سرايا - اتفقت السعودية وتايلند على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالكامل، وتعزيز روابط الصداقة بينهما، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين، والتزامهما ببذل جميع الجهود لضمان سلامة مواطني البلدين، وذلك بعد قطعية استمرت 30 عاماً.
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء وزير الدفاع في مملكة تايلند، الجنرال برايوت تشان أوتشا، الذي يزور المملكة حالياً.
واتفقا الجانبان، خلال بيان مشترك لهما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأكد الجانبان "روح التعاون ومشاركة القرارات من أجل إحياء الصداقة والعلاقة الطيبة بين المملكتين وشعبيهما، من خلال الاسترشاد بالقيادة والرؤية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده".
واتفق الجانبان على تعيين السفراء في عاصمتي البلدين في المستقبل القريب، وإنشاء آلية استشارية لتقوية التعاون الثنائي، حيث سيتم تكثيف التواصل في الأشهر القادمة لمناقشة التعاون الثنائي في المجالات الاستراتيجية الرئيسية.
وأوضح البيان أنه جرى بحث سبل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وأولويات التنمية في تايلند، التي تشمل سياسة الاقتصاد الحيوي - الدائري – الأخضر.
وشدد الطرفان على أهمية تقوية العلاقات بين الشعبين، والتي ستكون حجر الأساس لتنمية العلاقات بين البلدين، بجانب تعزيز الحوار البناء والتنوع الثقافي.
واتفق الجانبان على مواصلة تبادل الدعم والتنسيق في المنظمات والمحافل الدولية، مشددين على أهمية التزام جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام وحدة وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والسعي لحل النزاعات بالطرق السلمية.
بدوره شدد رئيس وزراء مملكة تايلند على أن بلاده تولي أهمية قصوى لروابط الصداقة مع السعودية، وحريصة على إنهاء جميع القضايا العالقة بين الجانبين.
وأعرب أوتشا عن خالص أسفه إزاء الأحداث المأساوية التي وقعت في مملكة تايلند، في الفترة ما بين 1989– 1990.
وبين أوتشا أن الحكومة التايلندية بذلت جهوداً كبيرة في حل القضايا السابقة، وهي على استعداد لرفع القضايا إلى الجهات المختصة في حال ظهور أدلة جديدة وجيهة ذات صلة بالقضايا المؤسفة.
ولفت إلى أن بلاده ملتزمة بحماية أعضاء بعثة السعودية لدى مملكة تايلند، بما يتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
من جانبه أعرب ولي العهد السعودي عن ثقته بنجاح استضافة مملكة تايلند لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "APEC" ومبادرة خليج البنغال للتعاون التقني والاقتصادي متعدد القطاعات "BIMSTEC" هذا العام 2022.
وأكد بن سلمان أن ذلك سيسهم بشكل كبير في تحقيق نمو مستدام ومتوازن يشمل الاقتصاد الإقليمي والعالمي في حقبة ما بعد جائحة كورونا.
كما رحب بسياسة مملكة تايلند المتمثلة في الاقتصاد الحيوي - الدائري - الأخضر، الذي يهدف إلى تعزيز كفاءة توظيف الموارد وتحويل المخلفات إلى ثروة وتجديد التنوع البيولوجي والتخفيف من الآثار السلبية على البيئة.
يشار إلى أن إعلان إعادة العلاقات جاءت بعد قطيعة استمرت 30 عاماً بين البلدين، إثر أزمة دبلوماسية بعد سرقة مجوهرات قبل قرابة 30 عاماً ضمن قضية "الماسة الزرقاء".
وشهدت العلاقات بين السعودية وتايلند، خلال الفترة بين 1989 إلى 2016، أزمة دبلوماسية؛ بسبب سرقة عامل تايلندي في المملكة مجوهرات، منها ألماسة زرقاء نادرة، وتزن المجوهرات المسروقة 90 كيلوغراماً، قيمتها 20 مليون دولار.
وسرقت تلك المجوهرات من قصر الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود في الرياض، وتم تهريبها إلى تايلند.
كما عادت العلاقات للتدهور، في سبتمبر 2010، بعد أن احتجت السفارة السعودية في بانكوك على قرار السلطات التايلندية بترقية ضابط متهم بالضلوع في جريمة قتل دبلوماسيين سعوديين.
وأفادت السفارة السعودية في بيانها في حينها أن المملكة قلصت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد مقتل 3 من أفراد موظفيها الدبلوماسيين واختفاء رجل الأعمال محمد الرويلي في بانكوك، بين عامي 1989 و1990، دون أن تقدم بانكوك أحداً للعدالة في أي من الحالات.