30-01-2022 02:43 PM
سرايا - دعا جلالة الملك عبدالله الثاني، الأحد، إلى فتح أوسع الآفاق للرياديين الأردنيين من الشباب، وتوفير بيئة منافسة لاحتضان صناعات المستقبل.
وقال جلالته في كلمة له، إن ثمة قطاعات واعدة سينعكس تحفيزها ودعمها إيجابيا على الأداء الكلي لاقتصاد الأردن، وقد وجهت الحكومة إلى وضع الخطط والبرامج لدعم هذه القطاعات التي تشمل السياحة والزراعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة.
ودعا جلالته للقيام بكل ما هو ممكن لتطوير القطاع الطبي، ليعود الأردن وجهة رئيسة للسياحة العلاجية في المنطقة.
وأشار جلالته إلى أن تطوير النظام التعليمي بما يلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية لسوق العمل، أولوية وجه الحكومة بالتركيز عليها وتوفير كل الإمكانات اللازمة لتحقيقها.
وأكد على أن الثورة التكنولوجية توفر فرصة لإعادة هندسة القطاع العام بطرق مبتكرة، فمن شأن أتمتة التعاملات الرسمية أن تجعل تقديم الخدمات العامة عملية أكثر سلاسة وكفاءة وشفافية.
وجدد جلالته التأكيد على أنه "من خلال تقليل المعاملات الورقية المباشرة، سنختزل الكثير من الترهل، وستصبح سوية الخدمات وعدالتها أقل عرضة للأهواء الشخصية أو الفساد الوظيفي الذي يختبئ في الرزم الورقية المكدسة".
ودعا جلالته إلى العمل على تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات، مؤكدا أن "هذا يبدأ بتبني الحكومات خططا وبرامج شاملة متكاملة، بأهداف واضحة ومخرجات قابلة للقياس".
ودعا الحكومات إلى أن تعمل بشفافية وتوضح آليات عملها بصراحة ومسؤولية، تبدد الإشاعات الهدامة بالحقائق المقنعة، ليحل الحوار المرتكز إلى المعلومات محل السجالات المحبطة التي يغذيها غياب تلك المعلومات
"لا بد من تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن، لأن مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول وليس وضع العراقيل أمام المواطنين".
وشدد جلالته، قائلا: "لن نجد الحلول إن بقينا في دوامة لوم وتشكيك وتغييب للحقائق والمنطق والعقلانية، ولن نخرج من هذه الدوامة إلا بشراكة حقيقية بين الحكومة والمواطنين للتصدي للإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة".
وقال: "يجب أن نستعيد معا مساحات الحوار العام، لنحول دون تمكّن ضعاف النفوس المتسترين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والإحباط وزعزعة الثقة في مجتمعنا ووطننا، فالثقة هي أساس منعة المجتمع، فإذا انهزت تزعزعت منظومة القيم، ولا نريد أن يكون لأولئك الذين يجدون في معاركهم الفردية أو بطولاتهم الشخصية غايات أهم من مصلحة الوطن مكان بيننا".
وأشار جلالته إلى أن التشاؤم لا يبني "مستقبلا، والإحباط لا يقدم حلولا، ولن نمضي خطوة إلى الأمام إن لم يكن الطموح دافعنا الذي لا يهدأ".
"أعرف أن الأردنيين هم أهل العزم الذين لا يقبلون إلا الأفضل، ومعا سنصنع هذا المستقبل الأفضل".
وأكد جلالته على أن تترجم رؤيتنا للمستقبل الذي نريد، واقعا يعيشه كل أبناء شعبنا الأبي وبناته، وهذا يتطلب منا أن نرسم مستقبلنا الذي نطمح إليه، وأن نمضي نحوه بتطوير أدوات عملنا وتحديثها لتواكب شروط النجاح في عالم سمته التغيير المستمر، فلم يشهد التاريخ تحولات تتسارع بالوتيرة التي يشهدها زمننا، وفي كل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية والثقافية وحتى المناخية.
وأضاف: "كل الدول تقف اليوم أمام مفترق: فإما أن تواكب المتغيرات وتمتلك أدوات التعامل معها، وإما أن تعجز عن ذلك، فتصبح على هامش المستقبل. في عصرنا هذا، معيار نجاح أي دولة هو قدرتها على التأقلم السريع مع ما يشهده العالم من قفزات نوعية، عبر تحفيز الإبداع والتميز والابتكار والانفتاح على الأفكار الجديدة والخبرات العالمية".
"نحن يجب أن نقبل على هذا المستقبل بالشجاعة التي يعرف العالم أنها ميزت الأردنيين على الدوام، نتمسك بثوابتنا، ونحافظ على قيمنا، وندافع عن مواقفنا، باستخدام أفضل ما يوفره عصرنا من أدوات وإمكانات، فتاريخنا يشهد للأردنيين بالبسالة والثبات على المواقف التي يلهمها ويقويها حب بحجم حب الوطن".
وأكد جلالته، قائلا: "علينا أن نتحدى أنفسنا وأن نتخذ أكثر القرارات جرأة وأصعبها بلا تردد. لا مكان بيننا لمسؤول يهاب اتخاذ القرار والتغيير الإيجابي، أو يتحصن وراء أسوار البيروقراطية خوفا من تحمل مسؤولية قراره، وواجبنا أن نوفر الحماية والدعم لكل مسؤول يتخذ القرارات الجريئة ويبادر ويجتهد، طالما أن قراراته تنسجم مع القانون ولا تعود عليه بمنافع شخصية".
"علينا أن ندرك أن هناك على الدوام أشخاصا أو مجموعات سيعارضون القرارات، ولن يكون هناك قرار يحظى بإجماع كامل، كما أن تقبل النقد هو جزء من طبيعة العمل العام الذي هدفه المصلحة العامة، بعيدا عن كسب الشعبوية".
وقال جلالته إن المواطن شريك أساسي في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي والإفادة منه، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة من يعمل على إدامة الوضع الراهن، حماية لمصالح تتأتى له من استدامته، أو خوفا من بذل الجهد والتضحيات المطلوبة لتحقيق الجديد الذي يعود بالمنفعة على الجميع.