سرايا - قبل حوالي أسبوع أعلنت سلطة وادي الاردن تعديل موازنة السدود المائية وإخراج سد الكرامة من حساب الموازنة المائية لعدم استخدام المياه المخزنة فيه منذ تشغيله عام 1996 والذي تبلغ سعته التخزينيه 55 مليون متر مكعب، من أجل إدارة وتوزيع المياه لكافة الاستخدامات بكفاءة.

الأمر الذي عارضه خبراء عديدون خصوصاً وأن تجريد السد من الملوحة كان ممكنا، بينما أيد هذه الخطوة خبراء آخرون والذين اعتبروا أن إنشاء السد كان خاطئا منذ البداية.

ويبين وزير سابق أعلن انتهاء بناء السد أثناء توليه للمنصب:«بأن السد كان آخر مشروع يفتتحه جلالة الملك الحسين بن طلال عام 1998، وفي ذلك العام تم تعبئة السد ب 45 مليون متر مكعب».

ويفيد بأن:«آنذاك تبين من دراسة الجدوى بأن أرضية السد مالحة، ولحل تلك المشكلة صدرت التعليمات التشغيلية لمعالجة الملوحة في أرضية خزان السد بأن يتم ملء الخزان وتفريغه دون استعمال 3 مرات متتالية قبل استعمال مخزونه في المواسم اللاحقة».

ويتابع:«بعد السؤال تبين أن السد لم تتم تعبئته سوى نصف مرة فقط، وحاليا ليس هناك مياه تكفي لتعبئة السد خاصة وأنه يعتمد في الأصل على مياه نهر اليرموك والذي يشهد تناقصا كبيراً في حصة الأردن من مياهه والتي قدرت في الماضي ب296 مليون متر مكعب ».

ويرى خبير المياه الدكتور الياس سلامة بأن:«بناءه كان خاطئا منذ البداية،فنسبة الملوحة مرتفعة في السد منذ انشائه، وموقعه غير مهيأ ولا يوجد رافد للوادي سوى مياه نهر اليرموك وكثير من الاودية التي تصب مياهها في السد لتصبح مالحة ولاحقا يتم التخلص منها».

ويلفت إلى:«انه لا يوجد جدوى اقتصادية او مائية من اقامة السد، فجميع الدراسات عارضت بناءه منذ البداية ».

ويذكر بأن السد كان سببا في حرمان المملكة من حوالي مليار متر مكعب من المياه العذبة جراء اسالتها في السد وتفريغها دون الاستفادة منها ابدا».

ويقول:«للأسف تم حرمان المزارعين من المياه لاستخدامها في ري مزروعاتهم، وطلب منهم عدم زراعة أراضيهم كاملة لإسالة المياه داخل السد والتي يتم التخلص منها لاحقا دون الاستفادة من اي قطرة ماء».

ويلفت إلى أن الأردن شهد فاجعة غرق خمسة أشخاص في مياه السد العام الماضي ».

ويذكر أن السعة التخزينية التصميمية للسدود في المملكة تبلغ 336 مليوناً و 419 الف متر مكعب لتصبح بعد إخراج سد الكرامة 280 مليوناً و 760 الف متر مكعب.،وتعتبر من المرافق المائية الحيوية وأحد أهم المصادر المائية لتوفير المياه لسد احتياجات المواطنين من مياه الشرب بالإضافة إلى أنها المصدر الرئيسي لري المزروعات وتأمين احتياجات المزارعين من المياه في وادي الأردن.