27-01-2022 09:59 AM
بقلم : م. أحمد نضال عواد
قال اللّه جلّ جلاله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) .[سورة محمد،19].
جميع الأنبياء والمرسلين جاؤوا يدعون أقوامهم إلى توحيد اللّه عزّ وجل، وصولاً إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين الذي أرسله اللّه رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً للناس أجمعين.
فعلينا التفكير في الكيفية التي نحيا بها الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، وكيف نتوجه إلى اللّه جلّ جلاله الذي قال لنبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم في القرآن الكريم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).[سورة الأنبياء،107].
حيث أنّ واجب الجميع التفكر والتدبر في جعل العالم متماسكاً متراحماً متكافلاً، وأن نقوم ببيان القيم الفاضلة لديننا العظيم الذي يدعو إلى احترام الانسان بغض النظر عن لونه و جنسه، حيث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى".
كما أن اللّه لا ينظر إلى الصور والأشكال وإنّما ينظر إلى القلوب والأعمال، فإنه علينا إيلاء العناية والإهتمام بقلوبنا وأن يكون فيها توحيد اللّه عز وجل وتعظيمه، وأن يكون فيها الشفقة والرحمة على أنفسنا وأهلنا وعشيرتنا ومجتمعنا والناس أجمعين، وأن يحبّ أحدنا للآخرين ما يحب لنفسه، وأن يبادر في إكرام جميع الناس، فأصل البشر جميعاً من سيدنا آدم وحواء الذين خلقهم اللّه في الجنة!
فكيف نتفكر بالمصير الذي ينتظرنا بعد الموت؟! والموت حقيقة لا مفر منها، وأن نقوم بإصلاح نياتنا ونجعلها خالصة للّه عز وجل حتى ندخل في رحمته جل جلاله.
قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [سورة البينة،5].
وعلينا أن نتعلم العلم وننقله للآخرين، وأن نكون في جميع الأوقات والأحوال لله ذاكرين، حتى لا نكون من الغافلين.
قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [سورة البقرة، 152]. وذكر اللّه يشمل الكثير من الأمور منها قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر، أستغفر اللّه وأتوب إليه، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من الأذكار التي أجمل ما يتقرب بها العبد إلى ربه وهو ساجد في صلاته الخاشعة والتي يكون فيها الإنسان أقرب ما يكون إلى اللّه عز وجلّ، وفي جميع الأوقات والأحوال.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .(رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث كفيل في جعل المجتمع متماسك متراحم متكافل.
قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة ال عمران، 104].
ولهذا علينا جميعاً الحرص على إصلاح أنفسنا، وتذكير غيرنا بما نعلم من أمور الخير التي تنفع الإنسان بالدنيا والآخرة.
وفي نهاية هذا المقال، الكلام في هذا الموضوع لا ينتهي بهذه الكلمات، وانما هذه مفاتيح خير بإذن اللّه للاستزادة من بحور العلم والمعرفة والخير والنفع الذي يقربنا من الخالق اللّه عز وجلّ.
ولنتذكر أنّ الإبتسامة صدقة، وأنّ القاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف ينشر المحبة في المجتمع.
فالسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-01-2022 09:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |