26-01-2022 08:55 AM
بقلم : هارون الصبيحي
يندفع البشر بلا وعي حسب المؤثرات المحيطة بهم، إذا شاهد الفرد ازدحاماً على المخابز، سيشعر بالقلق والخوف، سيفكر بشراء الخبز مع أن الخبز في بيته متوفر وربما زيادة عن حاجة العائلة، سلوك الفرد في المجتمع نابع من مصالحه الشخصية، من خوفه وقلقه، من طموحه وأحلامه الشخصية، من رغباته، إذا تعارض كل هذا مع المصلحة العامة للجماعة أو المجتمع والوطن فالفرد غالباً سيختار أن يكون مع ذاته.
لن يفكر إلا بنفسه وإشباع حاجاته، سيجد لنفسه مئة عذر ومبرر للفساد المستتر، الأغلبية في المجتمعات البشرية جاهلة تقودها الظروف والمؤثرات المحيطة ووسائل الإعلام، الدول العظمى والحضارات بناها قلةٌ من البشر وليس الشعوب، لنتامل أمريكا وروسيا، هل تعتقدون أن الشعب الأمريكي شعب مثقف و واعي وقوي فكرياً، لا بل إن بعض شعوب دول العالم الثالث أكثر منه ثقافة و وعياً، هي الإدارة، هي قلة من البشر صنعت من أمريكا دولة عظمى، وكذلك روسيا والصين ودولة الاحتلال الصهيوني...
ماذا لو كانت الإدارة فاسدة أو ضعيفة كما هو الحال في الدول العربية؟
لاحاجة للإجابة على هذا السؤال فالواقع يقدمها بكل وضوح، الموضوع ليس فقط قادة الدول أو الأنظمة، بل القيادات في جميع المراكز المهمة، السياسية والاقتصادية والسياسية والعلمية والأدبية والرياضية.
على سبيل المثال
عدد الشعب في دولة ما عشرين مليون
كم عدد القيادات التي تتولى المراكز المهمة من سياسية واقتصادية و علمية...؟
بكل تأكيد لن يتجاوز العدد الآلاف
إذاً الملايين يقودهم قلة من الناس، وإذا كانت هذه القلة واعية وقوية و تعمل بذكاء وتخطيط وبأسلوب علمي وأخلاقي وأمانة وإخلاص ستصبح هذه الدولة دولة قوية يحسب لها ألف حساب، لا دولة تابعة وضعيفة تعتمد على المساعدات الخارجية...
معظم البشر في كل العالم جهال بلا وعي وثقافة، مغني ينعق ويرقص ويصبح من أصحاب الملايين، قضايا تافهة وسخافات يتابعها البشر بشغف من كل أنحاء العالم، لاعب كرة يصبح معبوداً للناس، تعصب وكراهية وعنصرية، الناس تتأثر بالشائعات وتندفع بلا وعي وفكر، تكذب وتغش و تتناقض...، النفس البشرية أمارة بالسوء...
القيادات القوية هي ما تنتج الدول القوية وليس الشعوب.
هنا في وطني الأردن، نحن بحاجة إلى قيادات جديدة، إلى مسؤولين على درجة عالية من الكفاءة، إلى مكافحة حقيقية للفساد، إلى معركة ننتصر فيها على الفاسدين ونكنسهم، لسنا بحاجة لتشجيع الناس على العمل السياسي والأحزاب، أعتقد أن الناس هنا تبحث عن لقمة العيش وعن مصالحها، لن تفكر في العمل الحزبي والسياسة...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2022 08:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |