سرايا -

سرايا - أفاد استطلاع نُشرت نتائجه الأربعاء 5-3-2008، أن غالبية الشعب الهولندي يريدون أن يبث فيلم "فتنة"، المعادي للقرآن الكريم، على الرغم من خوفهم من أن يثير ذلك توترا مع المسلمين ويضر بالعلاقات مع الدول العربية.

وكانت الحكومة الهولندية تدرس ما اذا كانت تستطيع منع الفيلم، الذي أنتجه عضو البرلمان اليميني جيرت فيلدرز، الذي شبّه القرآن بكتاب كفاحي لادولف هتلر. وقال إن القران كتاب "فاشي"، يدعو للعنف، يحرض على العنف واضطهاد النساء ومثليي الجنس، ويطالب بأن يتم منعه.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "تي.ان.اس" و"ان.اي.بي.أو" لصالح محطة تلفزيون "ار.تي.ال" أن 54% من الهولنديين يعتقدون أنه يتعين عرض الفيلم، على الرغم من أن 76% توقعوا أن يزيد ذلك من التوتر بين المسلمين وغير المسلمين. فيما توقع 74% أن عرضه سيسيئ للعلاقات مع الدول العربية.

وبين الاستطلاع، الذي شمل 600 شخص وأجري يوم 29 فبراير الماضي، أن 68% يتوقعون مقاطعة للمنتجات الهولندية، شبيهة بالمقاطعة التي تعرضت لها الدنمارك بعد نشر صور مسيئة للنبي محمد في صحيفة دنماركية.

وتظاهر نحو 5000 أفغاني اليوم على اعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية، وعلى خطط فيلدرز الخاصة بعرض فيلم القرآن. واتهمت وزارة الخارجية الباكستانية السياسي الهولندي "بالترويج لسياسة الكراهية والدعوة لكراهية الاجانب".

الحكومة: لا يعكس موقفنا

من جهته، حاول رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكيننده التنصل من الفيلم المثير للجدل، بالإشارة إلى انه لا يعكس وجهة نظر الحكومة الهولندية.

وقال بالكيننده عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه الأربعاء، إن رؤية فيلدرز لا تعكس رؤية الحكومة الهولندية من جانب، كما أنهم يختلفون كليا إزاء وجهات نظره حول الإسلام. وأوضح أن ثمة ضرورة للإدلاء بمثل هذا التصريح بسبب دواعي القلق التي تحيط بالفيلم.

وتعمل الحكومة الهولندية منذ أسابيع لتقليل الأضرار في العالم الإسلامي فيما أمرت أيضا بتشديد الأمن في سفاراتها. كما حضت فيلدرز على التخلي عن هذا الفيلم من أجل المصلحة الوطنية الهولندية وسلامة رعاياها في الخارج.

لكن فيلدرز (44 عاما) رفض النداء، متهماً الحكومة بالاستسلام، وأبلغ رئيس الوزراء الهولندي الصحفيين إن الحكومة الهولندية تبحث إمكانية استخدام القانون الجنائي في حال نشر الفيلم وتأكدها من محتواه.

وقالت الحكومة الهولندية إنه لا يمكنها حظر الفيلم، إلا أنها تحاول أن تنأى بنفسها عن فيلدرز زعيم، حزب الحرية، الذي يشغل 9 مقاعد من أصل مقاعد البرلمان الـ 150.