بقلم : هارون الصبيحي
معظم القنوات والصحف والمواقع تحدثت اليوم عن فيلم جديد عرض قبل أيام على منصة " نتفليكس " ( أصحاب ولا أعز) فيلم لبناني
هذا الفيلم هو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي الشهير (غرباء بالكامل)، وهو من بطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي وديامان بو عبود وجورج خباز، ومن إخراج وسام سميرة.
(وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء ويقررون أن يلعبوا لعبة، حيث يضع كل منهم هاتفه على الطاولة على أن تكون الرسائل أو المكالمات التي يستقبلها على مرأى ومسمع من الجميع. وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة، إلى كشف وابل من الفضائح والمفاجآت التي لم يكن يعرف عنها أحد، بمن فيهم الأزواج وأقرب الأصدقاء.
وقام الممثل اللبناني فؤاد يمين بتمثيل شخصية مثلي جنسياً يخفي الأمر عن أصدقائه ويتظاهر بأن لديه صديقة تدعى رشا، ليتبيّن أن لديه صديقاً يدعى روي، وطالت الانتقادات الممثلة المصرية منى زكي التي تقوم في أحد المشاهد في بداية الفيلم بخلع سروالها الداخلي قبل أن تتلقى في نهاية الفيلم رسالة من صديق على فيسبوك يسألها على مسمع من زوجها إن كانت ماتزال بلا السروال، فيما زوجها الذي بدّل هاتفه مع فؤاد يمين تلقى صوراً من فتاة صغيرة عند الساعة 10 ليلاً، ورغب في إخفائها عن زوجته لئلا تغضب.
وجورج خباز الذي أخفى عن زوجته نادين لبكي أنه يزور طبيباً نفسياً فيما هي أخفت عنه علاقتها بعادل كرم الذي أهداها “حلقا للأذن، وأقام مع سكرتيرته علاقة غرامية وتبيّن أنها حبلى منه)
.
في الفليم أيضاً مشهد لجورج خباز مع ابنته الصغيرة التي سألته إن كان يفترض بها قضاء الليلة عند صديقها وممارسة الجنس أم لا، حيث ترك لها الخيار والحرية...
هذا الفليم أثار جدلاً كبيراً حول مضمونه وطبعا هذا في صالح الفيلم لأنه يقدم له دعاية مجانية وحسب معلوماتي الأغلبية عارضت محتوى الفيلم.
تعليقات الفنانين والصحفيين وعناوين الصحف والأخبار تقول: مشاهد جريئة!!!
هذه ليست مشاهد جريئة يا سادة يا كرام
هذه مشاهد وقحة وترويج للفساد والانحلال
حسناً لنفترض حسب ما قالت منى زكي أن الفيلم يرصد نماذج موجودة في الواقع
هل وظيفة الفن رصد أو تصوير الواقع؟
هل وظيفة الفن تصوير جانب واحد للحرية؟
الحرية الجنسية و الإباحية ...
لماذا لم يظهر الفيلم مخاطر هذه الحرية والإباحية على المجتمع؟
مخاطر الزنا والخيانات الزوجية، تدمير الأسرة والأمومة
لماذا لم يقل أن الحرية الجنسية والإباحية تعني أن نصبح كالحيوانات؟
لماذا لم يقل أن في بعض الانضباط والإلتزام حرية؟
لماذا لم يقل أن المجتمعات الأجنبية تعاني كثيرا من هذا الموضوع؟
لماذا فقط يقولون لنا: هذه نماذج موجودة في الواقع؟
هل هذه هي وظيفة الفن؟
ليس في هذا الفيلم فقط بل بالكثير من الأفلام والمسلسلات العربية، يصورون لكم الواقع الموجود عند بعض الشاذين والمنحلين والفاسدين، ليس لعلاج هذا الواقع أو تناوله بعمق،بل للترويج له، وللأسف ومع كل هذه التكنولوجيا، الضعف الفكري منتشر في مجتمعاتنا العربية وهكذا يسوق الإعلام والمهازل التي يسمونها فن، يسوقون الناس كالخراف إلى المرعى، نعم خراف في المرعى تحت شمس الحرية.
ملاحظة
روسيا حجبت محطة نتفليكس حفاظا على قيم المجتمع.