31-01-2022 11:23 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
رسمت رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى الأردنيين، بمناسبة عيد ميلاد جلالته، ملامح واضحة، من أبرز سماتها، تعزيز الإيمان بالأردن وإنسانه، ومقدرته على السير بالوطن إلى الأمام.
وهذه الرسالة الملكية، هي واحدة من وثائق المرحلة السياسية الحاضرة، بما تحمله من عناوين، تستحضر الماضي الأردني بزمانه الممتد، وخاصة زمان الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه)، وصولاً إلى الحاضر، وما نريده منه، خاصة قول جلالته " الملك: أثبت شعبنا الأبي خلال الأعوام المئة الماضية أن الصعاب لا تزيده إلا إصرارا على تجاوزها".
وقد أشارت هذه الرسالة الملكية، أيضاً، إلى عناوين هامة، على رأسها تطوير الاقتصاد، والتعليم، واحتضان التنوع، ودعم قطاعات السياحة والزراعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى القيام بكل ما هو ممكن لتطوير القطاع الطبي، أولى جلالة الملك عبدالله الثاني، الشباب الأهمية الكبرى، وضرورة توفير بيئة منافسة لاحتضان صناعات المستقبل.
ومن بين ملامح هذه الرسالة الملكية الهامة، قول جلالة الملك: "لا نريد أن يكون لأولئك الذين يجدون في معاركهم الفردية أو بطولاتهم الشخصية غايات أهم من مصلحة الوطن مكان بيننا"، وفي هذه الإشارة الملكية تأكيد على إدراكٍ عميقٍ لوجود من يريدون أحياناً البحث بأنانية عن مصالحهم، ممن احترفوا بث "السوداوية" بين أبناء وطننا، إذ بتنا بحاجة إلى بناء ثقافة الأمل، مقابل ما تبثه هذه الفئة أحياناً، من محاولات لا تخرج عن نظاق أنانيتها، وبحثها عن الشعبوية.
واليوم، ونحن نحتفل بالعيد الستين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، فإننا نتأمل عقدين وأكثر من عمر مملكتنا الحبيبة، نتأمل الكثير من عناوين سيرة مليكنا المفدى، بقوله في مذكراته "فرصتنا الأخيرة": كنت مصمماً أن تكون الجندية مهنتي الأساسية وأن أنصرف لها، وأن أكون ضابطاً يقود رجاله ويقاتل معهم"، فهذه التنشئة العسكرية أثبتت بأن الجيش وحملة الشعار هم دوماً في وجدان جلالته.
ومن المواقف الإنسانية التي يذكرها جلالة الملك في هذه المذكرات، هي عام 1983م، إذ عاد جلالته إلى الأردن والتحق باللواء المدرع أربعين في منطقة القطرانة، يقول جلالته: "جيشنا الأردني يعبر عن التقدم، وكان أفراده خليط من كل فئات المجتمع ومعظمهم من الشرائح الفقيرة، وبعضهم كان يعاني من مشكلات تفوق طاقته، صادفت ضابط زميلي واجهته مشكلة عائلية تفوق طاقته توفي أخوه وترك ثمانية أطفال غير عائلته ووالديه، أصبح بين ليلة وضحاها يعيل عائلة مؤلفة من (18) ثمانية عشر فرداً، وقد بقيت على مدى السنة التي أمضيتها معه أعطيه كل شهر نصف راتبي، ويقول جلالته (صحيح أن رجال الجيش العربي كان بعضهم فقراء مادياً لكن الصحيح أيضاً، أنهم كانوا يمتكلون ثروة كبرى من الشجاعة وروح القتال العالية يتميزون بالذكاء الفطري وحسن التدبير حيال الحالات الطارئة".
لقد عاش جلالة الملك عبدالله الثاني، كل معارك المنطقة السياسية والعسكرية منذ أوائل الثمانينات لغاية تسلمه العرش عام 1999م، وكان إلى جانب الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
ما شكل لدى جلالته خبرةً سياسيةً كبيرةً، استطاعت أن تجنب الأردن الكثير مما أصاب المنطقة في سنواتها الأخيرة من نكبات وويلات.
ولقد كانت مواقف جلالته الأصلب في التصدي للعدوان الإسرائيلي، وتأكيد جلالته المستمر بأن" المنطقة لن تشهد أمناً واستقراراً، بغياب حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقد أسهمت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، بتعزيز أدوار الوصاية الهاشمية، ونقلها إلى أسس من المؤسسية التي استطاعت صون المدينة المقدسة، وهويتها العربية.
كما أرست الوصاية الهاشمية، وعبرت، عن التقوى لدى ملوك بني هاشم، ودعواتهم إلى تعزيز محبو الله وحب الناس وتحقيق العدل والمساواة، بصدها للظلم عن الحجر والبشر في القدس الشريف، وسائر مقدسات فلسطين.
في ميلاد مليكنا المفدى، نقول لسيدنا: بارك الله بكم، وأدامكم للأردنيين، ولأمتنينا العربية والإسلامية، الذخر والسندا..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-01-2022 11:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |