18-01-2022 01:11 PM
بقلم : علي الدلايكة
جلالة الملك والاستراتيجية الزراعية ...
لم ينفك جلالة الملك ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية في توجيه الحكومات المتعاقبة للاهتمام بالقطاع الزراعي كونه قطاع استراتيجي وهو مصدر الامن الغذائي والذي اضحى محل اهتمام عالمي وقد بدت اهميته جلية واضحة خلال جائحة كورونا ....
ان توجيهات جلالة الملك كانت تنصب على تطوير القطاع من حيث الزراعات الحديثة والبعد عن التقليدية منها والحاجة الى اللجوء الى اساليب حديثة في الري حيث شح الموارد المائية وكذلك تنظيم العملية الزراعية برمتها ومن الفها الى يائها من حيث النمط الزراعي المطلوب كما ونوعا ومن حيث التسويق لا ان يتغول طرف على آخر او ان يحتكر طرف نوعا او كما عن آخر وان تكون هناك حماية للمنتج من عمليات المضاربه ومن الاخطار والكوارث الطبيعية وغيرها والتي يواجهها المزارعون وتحدث لديهم خسائر فادحة كالصقيع والحرائق ... ان هذا النمط من الزراعات اصبح ذا تنافسية عالية نتيجة الطلب المرتفع عليه لاهميته الغذائية وما يترتب على ذلك من تكلفة اقتصادية عاليه عند استيراده وما يستنزف من عملة صعبة وكذلك تكمن الحاجة الى مواكبة التغير في المناخ الحاصل ومواجهة شح المياه الذي نعاني منه... ومما يساعد على احداث مثل هذة النقلة النوعية مقدرة المزارع الاردني على التكيف مع ذلك ومقدرته على استيعاب هذة المتغيرات فكريا وعمليا وقد بدى ذلك واضحا من خلال ما تم انشاؤه من مشاريع جديده ثبت جدواها الاقتصادية واهميتها في تحقيق الامن الغذائي للوطن اولا وتنافسيتها في الاسواق الخارجية ...
لقد سبق جلالة الملك الحكومات في تحديث هذا القطاع من خلال متابعته الشخصية وزياراته المتكررة لهذة المشاريع وتوجيهاته السامية لتذليل كل الصعاب التي تواجه المزارعين وفي هذا الصدد اكد جلالته الى ضرورة بناء شراكة مع القطاع الخاص والذي يعد دوره رئيس في اقامة المشاريع الزراعية الكبيرة والاستثمار في القدرات البشرية للمزارع الاردني واستغلال الميزة النسبية للمناطق و على امتداد الوطن والذي من شأنه ان يوفر فرص النجاح لها والتي بدورها سوف توفر ايضا العديد من فرص العمل لابنائنا في مناطق سكناهم والذين يعانون من مشكلتي الفقر والبطالة ...
والسؤال هنا هل تواكب الحكومة والمعنيين بهذا القطاع افكار جلالة الملك وتترجم رؤى جلالته في احداث نقلة نوعية في هذا القطاع الاستراتيجي والوصول الى منتج زراعي وغذائي يلبي الطموح داخليا وخارجيا...
وهنا لا بد من التأكيد على ان وادي الاردن كان وما زال وسيبقى باذن الله سلة الغذاء وهو المكان الوحيد على امتداد الوطن الذي يملك الميزة النسبية والبيئة المناخية الملائمة والمناسبة لنبني قطاع زراعي يوفر الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والغذائية على اختلافها ويوفر منتوجات ذات ميزة عالية من الجودة تنافس نظيرها من المنتوجات في الاسواق الخارجية وتكون رافد قوي للموازنة من العملات الصعبة وهذا يتطلب استراتيجية ثابته تبنى على واقع علمي وعملي يمكن تطويرها وتحديثها تبعا للظروف المحيطة من وقت لآخر وتبعا لمعطيات العرض والطلب في الاسواق الداخلية والخارجية وهذا ما ينادي به جلالته حيث اذكر ما اشار اليه جلالته في احدى زياراته للواء الاغوار الشمالية في العام ٢٠٠٨ بهذا الخصوص عندما طرح فكرة المطار في المنطقة لخدمة القطاع الزراعي والتجاري وكذلك ضرورة ان يكون هناك شركات للانتاج الزراعي ..وهنا لا بد من الاشارة الى ان تعافي هذا القطاع سيتبعه تعافي الكثير من القطاعات والتي ترتبط به ارتباط وثيقا حيث سينعكس آثار هذا التعافي ايجابيا على شريحة واسع من ابناء الوطن الذين يعتاشون على هذا القطاع ولا ينحصر ذلك على المزارعين فقط وانما يمتد الى قطاع النقل وتجار المواد الزراعية ومدخلات الانتاج على اختلافها والاسواق الفرعية لتجار المنتجات الزراعية وقطاع المياه وسيعزز من فرص الاستثمار في هذا القطاع وما يتعلق به من الصناعات الغذائية وما سيوفر ذلك من فرص العمل للشباب والذي سيحرك العجلة الاقتصادية برمتها ويرفع من نسبة النمو الاقتصادي وهو ما نصبوا اليه جميعا ....
شكرا لجلالة الملك الذي لا يكل ولا يمل ورغم الحمل والاعباء الثقيلة فان نظرته وافكاره ومتابعته لتطوير هذا القطاع سبقت الجميع فاصابت عين الحقيقة واحدثت المطلوب
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-01-2022 01:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |