02-02-2022 08:20 AM
بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
لم يُحدث أي مرض في تاريخ البشرية بما فيها مرض الطاعون تغيرات جذرية في صناعة الأدوية كما حدث ذلك عند انتشار مرض الكوفيد 19 .
فالعالم استطاع انتاج لقاحات بطرق الهندسة الوراثية خلال فترة قياسية لا تزيد عن عامٍ واحد ، وفي هذه الفترة أجريت دراسات سريريه ودراسات على الحيوانات بشكل سريع ويعود ذلك الى الوضع الاستثنائي الذي فرضته ظروف الجائحة قصراً والتي اصابت ما يقارب 400 مليون نسمه حول العالم واودت بحياة ما يقارب 6 مليون شخص ، فهذا الوضع كان تحدياً كبيراً لعلماء الفيروسات والاطباء والإنسانية بشكل عام وتطلب منهم المسارعة في تكثيف الجهود لتطوير وإنتاج مطاعيم وعقاقير جديدة لمكافحة هذا الفيروس .
ان الجهود العلمية لإنتاج عقاقير عبر طرق الهندسة الوراثية بدأت في التسعينات من القرن الماضي وقد واجهت اخفاقات كثيرة في هذا المجال ، ويعود ذلك لأسباب متعددة منها عدم نضج أفكار التشخيص والعلاج ، وعدم تطور المعدات والأجهزة في تلك الفترة ولكن هذه الاخفاقات كانت دافع هام للاستمرار في البحث العلمي.
ان فكرة انتاج اللقاح تتلخص في ادخال رسائل وأوامر معينة عبر جزء من الحامض النووي يدعى RNA يتم تحميله هذه الرسائل لذلك يدعى Messenger اي ناقل لهذه الرسائل والتي تحتوي على أوامر محددة للخلية الإنسانية والتي تحثها على انتاج بروتينات معينة لها صفات خاصه لتحفيزها من اجل التعرف على الفيروس والالتصاق به وايقاف امكانية دخوله الى الخلية مع ايقاف تكاثره ، فهذه الفكرة فتحت الابواب على مصرعيها لإيجاد ادوية أخرى لعلاج امراض كثيرة ومتعددة منها الامراض الوراثية ، فإمكانيه منع نشوء الجلطة القلبية والدماغية وتصلب الشرايين والتي تعد المسبب الاول للوفاة اصبح امراً وارداً اليوم ، فقد بدأت الابحاث على الحيوانات في التعرف على الناس الذين ينتجون كميات كبيرة من الكولسترول والذي يتم تخزينه في الأوردة والشرايين مما يؤدي الى الجلطات الدموية وهنا يمكن ايجاد امكانيه لمنع هذا التخزين عن طريق تحفيز صناعة البروتينات الخاصة لمنع حدوث هذا مما سيؤدي الى ايقاف التخزين ومنع نشوء الجلطات الدموية.
لم تقف الامور عند هذا الحد فحسب بل اصبح من الممكن عبر طرق استبدال الحروف الوراثية المتواجدة في الحمض النووي بحروف اخرى مما سيؤدي الى مقاومة امراض اخرى مثل الزهايمر والخرف وعلاج امراض ضمور العضلات .
كما انه سيصبح من الممكن انتاج عقاقير لمقاومة التغيرات التي تحدث على الخلايا البشرية والمؤدية الى نشوء السرطانات ، مما سيجعل بدوره امكانية التعرف على المعرضين لهذا سهلة الى جانب مقاومه نشوء السرطان او التعرف المبكر عليه ، بل سيمنح العلاج فعالية وفرصاً افضل للقضاء على المرض .
وقد تم انشاء شركات متعددة تعمل بطرق الهندسة الوراثية ، كما ان نجاح هذه الابحاث والتطورات ستفتح المجال لحدوث ثورة جديدة في مجال انتاج وتطوير العقاقير.
ما تم التحدث عنه ليس احلاماً بل سيصبح واقع جديد ستكون نتائجه ايجابية على البشرية جمعاء ومن المتوقع ان تزداد معدلات الاعمار في السنوات القادمة بفضل هذه التطورات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2022 08:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |