30-01-2022 01:08 PM
بقلم : الدكتور غالب توهان الجبور
كثير من الآباء يحرص على أن يميز أطفالهم الخطأ من الصواب في السلوك وهذا شيء طيب ولكن الآباء يخطئون أحياناً في اختيار الإجراء المناسب لفعل ذلك، فيجب أن تكون العبارات التي نستخدمها مع الطفل مناسبة لعمره وواضحة وحتى لو لم تكن الاستجابة من قبل الطفل فورية فذلك يساهم بشكل تدريجي في تمييزه بين الخطأ والصواب، فيلجأ بعض الآباء إلى استخدام كلمة (حرام و نار ) للإشار ة للسلوك الخاطىء مثال ( لا تكذب حرام عليك بعدين الله بيحطك بالنار) وقد يكرر الطفل هذه العبارة على مسامع الآخرين ليس لأنه قد فهمها على نحو واضح ولكن لأنه قد سمع أمه تقول ذلك، فإذا كان مفهوم النار والحرام واضح بالنسبة لك كشخص كبير فلا تتوقع أن يكونا بنفس الوضوح لدى الطفل ولا تستطيع أن تعرف كيف وصلت صورة أن الله سيضعه بالنار إلى خيال الطفل وقد يؤثر ذلك على نموه النفسي والانفعالي والاجتماعي والمعرفي، وخلاصة القول أن بيان الآثار السلبية للسلوك الخاطئ من خلال أمثلة يفهمها الطفل ( لا تلمس الصوبة حتى ما تحرقك) أفضل بكثير من ربط ذلك بالحلال والحرام ليس لقلة أهمية التمييز بين الحلال والحرام ولكن لأن إدراكات الطفل في السنوات المبكرة لا تمكنه من فهم ذلك ولا يجب أن نعتمد على أن الطفل قد فهم المقصود بمجرد ترديده لعبارات يسمعها ممن حوله فالطفل يردد ما يسمعه سواءً فهمه أم لم يفهمه.
د.غالب توهان الجبور