02-02-2022 08:27 AM
سرايا - تربض محافظة معان على ثروة هائلة ما تزال غير مستغلة من رمال “السيلكا”، وتقدر بنحو 12 مليار طن مبدئيا، بينما المحافظة تعاني من نسب عالية بالفقر والبطالة، تاركة هذه الرمال التي تدخل في صناعة الزجاج والإلكترونيات، من دون أن تستفيد منها.
ويأتي هذا الرقم وفق تقديرات دراسات لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، في سياق ورقة عمل أعدها متخصصون، أكدت أن “السيلكا” الاردنية تتمتع بنسبة نقاء تبلغ 99 %، يستهلك السوق المحلي منها 22 ألف طن سنويا فقط، ويتركز انتشارها في مناطق: رأس النقب، وقاع الديسي، ووادي السيق، والراكيا، والبترا، وعين البيضا، والجيشية.
مصادر حكومية كشفت في وقت سابق، أن متوسط سعر الطن الواحد من خام “السيلكا” غير المصنع، يصل في السوق العالمية إلى 300 دينار، مبينة أن كميات هائلة من “السيلكا” في المحافظة تنتشر على سطح الأرض، إلى جانب كميات كبيرة تقبع في باطن الارض، دون أن يجري تقدير كمياتها بدقة بعد.
وكشفت الدراسة، أن نسبة استغلال “السيلكا” صناعيا في معان، ستكون منخفضة التكاليف، جراء امكانية توليد الطاقة الكهربائية في المحافظة، المعتمد على الطاقة الشمسية.
ويشكل حجم المخزون الإستراتيجي من “السيلكا” في المحافظة نصف الموجود في مناطق أخرى من المملكة، ليصل الى 48 % مما هو موجود في المملكة، ما يتيح فرصا كبيرة للاستثمار، ويمنح المحافظة ومناطق الجنوب، فرص التحول إلى مناطق اقتصادية صناعية، تحفل بالمشاريع الاستثمارية الكبرى في مجالات صناعة الزجاج والالكترونيات ومعدات الطاقة، بخاصة وأن عملية استخراج “السيلكا”، ذات أكلاف ضئيلة، لكنها ذات عوائد مالية مرتفعة.
وبرغم الإهمال الذي تتعرض له هذه الثروة الهائلة، التي تضاهي ما تحتويه وديان السيلكون في دول عديدة من العالم، أبرزها الولايات المتحدة، فإن استغلالها في الوقت الراهن، ونحن نعيش وضعا اقتصاديا صعبا خلال جائحة كورونا، يمكن ان يمكن البلاد من تجاوز الكثير من التحديات.
ويشير أهال في المحافظة، إلى أن ثروة “السيلكا”، تفتح الباب على مصراعيه للاستثمار، ما سيخلق مصانع وشركات ذات تنافسية عالمية في السوقين المحلي والعالمي.
وأشاروا الى أن موقع المحافظة، مناسب لاستغلال الموارد الطبيعية وتصنيعها، وتصديرها الى دول الاقليم، نظرا لقربها من الحدود السعودية التي تشكل بوابة التصدير البري لدول الخليج العربي، إلى جانب وقوعها على مفترق طرق محلية ودولية برية، واتصال طرقها بموانئ العقبة والسكك الحديدية.
ولفتوا الى أن ذلك كله، يشكل عاملا محفزا، للنظر في استغلال هذه الثروة، لتحقق عمقا اقتصاديا وتنمويا للمنطقة، بإقامة المصانع المتخصصة في مجالات تصنيع واستغلال “السيلكا”، ولتوافر خاماته والبنية التحتية في المنطقة التنموية في معان، ما سيخلق تنمية حقيقية ومستدامة، ويوفر فرص عمل وتشغيل كبيرة للشباب.
مدير مديرية المختبرات في وزارة الطاقة عمر الطاهات، قال أمام مشاركين في ورشة عقدت قبل سنوات، أن استعمالات السيلكا، تدخل في صناعة الألياف الضوئية التي باتت شركات الاتصالات العالمية، تعتمد عليها لسرعة انتقال البيانات فيها، بالإضافة إلى صناعة الشرائح الإلكترونية التي يزداد الطلب عليها عالميا، وصناعة الزجاج، بخاصة في مجال البصريات، اذ يعتبر “السيلكا” الأردني من أفضل الأنواع لهذه الصناعة، وصناعات الزجاج والكريستال، ورمال السباكة وأنظمة الطاقة الشمسية.
واقترح الطاهات حينها، انشاء مدينة صناعية لمنتجات “السيلكا”، تشمل 255 منتجا، يمكن أن تحل مكان المستوردة، فضلا عن دور مثل هذا المشروع في دفع عجلة التنمية في مجال استغلال الثروات المعدنية المحلية.
رئيس غرفة تجارة وصناعة معان عبدالله صلاح، بين أهمية الدفع لاستغلال “السيلكا” في الصناعات الزجاجية، وإطلاق المشاريع الصناعية للارتقاء بالاقتصاد الوطنية ومشاريع التنمية.
ودعا صلاح لتشجيع الاستثمار في صناعات السيلكا، باستغلال خاماته في منشآت الصناعات، ما سيعمل على تنشيط الصناعة في المنطقة، وتوفير فرص العمل للشباب، ما يسهم بتحسين الوضع الاقتصادي للمحافظة.
وأشار الباحث والأكاديمي الدكتور عوده أبو درويش، إلى ضرورة أن تتوجه الجهات المعنية والمختصة إلى الاستفادة من احتياطي “السيلكا”، باستقطاب الاستثمارات، وترسيخ صناعة وطنية لسد الاحتياجات المحلية منه، وتوفير عملات صعبة وتشغيل مشروعات مكملة ورديفة، أبرزها إقامة مصانع للزجاج لفتح أبواب العمل لشبابنا، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
وبين أبو درويش، أن “السيلكا” الاردنية ذات مواصفات عالمية، ويمكنها إنتاج زجاج عالي الجودة، لافتا أنه ما تزال هناك فرص استثمارية لمستثمرين وشركات لعمل صناعات متعددة وحقيقية، تقوم على معالجة هذه الخامات المنافسة بقيم مضافة.
ويرى رئيس لجنة متابعة قضايا معان الدكتور محمد أبو صالح، أن استخراج “السيلكا” عملية سهلة التعدين عبر الطرق السطحية وهي غير مكلفة وبسيطة، لافتا الى أن ذلك كله غير مجد، ما دمنا لا نستغلها على أكمل وجه، اذ لا يوجد في المملكة مصانع للزجاج.
ولفت الى أن هناك اكثر من 300 منتج يمكن ان تقوم عليها الصناعات في المحافظة، بالاستفادة من “السيلكا”، وهي قابلة للتصدير عالميا، مبينا أن المحافظة من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، وذات مزايا اقتصادية، تمكنها من ان تكون منطقة اقتصادية بامتياز، قادرة على إطلاق مشاريع كبرى، وبيئات استثمارية ناجحة.
مصادر في شركة تطوير معان، قالت إن الشركة تتطلع إلى جذب استثمارات في الروضة الصناعية ضمن الصناعات المرتبطة بـ”السيلكا” والثروات الطبيعية الأخرى في المحافظة، والتي ستشكل حافزا لتوطين التكنولوجيا عبر منتجات تقنية، تلاقي رواجا في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
وأشارت المصادر، إلى أن الشركة بحثت مؤخرا مع وفود أجنبية وخليجية استثمارية، فرصا استثمارية متاحة في منطقة معان التنموية، بخاصة فيما يتعلق بـ”السيلكا” عبر تحفيزات، أعلنت عنها الحكومة للمستثمرين، والفرص الاستثمارية المتاحة والمرتبطة بـ”السيلكا”، عبر دعم مسيرة البناء والعمل فيها لاستقطاب مزيد من الاستثمارات.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2022 08:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |