07-02-2022 11:31 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
في السابع من شباط، ومن كل عام، تمر على الأردنيين ذكرى وفاة الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
فالملك الحسين بن طلال، صاحب سيرةٍ سياسيةٍ حفرت عميقاً في وجدان وأفئدة الأردنيين، ولا زالت عناوينها، ومحطاتها، في ذاكرة الناس، نتيجة مواقف الحسين، وهي التي ما زالت مواقف حية، وشاهدة على مسيرة الأردن، واستمراريته.
ولد الحسين في لحظة سياسية حاسمة من تاريخ الأردن، حيث عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وما زالت مناخات العروبة هي السائدة في بلادنا والمحيط العربي.
ويقول الملك المؤسس في يوم مولده في برقية خطها إلى رئيس الوزراء في 14/11/1935م، "إنه بحمد الله ومنه، قد منحت القدرة الصمدانية ولدنا طلالا مولوداً ذكراً في هذه الليلة المباركة، وهي الليلة الثامنة عشرة من شهر شعبان المبارك في الرابع والخمسين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة العزة والشرف، وبما إنه من المقتضى إظهار مزيد من السرور والحبور على نعم الله وآلائه علينا، نعلمكم كي تذيعوه..".
كما بعث ببرقية الى الملك غازي يبشره بولادة الحسين وان تسميته جاءت تيمنا بالشريف الحسين بن علي.
وتروي أيضاً، أولى الوثائق التي خطها بيده في عمر الـ 17 عاماً، وهي عبارة عن رسالة كتبها لصحيفة أخبار اليوم المصرية بواكير البدايات، وهي أول تصريح صحفي له حين كان ولياً للعهد، يقول فيها " إني لأكرس حياتي لخدمة مليكي، ووطني، والعالم العربي، وإنني ممتلئ الآمال الكبيرة فى أن أعود إلى الأردن المفدى يوما وأتعاون مع الجميع فى ظل جلالة الوالد، وتحت توجيهه السامي، لإسعاد أبناء الأردن وأبناء العروبة الغالية جمعاء، لأن هذه أمنيتي فى هذه الحياة أن أحيا وأفنى فى سبيل الوطن والعروبة ."
وحملت عبارة "بني وطني" التي رددها الحسين عند تسلمه العرش منهاج عمل بقي حاضراً في عهده، إذ كان القريب من الجميع، ويرى في الناس مصدر قوته وعزة الأردن وعرشه.
ويعبر عن ذلك ما قاله في خطابه الأول، حيث يقول "ألا وأن العرش الذي انتهى إلينا ليستمد قوته – بعد الله – من محبة الشعب وثقته.وإني سانمي هذه المحبة وهذه الثقة، بخدمة الأمة ورعاية مصالحها، ورفعها فوق كل حساب واعتبار".
ويواصل بالقول "لقد جبت الوطن طولاً وعرضاً واستمعت إلى الكثير من أبناء وطننا الحبيب وتحدثت إليهم فامتلأت نفسي ثقة وعزيمة وفاض قلبي أملاً ورجاءً فأخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم والعمل لخيركم والتضحية في سبيل اعزاز وطني.."
إنّ سيرة الملك الحسين بن طلال، مليئة بالتعابير الوفية للأردن، إذ بذل في سبيل عزة وطننا، ومنعة مؤسساته الكثير، حتى بات يوصف بأنه رائد نهضة الأردن الحديث.
ولقد أولى الملك الحسين القدس الشريف، اهتماماً عالياً، وبقى على خطى ملوك بني هاشم، في التزامه بالدفاع عن القدس ومقدساتها، وذلك رغم وقوع القدس تحت الاحتلال عام 1967م، فقد ظل الملك الحسين يؤكد على أنّ القدس ليست موضوع مساومة، لأنّ القدس جزء من الأرض العربية المحتلة.
وكانت رؤيته (طيب الله ثراه) ترتكز إلى بعدين: ديني وقومي، وعدها بأنها "الرمز الحقيقي للسلام، وعودتها عربية هي المعيار الوحيد لصدق الداعين إلى السلام في المنطقة".
ومن أقواله (طيب الله ثراه): "إنّ القدس أمانة عربية إسلامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ولا يملك أحد من العالمين العربي والإسلامي التصرف بها أو التنازل عنها، ولن تتمكن إسرائيل ولا سواها من تغيير هذا الواقع ولو بدا ذلك ممكناً إلى حين".
ما زالت سيرة الملك الحسين بن طلال، وذكرى وفاته، ماثلة، وباقية، وحية، وما زال الأردنيون يذكرون جنازته (طيب الله ثراه)، والتي وصفت بجنازة العصر..
لقد رحل الحسين، وأرسى بنا الكثير من الأمل والعزيمة، لمواصلة المسيرة على نهجه، ونهج ملوك بني هاشم، بما أرسوه من عزةٍ للأردن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-02-2022 11:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |