25-01-2022 12:39 PM
بقلم : لما صالح
روضة الأطفال ... في ذاكرتنا هي الصورة المثالية والسعيدة للمدرسة، وما عداها فإنه تعب وشقاء؛ مذاكرة واختبارات وواجبات. أما الروضة فحكاية أخرى، الروضة تعني في ذاكرتنا اللعب والمعجون والقفز والأغاني ولقاؤنا الأول البريء مع الحروف والأرقام وعوالم أخرى بسيطة خالية من شوائب التعقيد والمصطلحات الدراسية.
ما الذي تغير على هذه الصورة الصافية ليجعل الأطفال يذهبون إلى الروضة باكين متذمرين؟
لو استطعنا سبيلا إلى دراسة حال الأهالي لوجدناهم يرسلون أبناءهم إلى رياض الأطفال لأحد هذه الأسباب أو لتحقيقها مجتمعة فتجد قائلًا :
الروضة هي السبيل الألطف لتخفيف وطأة انفصال الطفل عن عالم أمه وحياة روتينية اعتادها على مدار أربع سنوات متتالية من لحظة ولادته. وآخر يقول إن الروضة من شأنها أن تسهل عليه استيعاب ما سيتلقاه في الصف الأول لكونه يعرض عليه تمهيدًا مغلفا باللعب في الروضة فيسهل لقاؤه به في الصف الأول. وآخر يقول إنها أصبحت ضرورة لا مفر منها.
وهنا كما يقال مربط الفرس؛ ضرورة!
هذه ( الضرورة ) خلقت إرباكا هائلًا عند الروضات لاسيما أنها جميعًا بلا استثناء خاصة، معنى ذلك وبعامية بسيطة أنها لا تتبع منهاجًا واضحًا ولا تتفق على مخرجات محددة.
وعليه، فقد صار البون شاسعًا يحتاج إلى وقفة تأملية ما بين روضة يفرح ملتحقها بلقائه اليومي لبساطة منهجها واعتمادها على إدخال الفرح واللعب وتقوية شخصية الطفل اجتماعيًا، وأخرى اختلط عليها الأمر بأن رفعت معيار المخرجات حتى طابقت منهاج الصف الأول ظنا أنها بذلك ترتقي على سائر الروضات وتخرج الطلبة الأفضل.
هنا تأتي إشكالية الطفل الشاكي الباكي الكاره للمدرسة قبل أن يلتقيها، إذ يجد الطفل الذي كان بالأمس باكيا على لعبة أو مشوار أو غارقا في ألعاب الهاتف الذكي مطالبا بالقراءة بعد تعرضه خلال فترة زمنية وجيزة إلى كومة من الحروف مع مقاطعها القصيرة والطويلة وكلمات عديدة، وحساب أرقام لم يكن يعرف منه الا العد شفهيًا حتى عشرة!
ومما يؤسف عليه أن الروضات التي اتخذت هذا الأسلوب لم تراعِ ولو بشق تمرة تاريخ الطفل المنتسب إليها، ما بين طفل خام لم يتعرض لخبرات دراسية مسبقة ولا يعرف الا اللعب واللهو، وآخر اجتهد أهله بأن علموه تسلية الحروف والأرقام! مما أنتج خطأ ما ظنه الأهل وجود طفل ذكي وآخر غبي، أو ما أتجاوز في تسميته الظهور المبكر لتفاوت الفروق الفردية، الذي ما هو في حقيقته إلا تفاوت في بيئة الطفل قبل الروضة.
كل ذلك وأكثر سبب عبئا نفسيا للطفل وأهله، وزاد الطين بلة تلك التقييمات الهائلة التي ترسل إلى الأهل تطالبهم بمتابعة موطن الضعف ذاك وتحسين كذا وكذا ،،،
وعليه، فهل بتنا مطالبين بسبب سلوك الروضات المبالغ فيه في تصعيب المناهج بتهيئة ما قبل الروضة بأن نقتل الطفولة ونعرض الطفل إجبارا وهو في سن الثانية والثالثة لتعلم الحروف والأرقام حتى يسهل عليه تقبل الروضة الجديدة ؟؟ ذاك الطفل الذي لا يزال عاجزًا عن سرد كلام متواصل أو نطق أحرف صحيحة لصغر سنه !؟
المطلوب في ظل المناداة بجعل الروضة إجبارية هو تحديد منهاج بسيط تتفق عليه الروضات جميعها لا يقتل طفولة، ولا يتعدى على مرحلة أكبر ، منهاج يعيد للروضة صورتها المحببة إلى قلوبنا، روضة البهجة والألوان .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-01-2022 12:39 PM
سرايا |
2 - |
أبدعت
|
25-01-2022 01:52 PM
محمد التبليغ عن إساءة |