حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5429

اقر باني جبان

اقر باني جبان

اقر باني جبان

24-01-2022 03:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الشريف
اقر واعترف انني ومنذ بداية جائحة الكورونا اصبحت انسانا جبان ومرعوب وصرت مواطنا مسالما امشي الحيط الحيط واقول يا رب ما حد يعطس .
اقر بانني اتبعت كل ارشادات الحكومة بخصوص الوقاية من الوباء وكنت اتابع كافة النشرات التي تصدرها وكافة التحليلات التي تنطلق من افواه اعضاء لجنة الاوبئة .
مارست التباعد حتى بين اعضاء جسدي وافراد اسرتي بين حذائي وجراباتي بين قميصي وازراره ...بين واقعي واحلامي حتى مخدات النوم كانت تستغيث كلما قلبتها او بدلتها.
اقر باني من فرط جبني وخوفي هرولت لتلقي جرعتي المطعوم واقف على اهبة الاستعداد لتلقي الثالثة وان طلبت من الحكومة الرابعه سأوافق حتى لو وصلنا العاشرة .
اقر باني اختفيت عن الناس وتباعدت لمدة عامين فقدت فيها شغلي وعملي خوفا من ان اصاب بالفيروس اللعين لكني بمجرد ان قررت التمرد والخروج للعمل تسلل الي الفيروس بكل خفة ورقة ورشاقة فأصاب كل افراد اسرتي .
لماذا شربت حليب السباع وقررت ان اتمادى واخالف قرارات حكومتنا الرشيدة وهي الأدري بمصلحتنا وهي الاقدر على حماية صحتنا ...
لماذا لم اواصل خوفي وجبني ورعبي وارتداء الكمامة الثلاثية والرباعية والخماسية اقتداءا بالحكومة التي لولاها لما بقينا احياء وها هي لا تنام ان كان هناك مواطن يشعر بالجوع او البرد.
انا جبان اقولها بمليء الفم لآني لم التقط الرسالة منذ ايام الانتخابات وجبان لآني لم افهم العنوان حين رأيت حشود مهرجان جرش ... و غبي جدا لآني لم استوعب نهائيا ان حفلات عمر ذياب ونجوى هي ضد الكورونا وكم كنت احمقا لاني خفت التجمعات ولم اذهب لحضور حفل العم حماقي.
اصبت ومرت الاصابة او تكاد بحمد الله فماذا نفعني كل هذا الخوف والحرص ربما هو لطف الحكومة التي لم تنام وهي تتابع وضعي الصحي وترشدني ماذا افعل اثناء اصابتي رغم انشغالها بأوامر الدفاع وتوزيع الكاز والطعام غلى البردانين .
الان انا انسان مكورن تماما مثلي مثل معالي وزير الصحة ومعرض للحجر كمثل رئيس الحكومة الذي خضع للعزل المنزلي فاستغني مؤقتا عن كل انواع العزائم والتجمعات دفعة واحده .
لكني ورغم ذلك لا زلت امارس جبني بكل حرفية اخشى ان التقي بالناس خوفا من ان انقل اليهم العدوى ولم تمتد الى قلبي شجاعة الحكومة التي خلطت الحابل بالنابل وخالفت كل اوامر الدفاع التي اصدرتها ..
بكل اختصار ما كان يحدث سابقا بالنسبة للكورونا هو صناعة الوهم في العقول وزراعة الرعب في القلوب وخنق الطموح والقدرات .. هو بكل بساطة المبالغة في كل شيء حتى في صناعة الرعب مما شكل عندنا حالة من الجبن الذي اصبح مزمنا.
ما كان يحدث هو تجارة مرعبة في الارواح والصحة نحن لا ندري من هو العالم السفلي الذي يقودها ويلعب بالجميع حتى انه كان يمنع الدواء بحجة البروتوكول الصحي لعلاج الكورونا.
صدقوني فيروس الجبن الذي زرع فينا هو اخطر الاف المرات من فيروس الكورونا ذاك لان الكورونا يعطينا مساحة للرفض والمقاومة اذا اصبنا بينما فيروس الجبن يجعلنا قطيع من الخراف كل ما تريده هو علفها.








طباعة
  • المشاهدات: 5429
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم