سرايا - عندما تفكر في المخاطر الصحية للتدخين، فمن المحتمل أن تتبادر إلى الذهن أمراض الرئة والسرطان، ولكن الحقيقة هي أن التدخين يؤثر على أمور أخرى غير الرئة، حيث يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع الكوليسترول ومشاكل القلب الأخرى.


وفي الواقع، الأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مرتين إلى أربع مرات، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، ويتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إذا كنت تدخن السجائر.


ويأتي هذا الخطر المتزايد من حقيقة أن السجائر تحتوي على آلاف المواد الكيميائية التي يمكن أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتزيد من مستويات الكوليسترول لديك، وقد يجعل هذا من الصعب على جسمك إزالة الكوليسترول غير الصحي من الدم، مما يسمح للكوليسترول بالتراكم في الشرايين.

ماذا تعرف عن الكوليسترول ؟
الكوليسترول مادة شمعية تشبه الدهون في دمك ينتجها الكبد بشكل طبيعي، ويلعب الكوليسترول دورًا في تكوين الخلايا وإنتاج الهرمونات وهضم الطعام، ورغم أن جسمك يصنع كل الكوليسترول الذي يحتاجه، إلّا أن الكوليسترول يوجد أيضًا في بعض الأطعمة، ويحصل الكثير من الناس على الكوليسترول أكثر مما يحتاجون إليه من نظامهم الغذائي.

ويمكن أن يزيد اتباع نظام غذائي غني بالدهون من خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول، ولكن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في مستويات الكوليسترول لديك أيضًا، بما في ذلك جيناتك وما إذا كنت تدخن، وهناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).

وفي الحقيقة، يمكن أن يؤدي LDL، المسمى أيضًا الكوليسترول "الضار"، إلى تراكم دهني لمادة تسمى اللويحة الموجودة داخل الشرايين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تضييق الشرايين وزيادة مخاطر حدوث ما يلي:

أزمة قلبية
السكتة الدماغية
مرض الشريان المحيطي
ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، فإن المستوى الصحي لكوليسترول LDL للأشخاص في أي عمر هو قراءة أقل من 100 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغ/ديسيلتر)، في حين يمكن لـ HDL، المعروف باسم الكوليسترول "الصحي"، إزالة LDL ونقله إلى الكبد حيث يتم طرده من جسمك.

وعلى عكس كوليسترول LDL، فأنت تريد أن يكون رقم HDL الخاص بك أعلى، حيث أن المستوى الصحي من HDL يزيد عن 40 مجم/ديسيلتر للرجال وأكثر من 50 مجم/ديسيلتر للنساء، ومن الناحية المثالية، يجب أن يكون إجمالي الكوليسترول المشترك أقل من 200 مجم/ديسيلتر.

هل هناك صلة بين التدخين والكوليسترول ؟
التدخين له تأثير كبير على جسم، حيث يمكن أن يتلف رئتيك ويزيد من خطر حدوث الربو، مرض الرئة، وسرطان الرئة، بالإضافة إلى التأثير على رئتيك، ويمكن أن يؤثر التدخين أيضًا على صحة القلب والأوعية الدموية، كما يمكن لرئتيك امتصاص الأبخرة المنبعثة من دخان السجائر.

بالإضافة إلى ذلك، وجد أن مركبًا يسمى الأكرولين، الموجود في دخان السجائر، يذهب إلى أبعد من ذلك للتأثير على مستويات الكوليسترول في الجسم، حيث يمنع هذا المركب شديد التفاعل HDL في دمك من نقل LDL من الشرايين والكبد، هذا يعني أن التدخين لا يزيد فقط من تراكم LDL، ولكنه يضعف أيضًا قدرة كوليسترول HDL على عكس الضرر الناجم عن LDL.

هل يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بنوبة قلبية ؟
تأثير التدخين على جسمك لا يتوقف مع ارتفاع مستويات الكوليسترول،ي حيث يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

أيضًا يمكن للتدخين أن يرفع مستويات الكوليسترول الضار ويخفض مستويات الكوليسترول عالي الكثافة، وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب في الأوعية الدموية والشرايين، ويمكن أن تتراكم اللويحات في الشرايين، وعندما تتصلب هذه اللويحات وتتفكك، قد تؤدي إلى جلطات دموية وسكتات دماغية.

وفي الواقع، يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى حالة تسمى مرض القلب التاجي أو مرض الشريان التاجي، حيث أن مرض القلب التاجي هو السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة.

وفي الحقيقة، التدخين وارتفاع الكوليسترول ليس عوامل الخطر الوحيدة لأمراض القلب، حيث تشمل عوامل الخطر الأخرى تاريخ العائلة، السمنة، العمر، والنظام الغذائي.

ومع ذلك، فإن التدخين هو أحد عوامل الخطر التي يمكنك التحكم فيها، حيث يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في تحسين مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.