابنا من خلل في بدايته ونداوي جرحنا كي لا يتسع وعلينا ان نقر انه لا بد من التحرك سريعا وبمنهجية عالية في التعامل مع ذلك وترميم الخلل...هناك العديد من الامور التي اخذت تطفوا على السطح والتي لم نكن نعتادها كما شاهدنا وسمعنا من وقفات احتجاجية او من خلال ما يكتب هنا او هناك او يبث من قبل البعض داخليا او خارجيا وان كنا نعتبر ذلك من قبيل حرية الرأي الا انه تجاوز الحدود والمنطق والمعهود فيما تربينا عليه في هذا الوطن وعلينا ان نقر ان هناك من الاسباب ما دفع لذلك وان كانت في جلها غير مبررة لان فيها خروج عن لياقة ولباقة الادب في الخطاب وعلينا ان نقر ايضا ان هناك من يتصيد بالماء العكر لكسب جولة في هكذا ظروف استثنائية تساعد البعض في ان يجدوا انفسهم ويشبعوا غرائزهم الجامحة بسببها ومن خلالها ...ولكي لا نبتعد كثيرا في الحديث فان من اهم الاسباب المؤدية لذلك تزامن مرورنا بظروف مالية صعبة اخذت تتعاظم وتتراكم في السنوات الاخيرة واخذت تؤثر على سبل العيش الكريم واساسياته لغالبية ابناء الوطن مع غياب التعامل الجاد والمجدي رغم الوعود الحكومية العديدة بايجاد حلول منطقية تلامس هذة التحديات وفي الوقت ذاته غاب عن المواطنيين من يتواصل معهم من اصحاب القرار ويشركهم في الوصول الى الحلول المجدية ويوضح لهم ما يمكن توضيحه والاهم من ذلك ايضا غياب اصحاب الرأي والتأثير في المشهد من ابناء الوطن عن مناطقهم وذويهم واكتفوا بالاقامة بالعاصمة عمان وتواروا عن الانظار وقطعوا كل سبل التواصل معهم وانهمكوا في الكولسات ومجالس الصالونات للبحث عن مواقع هنا او هناك في الدولة لهم ولابنائهم وذريتهم لا قناعة لديهم بما حققوا من مكاسب ولا رغبة لديهم لافساح المجال الى دماء شابة جديدة وهذا ما ينادي به جلالة الملك مما سبب الشعور بالغبن من الغالبية وخصوصا الشباب وسبب ردة فعل غير محمودة من قبلهم.... ولم يكتفي البعض بطول الغياب وانما ظهر على حين غرة وكان ظهوره مثيرا للجدل والتشويش وارباك المشهد ومن اجل تحقيق غاية في نفس يعقوب ...
نمر في مراحل حاسمة من الاصلاح في جميع صوره ورغم كل محاولات التشكيك في ذلك الا ان تأكيدات وضمانات جلالة الملك لذلك تدل على جدية واضحة في مواصلة المسيرة نحو تحقيقها والتي من المأمول بتحقيقها ان تعيد الالق والقوة والمتانة لنسيجنا المجتمعي وجبهتنا الداخلية وتعزز وتطور الاداء الحكومي والبرلماني والحزبي وتعزز ممارسة الشباب والمرأة في العملية السياسية والذي من شأنه سيقودنا حتما الى مزيد من العدالة وتكافؤ الفرص ومزيدا من الرقابة على التنفيذ والذي من شأنه ان يحد من الفساد المالي والترهل الاداري والذي سيفضي الى تحسن ملموس في الاداء والانجاز والذي سينعكس اثاره على حياة المواطن الاردني ومستقبله ومستقبل ابنائه...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-01-2022 11:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |