حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4606

دعونا نحلم

دعونا نحلم

دعونا نحلم

23-01-2022 11:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
من حق من يريد ان يشكل حزبا في ضوء ما نشهده الان من عمليات إصلاحية لقانوني الأحزاب والانتخابات، والتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، إضافة إلى التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإدارة المحلية، وتهيئة البيئة التشريعية والسياسية الضامنة لدور الشباب والمرأة في الحياة العامة.
وقد تعجب هذه الإصلاحات البعض، والبعض الاخر يراها سرابا بمعنى اصلاح مزيف تجزم عيوننا بأنه حقيقة، او زوبعة في فنجان، لن تقدم او تؤخر خطوة، والزوبعة كما تعرفون هي الرياح التي تدور حول نفسها، فتثير عجاجاً يرتفع في اعالي السماء، وترفع الأشياء عدة أمتار، وتهوي بها وقد تقتلع الأشجار من جذورها.
وعند تقليب السكر بالملعقة في فنجان الشاي تحدث ما يشبه الزوبعة، ولكنها زوبعة صغيرة لا تشكل خطورة أمام زوبعة الطبيعة، كما أن وقت زوبعة الفنجان قصير، والمقصود هنا ان البعض سيقلّل من شأن الإصلاحات السياسية أي ستنتهي بسرعة كانتهاء زوبعة الفنجان، وينسى الناس الإصلاح من اساسه.
لا يزال رئيس اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية دولة سمير الرفاعي وبرفقته عددا من أعضاء اللجنة يتواصلون مع شرائح مختلفة من المواطنين للترويج لمخرجات اللجنة والتي أرسلتها الحكومة لمجلس الامة لتسير وفقا للقنوات الدستورية.
وكان اخر لقاء في مدينة معان، مع مهتمين في تحديث المنظومة السياسية،
ويؤكد الرفاعي في جل لقاءاته على إن الشباب هم المسؤولون عن بناء أردن المستقبل بالصورة التي يريدونها، في إطار حياة سياسية برامجية، لأن البرنامج هو الذي يمكن متابعته ومحاسبته، على أسس موضوعية، وإلى اختيار الأحزاب التي تعبر عن تطلعاتهم وتوجهاتهم، على أسس فكرية لا على أساس الصداقة ولا القربى.
الرفاعي يٌسوّق لفكرة عدم استهداف الحزبيين والنشطاء السياسيين ويشدد على وجود مظلة قانونية قريبا لا تحميهم فحسب، بل تعاقب من يتعرض لهم، طالما أنهم ملتزمون بالأطر القانونية والدستورية، ويدعو الجميع بمن فيهم المتقاعدين العسكريين إلى الانخراط في العمل السياسي الوطني في المرحلة المقبلة.
في الوقت الذي فشلت الأحزاب في اقناع المجتمع المحلي وخصوصا الشباب بالانخراط في العمل الحزبي، منذ عام 1989 بعد عودة الحياة السياسية للأردن، باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي المدعوم من حركة الاخوان المسلمين، الا ان البعض يعّول على ان المرحلة القادمة قد تشهد استجابة من الشباب والنخب والسيدات لان هناك إرادة سياسية نحو تطوير المنظومة السياسية والحزبية.
بالأمس القريب تم الإعلان عن تشكيل 17 حزبا إضافة الى 53 حزب قائم فعليا، وإذا ما سألت أي أردني في الشارع عن أسماء هذه الأحزاب وبرامجها وتوجهاتها، لن يستطيع ذكر أكثر من حزبين او ثلاثة.
التدافع السياسي مطلوب، والانخراط بالعمل الحزبي ليس تهمة ولا جريمة، وليس بالضرورة ان من قام بوقت قياسي بإنشاء حزب ان يكون يبحث عن مكتسبات جديدة او طامح في حجز مقعد مبكر له في الحكومات الحزبية القادمة وان يكون محسوبا على النظام او جهة ما، وبنفس الوقت من حقه ذلك فهو أردني من احدى محافظات المملكة، شاءت الأقدار في فترة ما او لعب الحظ دوره بأن يصبح مسؤولا في الحكومة.
في احدى المقالات للدكتور خالد يوسف الزعبي حول الأحزاب السياسية.. وطموحات تشكيل حكومات برلمانية، ذكر دراسة أجريت من قبل المحاميان صدام أبو عزام ومعاذ المومني ونشرت في جريدة الرأي يوم الثلاثاء الموافق 16/7/2019 حيث بينت هذه الدراسة أن التحديات التي واجهت الأحزاب السياسية الأردنية كثيرة، وأهمها عدم الإقبال الشعبي والجماهيري على العمل الحزبي، مما شكل عقبة رئيسية في قدرة الأحزاب على تشكيل أغلبية برلمانية أو ائتلافات برلمانية تؤدي إلى تشكيل حكومات حزبية وبرلمانية، إضافة إلى الأوضاع المالية، وعدد الأحزاب السياسية والقوانين الضعيفة، فالتحديات كبيرة وتحتاج إلى جهد من الحكومة والنظام السياسي والبرلمان وإلى إرادة حقيقة لتطوير الحياة السياسية والحزبية في الأردن.
دعونا نحلم او نطمح ان يكون هناك خلال السنوات القادمة أحزاب فاعلة ذات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تنقل الأردن نحو ديمقراطية حقيقية وتشكيل حكومات حزبية من رحم الشعب، بصرف النظر ان من يتربع على عرش هذه الأحزاب هم من يطلقون على أنفسهم النخبة او القامات الأردنية السياسية.
هذه دعوة للشابات والشباب الأردني للانخراط في الأحزاب وعدم الخوف، فحسب القوانين الجديدة يشترط أن يكون 20 بالمئة من الشباب من بين المؤسسين للحزب، وأن يكون في القائمة الحزبية المرشحة للانتخابات شباب وسيدات ضمن أول المترشحين على القائمة، وهي نسبة ليست بالقليلة، وبالإمكان ان تفرضوا فكركم وتوجهاتكم على الحزب برمته، فأنتم لستم اقل علما او ثقافة من هؤلاء النخب.
وأدعوكم ان لا تتركوا الساحة للنخب السياسية السابقة او الحالية ولا لرجالات الدولة او ادواتها، عليكم خوض المعركة الحزبية، عليكم ان تتصدروا المشهد، وسيأتي يوم وهو ليس ببعيد ان تفرضوا أنفسكم، وستجدو شباب من عمركم يدعمون توجهاتكم وافكاركم وسيتخلّون عن جلابيب اباءهم واعمامهم وينسلخون عن ايمانهم بما هو قديم، مؤمنين بان المستقبل لهم ولكم.
مجرد رأي











طباعة
  • المشاهدات: 4606
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-01-2022 11:54 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم