حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4234

بركان كازاخستان السياسي

بركان كازاخستان السياسي

بركان كازاخستان السياسي

20-01-2022 03:41 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.حسام العتوم
اندلع العنف فجأة كما النار في الهشيم، وأشبه ما يكون بالبركان الثائر في أكبر مدن كازاخستان (الماتا) والمناطق المجاورة لروسيا الاتحادية، وفسر من قبل القيادة الكازاخيه برئاسة توكاييف خليفة نزاربايف على أنه تدخل خارجي أجنبي بالارتكاز على حراك كازاخي داخلي عاصف مبرمج، ولجنة الأمن الكازاخيه - أي وكالة المخابرات لديهم ) NSC) وبالتعاون مع الأجهزة اللوجستية الروسية والسوفيتية السابقة (KGB/FCB) في إطار عمل مؤسسة الأمن الاجتماعي الأمنية والعسكرية للحلف السوفيتي السابق تابعوا الحدث بدقة، رغم تفاجئهم بساعة صفره عبر العنف و الفوضى و القتل والهيجان، واستخدام الهراوي والسلاح الأتوماتيكي وإشعال النيران بمؤسسات المجتمع المدني مثل البناية القيادية والبنوك والمطار وإشارات المرور وكل ما له علاقة بالبنية التحتية.

وما لا يحب الروس سماعه، هو السبب المتعلق بالشأن الداخلي الكازاخي، المؤدي لاندلاع نيران الحدث والأزمة، وتحديداً ما له علاقة بأتوقراطية الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان ابيشولي نزاربايف، واستفراده وعائلته بالسلطة في العاصمة (أسيتانا) التي حول بنفسه اسمها إلى (نور سلطان نزاربايف) في عهده، ومنحه البرلمان عام 2010 لقب (زعيم الأمة)، وهو الأمر الذي عزز عبادة شخصه ورسخ استمرار جلوسه على كرسي السلطة، وتحويل نظام البلد من جمهوري إلى ملكوري، وهو الرئيس الذي وزع مناصب الدولة الرفيعة على زوجته سارة (رئيسة الصندوق الخيري الدولي للأطفال)، وابنته - دينارا- (رئيسة لمؤسسة التعليم)، و –عليّه- (مديرة لشركة اليسترو للبناء )، و -داريغا - نائب في البرلمان . وحديث وسط الشارع الكازاخي عن تحويل نزاربايف لمليار دولار من عائدات نفط بلاده لحساباته الشخصية.

وتصنيف لكازاخستان في مجال الفساد من قبل منظمة الشفافية الدولية في المرتبة 122 من أصل 146 دولة عالمية.

ولقد أعلن نزاربايف حديثاً بأنه متقاعد ويسكن في مزرعته ولم يغادر بلده على غرار الرئيس الأوكراني الأسبق الموالي لروسيا فيكتور يونوكوفيج عام 2014، كما أشيع في الوسط الكازاخي إبان الاضطرابات مؤخرا. ونزاربايف أصبح رئيسا لكازاخستان عام 1990 واستمر في السلطة حتى عام 2019 ، أي 29 عاما ، واستمر قبل تقاعده رئيسا لجمعية الشعب الكازاخي، ولم يكن راغبا بترك المناصب العليا في الدولة لولا ضجيج الشارع الكازاخي .

وإنصافا لروسيا الاتحادية (العظمى ) التي راقبت الحدث، إلى جانب المنظومة السوفيتية السابقة أولا بأول، فلقد كانت مستهدفة أولا ، وقبل كازاخستان، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي شككت بالتدخل الروسي والسوفيتي السابق عسكرياً في الأزمة الكازاخية، وحدثها الدموي الذي اسفر عن مقتل أكثر من 225 مواطنا كازاخيا ورجال أمن، ومنهم من قطعت رؤسهم في الشوارع مباشرة . وبجهد (منظمة الأمن الجماعي) التي تشكلت سابقاً في موسكو عام 2002 من (روسيا الاتحادية وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان)، تمت السيطرة بسرعة وبمهنية عالية واحتراف على الحدث المأساوي، وشغلت أمريكا في المقابل إعلامها ودعايتها مبكراً لإخراج روسيا بالذات من كازاخستان، وبثت هاجساً وسط الرأي العام على أن تدخل روسيا هناك يشبه الاحتلال أو ما جرى سابقا في أفغانستان عام 1979، رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطة بلاده وعسكرته مبكرا، والتي بدأت وانتهت مع نهاية الحدث، ولقد شكر وزير دفاعه وقائد جيشه سيرجي شايغو على تنفيذ مهمة ضبط الأمن في كازاخستان بدقة كبيرة مشدداً على أهمية عودة الجنود والضباط الروس إلى بلادهم. وفي المقابل، راهنت أمريكا على إبعاد الملف الأوكراني عن الأضواء الروسية، وعينها توسعت لتمديد وجودها العسكري عبر حلفها ( الناتو ) ليس في جورجيا وأوكرانيا فقط، ولكن في كازاخستان، ليتناسب وطموحها في إحكام سيطرة صواريخها وبوارجها النووية على الحدود الروسية البرية والمائية والفضائية، وسط سعير الحرب الباردة وسباق التسلح ورغم جلسات ( جنيف ) المتكررة 2021 2022. لكن العيون الروسية الحمراء بقيادة الرئيس الفولاذي بوتين وتحالف بلاده السوفيتي السابق كانوا لأمريكا وللناتو بالمرصاد، ولماكنة إعلامهم الغربية أيضا، ولازال الإعلام الروسي يردد هدف (الناتو) احتلال أوكرانيا مثلا للإقتراب من الحدود الروسية الجنوبية، وأحبطو مؤامرتهم الاستخبارية بشأن كازاخستان في مهدها، واعتقالات لكبار رجالات الدولة والأمن في كازاخستان يوم اندلاع الحادثة – الحلم المرعب. وحديث عن خيانة وسط قيادة كازاخستان أريد لها أن تتشكل ليس على شكل ثورة برتقالية، وإنما على هيئة انقلاب حقيقي على السلطة في العاصمة نور سلطان نزاربايف، ولقد واجهها الرئيس الكازاخي الجديد (قاسم جومارت توكاييف) بحزم وحسم ورفض الحوار مع الحراك العدواني الذي ظهر على شكل إرهاب.

وكازاخستان خالية من السلاح النووي الذي سحبته روسيا الاتحادية منها ومن كل دول الاتحاد السوفيتي السابق عند انهياره عام 1991، وفيها محطة (بايكانور) الفضائية منذ عام 1955 لغايات إطلاق صواريخ سيوز المدنية، وهي غنية في النفط والغاز والثروات المعدنية وفي المجال الزراعي، فالناتج المحلي لديهم تشكله الزراعة بنسبة 5%، ومحصول المعادن وصل إلى 40 مليار دولار, والصناعات 57%، وهي من أعلى 10 منتجي النفط في العالم، ومساحة تقدر بحوالي 3 مليون كلم2، وعدد السكان بأكثر من 18 مليون نسمة يشكل الكازاخ 63% منهم والباقي روس وأوزبيك وأوكران والمان وتتار وغيرهم.

والأهم هنا، هو أن يطالب المجتمع الدولي أمريكا ومعها دول (الناتو) الألتزام بجلسات واتفاقيات (جنيف) للحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل، بهدف تطويق روسيا الاتحادية التي تمتلك أكثر من 17 مليون كلم2 من المساحة الجغرافية، وهو المستحيل، في وقت لا تعمل روسيا فيه على الاقتراب من حدود ( الناتو) أو أمريكا، وتلتزم بالقانون الدولي، وتطالب أمريكا و(الناتو) - ليل نهار- بالإلتزام به حفاظاً على أمن العالم ، وهو المطلوب، خدمةً للبشرية جمعاء وللسلم العالمي.








طباعة
  • المشاهدات: 4234
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-01-2022 03:41 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم