01-02-2022 04:16 PM
بقلم الدكتور فايز ابو حمدان
تحدث كوارث طبيعية متعددة كل عام ونحمد الله عز وجل دوماً على موقع الاردن الجغرافي الذي لا يتيح الفرص لحدوث ذلك كثيراً في بلادنا ، فكل كارثه تترك آثار مدمرة وكثيرة وخسائر بالأرواح والمعدات تتبعها تكاليف ماديه باهظة ، وهذا امر طبيعي يحدث في كل دول العالم الغنية والفقيرة، الديمقراطية والدكتاتورية ، الكبيرة والصغيرة .
في عام 2005 ضرب إعصار كاترينا المدمر ولاية لويزيانا الأمريكية وأودى بحياة اكثر من 1800 شخص واستمر انقطاع التيار الكهربائي فيها لعدة اسابيع وفي بعض المناطق لمده عامين متتاليين ، الحادثة تكررت عام 2020 في المانيا وكان الى جانب انقطاع التيار الكهربائي لعشره ايام وفاة 150 مواطن ودمار 3300 منزل ومئات المصانع وقُدِّرت الخسائر حينها بحوالي 13 مليار يورو .
الكل على علم ودراية بأن شبكة الكهرباء الأردنية قديمة وفي حالة يرثى لها وهي معرضة في اية ظروف جوية ان تنهار بشكل كلي او جزئي ، وسيترتب على ذلك انقطاع التيار الكهربائي كما حدث في العاصفة الثلجية التي اجتاحت المملكة مؤخراً ، ولهذه الشبكة ضرر اخر لا يعرفه الكثيرون وهو ان هذه الشبكة المتهالكة تفقد 30% من الكهرباء المنتجة في الهواء نظراً لقدمها وتردي وضعها وهذا يؤدي بدوره الى ارتفاع تسعيره الكهرباء بشكل ملحوظ في الاردن مقارنةً مع معظم دول العالم ، ويعود السبب في ذلك الى ان هذه الشبكة غير موصولة عبر الارض في الاماكن السكنية ولا يتم صيانتها بشكل مستمر وهنا نُحَمِّل شركة الكهرباء المسؤولية الاولى عن ذلك والى الاخفاق الحكومي في مراقبة هذه الشركة والتي تتعامل مع المشتركين فوق القانون بل وتعتبر نفسها دولة داخل دولة . وهذا يعود الى اعتبارات كثيرة منها ان معظم المساهمين في هذه الشركة اشخاص متنفذين في الدولة.
وبالنظر الى الادعاء بأن الأشجار كانت المسبب لانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق بالمملكة ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو .. لماذا لم تقم شركة الكهرباء بالتنسيق مع الأمانة والبلديات بمراقبة نمو الأشجار التي تهدد الاسلاك وقص اغصانها بشكل دوري ؟؟!