سرايا - الكاتبة مها احمد

بدأت قصة شقيقتي منذ بدء دراستنا بالجامعة حيث كنت في السنة الرابعة وهي في السنة الثالثة
وكانت شقيقتي من المهتمين بدراستها لكنها بين الحين والآخر كانت تظهر عليها بعض التصرفات الغريبة اللافتة للنظر حيث كنت الاحظ عليها بعضا من التصرفات الغريبة
حيث تمكث في غرفتها وتكون منعزله عن الناس وصامتة لاتتكلم رافضة الكلام مع احد

في بداية الامر لم أكن اهتم من ناحيتي ظنا مني انها لاتحب الاختلاط مفضلة البقاء بمفردها في انعزال عن الناس ..
لكن مع مرور الايام وهي علي هذا الوضع زادت حالتها سوء حيث شاهدتها راي العين تتحدث مع نفسها
سألتها بشغف مع من تتحدثين يا أختي،؟!

قالت لي: اتحدث مع اشخاص و اني أراهم واتكلم معهم لكن صدمت من كلامها الذي افقدني صوابي،.
وقلت في نفسي ماهذا الكلام الذي لايدخل العقل ولا يمكن لأحد أن يصدقه فهذا هراء بالتأكيد وتخيلات!!
ليس لها معنى فكيف تتكلم مع اشخاص لا اراهم .
.وبقيت اتسائل في نفسي ما هذا الذي يحدث

حتى قررت أن ابلغ والدتي بهذا الامر المزعج الذي قد يتسبب في تعب شقيقتي...
. ذهبت اليها واخبرتها بما قالته لي شقيقتي
وأنه لابد لنا كأسرة أن نجد حلا لهذه المشكلة ويجب عرض شقيقتي علي احد الأطباء النفسيين
فبالتأكيد حالتها هذه محتاجه للعرض على طبيب حتى نطمئن عليها..
.فغضبت امي غضبا شديدا وقالت لي كيف تقولين على شقيقتك كلام كهذا وتصفينها بالجنون ؟؟
فلا يوجد مجنون غيرك..
. ذهبت الي شقيقتي الثانية لعلي اجد فيها الامل باقناع امي في اتخاذ الامر بجدية حتي لاتضيع اختنا منا .
فما كان الرد منها والتي أيقنت انها تاخذ الموضوع بجدية مثلي الا انها قالت لي كيف تقولين عن شقيقتنا انها مجنونة فما هذا الهراء منك تذكري اذا سمع الناس هذا الكلام سوف لايتقدم أحدا لخطبتها فلا تقولي هذا الكلام مرة اخرى

امامي .. . فقلت في نفسي كل واحد يغني علي مواله في العائلة.... فاللهم نفسي. اصبحت افكر كثير ولمت نفسي فيما قلت واتهمت نفسي بالغلط واني اعطيت هذا الامر اهميه اكثر من اللازم ..

. فربما شقيقتي تسخر مني وتقول هذا الكلام لجذب انتباهي لها وللتاكيد قررت الذهاب الي الطبيب النفسي لكي اسأله عن هذه الحالة..
. وفعلا ذهبت في اليوم التالي وكانت شقيقتي صاحبة الحالة معي دون علم اهلي وقلت لهم اني ذاهبة معها الي الجامعة .
وعندما رأها الطبيب..وكشف عليها... . قال لي يا اختي لا أحد من الناس يستطيع رؤية اشخاص الا اذا كان يتخيل هذا الامر وعندما تحدثك شقيقتك بهذا الكلام فانها بالتأكيد تعاني من مرض نفسي ولابد من معالجتها من هذا المرض فسوف اوصف لها دواء سيساعدها باذن الله وعليها تناوله بانتظام ولن اتقاضي ثمن الكشف ولا العلاج هذه المره ولكن المره القادمة سأتقاضى الثمن ....

. فسألته عن ثمن الكشف فقال لي ٥٠ دينار ا بخلاف الأدوية التي ساكتبها المرة القادمة وأنصح بالانتظام في تناولها واذا تخلفت عن تناولها فقد تسوء الحاله اكثر ويصعب علاجها....
فقلت في نفسي الان وقعت في مشكلة فأنا لا استطيع دفع العلاج ولاحتى الكشف لان العلاج سيكون باهظ الثمن.. .

.المهم الآن أنا في حيرة من أمري فكيف اقنع اهلي بعلاج شقيقتي من مرضها وهم رافضين رفضا قاطعا ان اتكلم في هذا الموضوع مطلقا وكيف اقنعهم بأن المرض النفسي مثله كأي مرض عضوي في جسم الانسان يحتاج للعلاج هذه هي المشكلة لعلي اجد حلا لها.......... وفي انتظار اراءكم......