25-01-2022 09:15 AM
بقلم : د. أميرة يوسف
لقد أثار إعلان وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول:" أن مجلس الوزراء قرر، الموافقة على توصية اللجنة الإدارية العليا للتعامل مع جائحة كورونا لتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني في المدارس الحكومية والخاصة من روضة الأطفال حتى الصف الحادي عشر حتى 20 فبراير المقبل"؛ مخاوف الطلبة وأولياء الأمور والمجتمع فيما يخص مستقبل تعليم أبنائنا الطلبة لهذا العام، بعد أن انتظم التعليم وعادت الحياة الطبيعية للمدارس طيلة الفصل الأول، وبعد أن استقر الطلاب على مقاعدهم واستعادوا دورهم التعليمي الذي اشتاقوا إليه بفعل كورونا اللعينة.
وما كان هذا القرار الذي رافقته الهواجس وأصبح مثارا للأقاويل في المجتمع إلا حرصا من كافة الجهات المعنية على صحة وسلامة نحو 2 مليون و170 ألف طالب وطالبة في وقت تشهد به المملكة ذروة التفشي الوبائي في موجته الرابعة، إذ تشير التقديرات الصحيّة إلى أن الموجة الحالية من الوباء التي يشهدها الأردن ستستمر صعودا لعدة أسابيع. ومن أولى بالاهتمام من الطلبة جيل المستقبل!!
فقد سبق واتخذ قرار احترازي لحفظ سلامة طلاب العلم وطالباته حين تقرر زيادة عطلة ما بين الفصلين لكسر خط المنحنى الوبائي الذي أخذ بالتصاعد ، وقد تم لمس أثر ذلك في الحد من ارتفاع نسب الإصابات؛ ولذلك توجهت الوزارة بالتوصية بتمديد العطلة؛ وقد يكون ذلك بديلا أفضل بكثير من إلحاق الطلبة بالدوام المدرسي وزيادة الاختلاط وارتفاع أعداد الإصابات بين الطلبة، مما يلحق الضرر بهم أولا، ثم العودة إلى تعطيلهم بعد أن يكونوا قد بدأوا مما سيكون له الأثر الأكثر إضرارا بالعملية التعليمية التي تنهض بالمجتمع ثانيا.
وجاء قرار بدء دوام طلاب الثانوية العامة بناء على الحرص الشديد على مستقبلهم وتعلمهم، وصحتهم النفسية المعنوية؛ فلا يشعرون أن الوقت يدركهم، ويساورهم القلق الشديد الذي يربك تعلمهم ويؤثر عليه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يتم تلقيهم للتعليم ضمن اختلاط أقل في المدارس مما يحفظ صحتهم البدنية وسلامتهم في حين الالتزام بإجراءات البروتوكول الصحي من قبلهم، ومن قبل مدارسهم وكوادرها.
وقد أخذت وزارة التربية والتعليم بعين الاعتبار صحة وسلامة طلابها وطالباتها، فما كان منها إلا الاستفادة من المتاح من الوقت خلال هذه الفترة -ما تبقى من أيام العطلة إضافة لأيام تأجيل الدوام- بتأمين الوقاية التي تخفف من حدة الأعراض في حال حدوث الإصابات بالفيروس بين الطلبة فور عودتهم للمدارس وللتعلم، فشرعت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة بتأمين المطاعيم والتطعيم للطلبة ضمن خطة تضمن تلقي معظمهم للمطعوم لمن يرغب، وبشكل ميسر خلال هذه الفترة وذلك بتعاون وتشاركية عالية بين كوادر الوزارتين، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار سهولة تلقي المطعوم بتوفير مدارس مركزية في مختلف المناطق قريبة من الطلاب والطالبات تحقق توفير الوقت والتكاليف للتيسير على الطلبة وأولياء أمورهم، فيتلقون مطعومهم فيها، وكذلك ضمنت بقاء الطلبة في منازلهم بعد تلقي المطعوم ليرتاحوا جراء بعض الأعراض التي تتبع تلقي المطعوم عند البعض منهم.
وقد ضمن قرار التأجيل تعويض بقية الطلبة عن الأيام التي فاتتهم أثناء العطلة المدرسية، ووضع خطة زمنية تحفظ إتمام مناهج الطلبة دون الإنقاص من حصتهم السنوية من المعارف والمعلومات والتوجهات والكفايات المطلوبة.
ولعل الوزارة وفقت في قرارها هذا، إذ لجأت إليه كإجراء وقائي احترازي يكسر سلسلة تسارع انتشار كورونا ومتحوراتها، ويخفف من الإصابات بين الطلبة وبالتالي بين أفراد المجتمع.
حفظ الله طلاب وطالبات الأردن، وأهله في كافة أرجائه، وحفظ قيادته الهاشمية، وسدد القرار في هذه الفترة العصيبة التي أضرت بالعالم أجمع وقادت جماحه إلى منحنيات لم تكن بالحسبان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-01-2022 09:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |