06-02-2022 10:46 AM
بقلم :
يرتكز الامن الانساني وحقوق الانسان على ضمان حماية أمن وسلامة أفراد المُجتمع ،حيث إن هذا المفهوم يتعدى التهديدات العسكرية، والذي يشمل البيئة والأوبئة، وغيرها من الأمور الماسة بحياة الإنسان وهو يشمل المبادئ العامة التي ترتبط بحياة الإنسان، وما يتعلق بحرياته، وكقيمة جوهرية يسعى الأمن الإنساني إلى توفير الطمأنينة، والشعور بالأمن للجميع بدون أي تحيز لإنسان عن آخر، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين، الأمر الذي يجعل الامن الإنساني يسعى لضمان الكرامة الإنسانية، والرفاه الإنساني ، كونه يعتمد منطقاً أساسياً للوقاية الإستباقية كأداة من أدوات الإستجابة لمُختلف الظواهر التي قد تنال منه، أو قد تمس بمعاير جودة الحياة .
وهناك علاقة ترابطية بين حقوق الإنسان والأمن الإنساني تتمثل في أن حقوق الإنسان الأساسية يعتمد كأساس على فعالية منظومة حقوق الإنسان الأساسية الغير قابلة للتجزئة وهذا ما تنكره اسرائيل وما تقرره لشعبها فقط ، وأن انتهاكات حقوق الإنسان غالباً تُعد بمثابة السبب الجذري لهشاشة وضعف مُستوى مُعين من مُستويات الأمن الإنساني، كالعنف أو الصراع، وأن توفير وضمان الأمن يؤدي إلى تحقيق أمن الإنسان عبر مُختلف القطاعات، بالإضافة إلى أن مُتطلبات الكرامة الإنسانية ومعايير القيم والأخلاق وتوفير كافة مُتطلبات الإنسان والحاجات الأساسية له تُعد بمثابة ركائز هامة وجوهرية لضمان فعالية حقوق الإنسان، وهي الجوهر الحيوي للأمن الإنساني التي لا تعرف به اسرائيل كقوة عظمى ، ودللي ذلكما تقومبه الكيانات الهشة بالسعي الى كسب ودها ، وانكار حقوق شعباً هوصاحب الارض بالاصل .
الا ان الملفت للنظر جثوم اسرائيل كمراقب في الاتحاد الافريقي ، غير ابهين، أي الاتحاد الافريقي بما تفعله اسرائيل يوميا من انتهاك لحقوق الانسان ، وانكارها للامن الانساني ، فضلا عن ان اسرائيل لم توقع على اتفاقيات حقوق الانسان ، وتنكرها ،ولا تعترف بتقاريرها التي تصدر تباعاً عن ما تقوم به من انتهاكات يومية ، وتنكرها للشعب الفلسطيني ،وقبله العربي من النهر إلى البحر .
والاكثر انتباهاً ما تم التركيز عليه خلال سقوط الطفل المغرب يريانفي بئر ، من كل حدب وصوب والمٌساندة العربية قبل الاجنبية ، ومن حُسن النظر ان ندعم هذا التركيز من باب حقوق الانسان والامن الانساني الذي يجب ان يتمتع به اي فرد في هذا الكون، بغض النظر عن المعتقد او اللون ، او اللغة ، ومن جميل القول ان هذا الطفل وحد العرب ولو لساعات ، الا ان ما يدمي القلب ما جرى لمحمد الدرة حينما اغتيل بدم بارد امام العالم اجمع ، فمتعظت الكميرات لسوء الفعل الصهيوني قبل الانسانية التي قد يتمتع بها البعض .
اليوم نحن امام صورة قاتمة لحقوق الانسان والاهتمام بالامن الانساني للبشرية جمعاء ، فمن يُعد جانياً اصبح ضحية في نظر العالم الارمد ، والضحية في عين العالم أصبح يٌشكل خطراً عليها كارهابي، او مٌتطرف فيقوم العالم ويقعد حينما يكون هناك ادعاء من بعض الفئات التي تٌعتبر نفسها جنساً ارياً ، او من شعب الله المٌختار ، وتتنكر للباقي ، مهما جرى لها او تم التنكيل به .
اليوم نحن امام اشكالية لحقوق الانسان ، والامن الانساني تتمثل في ان الجاني يقوم بالامساك بالضحية بعد نحرها ، مبرراً بذلك انه يقوم بانقاذها من باب الانسانية ، في حين ان هناك من يقوم بمٌساندة الجاني، ويتذرع بان هذا من باب الامن الانساني للبشرية ، واسرائيل في عين البعض ،هي خير من يقوم بالحفاظ على الانسانية ، والاهتمام بحقوق الانسان التي هي بالاصل تنكره .
سلام على الريان وعلى محمد الدرة في عليين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-02-2022 10:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |