27-01-2022 09:29 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
جاء تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني، على ضرورة وجود أحزابٍ قائمةٍ على برامج لا أشخاص، وضمن لقائه مجموعة شبابية ذا دلالة تؤكد على أنّ مسار الإصلاح السياسي، ومناخاته المعاشة اليوم، بحاجةٍ إلى دور الشباب وإلى رؤىً جديدة.
فهذه الإشارة الملكية، جاءت في حديثٍ مع الشباب، ووسط ورشة التعديلات الدستورية والقانونية، والمؤمل منها دفع مسيرة الإصلاح السياسي.
إذ إن اجترار تجارب سابقة، أو محاولة إعادة صياغة ذات المشهد، القائم على محورية الأشخاص دون البرامج، سيضعف الرؤية المأمولة والمنشودة في إفراز أحزاب قادرة على تلبية رؤى المواطن، على أن تكون أحزاباً برامجية تنموية ذات بعد سياسي.
فالمرجو من المشروع الإصلاحي الأردني اليوم، هو خلق تعددية حزبية قادرة على تمثيل كافة التيارات والتوجهات السياسية، والتنموية، والفكرية، ووضعها أمام اختبار الصندوق الانتخابي والإرادة الشعبية، إذ أن الحزب ليس بغايةٍ بقدر ما هو وسيلة وحاضنة تسعى إلى خدمة الناس، عبر الأطر الدستورية والتشريعية.
ونجاح هذه التجربة الأردنية، وترسيخ الحزبية، هو أمر مرهون بما تقدمه هذه الأحزاب الناشئة من برامج، ورؤىً، وأن تكون متسقةً في منتسبيها، وتحمل برامجها لوناً سياسياً موحداً، بعيداً عن ثقافة الأسماء والشخصيات، إذ إن هذه التجربة، أيّ تجربة الأحزاب القائمة على أسماء، كان لها بعض الحضور في مشهدنا السياسي بالأعوام الأخيرة، ومنيت بفشلٍ كبيرٍ، ذلك أنها بقيت تدور في فلك رئيس الحزب ورؤيته، أو لم تتجاوز فكرة البحث عن المنصب، دون أن يرافقها برنامج سياسي حقيقي قابل للتحقق.
فالنخب السياسية الأردنية أمامها واجب اليوم، هو أن تكون قادرة على مسايرة المرحلة، ومواكبتها، وتأسيس حياة حزبية قادرة على اكتشاف القيادات الشابة، أو تشكيل أطر قادرة على فرز نخبٍ متجددة، بعيداً عن عثرات "الأنانية السياسية".
لذا، فإن هذه الرسائل الملكية، وخلال لقاء الشباب تحمل أهمية كبيرةً، في أنها تريد تهيئة مناخٍ سياسي صحيٍ، تصل فيه الأحزاب إلى البرلمان، وتكون قادرة على تشكيل حكومات برلمانية عبر ائتلافات واضحة أهدافها.
كما كان من بين الرسائل الملكية، تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني بأنه "لا خوف من التقدم بالإصلاح السياسي"، وهي إشارة ملكية أخرى تؤكد على أنّ الدفع بالحياة السياسية، وتحقيق الحياة الحزبية القادرة على تلبية تطلعات الناس، خاصة في هذه المرحلة، بعيد عن أيّ هواجس، وأنّ محاولات التشويش من قبل "البعض" من خلال إثارة هذه الهواجس، ستبقى محاولات يائسة أمام إرادة التغيير والإصلاح السياسي المنشود.
ومن بين الإشارات الهامة، في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع الشباب، هو تأكيد سمو ولي العهد الأمير الحسين، على إيلاء الشباب أهمية تدرك حاجاتهم، من خلال النهوض بالتعليم التقني والمهني، وبرامجه، بالإضافة إلى تطوير المراكز الشبابية.
وهذا أمر، فيه إشارات هامة تؤكد على أنّ الأذرع الشبابية اليوم، وحواضنها محل اهتمام القيادة والدولة..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-01-2022 09:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |