بقلم : أريج صافي
في غياهب الجب ريان رابض خمسة أيام بين حي و ميت
بين أكل وشرب
بين تنفس ام لا
بين صراخ طفل واستغاثته
نداءات مستمرة امي امي امي
ابي انت بطل أليس كذلك
كم مرة أخبرتني بقصص بطولتك !؟ اذا هي اثبت ذلك
وانتشلني من الظلمة ..
ابي الم تقل انك على اطلاع واسع بكل شي
مد يدك لي
هيا مدها لي
الم تقل انك كبير و لا تخشى شيئا
الم تقل انك لن تسمح لي أن أغيب عنك
هيا يا أبي هيا .. ريان يناديك
امي ألم تخبرني انك تحبني و اني مدللك
كيف تتركني وحيد !
اني خائف جدا يا امي
المكان مظلم جدا و هناك حشرات تزحف نحوي
المكان موحش يا امي وانا وحيد
كيف تسمحي للبرد ان يقرص جسدي الصغير
امي اني ارتجف بردا اين سترتي الصوفية
اين شالك الذي كنتِ تطوقين جسدي به
اين المدفأة يا امي احضريها لي !
امي اني جائع
لقد خرجت من البيت للعب
و كنت اشم رائحة طعام الغداء الشهي
امي هل لا تركتي لي طبقا منه للعشاء !!
اختي اين انت
الم تقولي دوما انني الأخ المدلل
الم تشتري لي الحلوى
اختي اني اسف لاني لم اقبلك هذا الصياح
اسف لانني هربت من احضانك
اسف لانني قابلت حبك بدلال مبالغ به
انقذوني ، ارجوكم ، انقذوني

اني احتضر ، لا اقوى على الحديث
لا اتنفس ، لا استطيع ان اقاوم اكثر
تمنيت ان اصمد للنهاية و اخرج بقوة
واكون الطفل البطل
تمنيت ان اكون الريان الشجاع
لكني لا اقوى فقد اكل البرد جسدي
و تهشم راسي جراء سقوطي
لا اقوى على الاستمرار ، اسمع اصواتكم و اسمع عويل امي و دعاء ابي ، اسمع احاديث الناس ، اسمع كل شيء ،
سامحوني سوف اخرج جثه هامدة
فقد تعبت من هذا المكان المخيف
سامحوني و تذكروني !!!