سرايا - مثل الشمس هي، مشعّة، حيوية، تمدّك بالطاقة وتدعوك في الوقت عينه إلى الاسترخاء وإسقاط كلّ المتاعب. فيها، تسمع صوت الحياة بشكل مُختلف، وتُشبع عينيك بجمال لامتناه. تغوص معها في التاريخ منتقلاً إلى أزمان ملكية، وتعيش الحاضر بحداثته وأشكاله العصرية. لن تملّ، ولن تقوى على فراقها. إنها مصر، أمّ الدنيا، التي تعدك بعطلات سياحية رائعة في شتائها، كما في صيفها! فإذا كنت ترغب بالسفر قريباً إلى وجهة مُشرقة تسطع فيها شمس دافئة وتوّفر لك كلّ ما تحلم به، فهي حتماً قِبلتك!

وادي النيل


إذا كنت تُخطط لقضاء عطلة سياحية في إحدى مدن وادي النيل حيث الأهرامات العظيمة والمعابد المُذهلة ومهد الحضارة المصرية، فإليك أبرز ما يمكنك أن تفعله!

في القاهرة

ثمة أماكن وأنشطة لا بدّ وأن تختبرها في العاصمة المصرية حتى كادت العطلات السياحية أن تكون غير مُكتملة من دونها! خان الخليلي أولاً! هذا السوق العربي التقليدي الذي يأخذك في رحلة إلى عبق الماضي وأصالته من خلال أزقّته التي تعبق بها روائح التوابل وتغزوها المتاجر التي تعرض التماثيل والمجوهرات والهدايا التذكارية وأزياء الرقص الشرقي! عندما تنهي جولة التسوّق، احرص على الدخول إلى مقهى الفيشاوي الشهير لارتشاف الشاي الأصيل!

المحطة الأخرى الأساسية في القاهرة هي حديقة الأزهر حيث ستنعم بالهدوء وسط المناظر الطبيعية فيما تتأمل المناظر البانورامية الجميلة للعاصمة

وعلى سيرة المشاهد البانورامية، نُذكّرك بأنه يمكنك التمتع بأروعها بمجرد أن تصعد إلى منصة المراقبة الدائرية في برج القاهرة، وهو معلم مصري شهير أيضاً، حيث ستجد أيضاً مطعماً.

إذا كنت من محبي التاريخ والثقافة والفنون، فالخيارات في العاصمة كثيرة ومتنوّعة، بما فيها قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تعود إلى العصور الوسطى والواقعة في حيّ القلعة، أحد أهمّ المناطق السياحية في القاهرة. تجد في محيطها أيضاً العديد من المساجد الاثرية التي تعود إلى عهد الدولة الفاطمية مثل مسجد ابن طولون ومسجد السلطان حسن اللذين يعتبران من أشهر المعالم الإسلامية في مدينة الألف مئذنة، بالإضافة إلى مسجد الرفاعي

ولأن الحبّ كله مزروع في زوايا القاهرة، سترى نفسك مشدوداً لا محال إلى متحف كوكب الشرق السيدة أم كلثوم لتتعرّف عن كثب على عظمة ما قدمته. المتحف موجود في منطقة الروضة على النيل، حيث تم تخصيص أحد المباني الملحقة بقصر المانسترلي له، مع الإشارة إلى أن هذا القصر يُعدّ بحدّ ذاته تحفة فنية أصيلة أيضاً!

في حضن جوهرة الشرق، فأنت لن تهدأ! الحياة هنا تمضي بشكل فريد من نوعه، فكلّ ما حولك يدعوك إلى الاستكشاف والمشاركة بالفعاليات المتنوّعة التي تُقام على مدار الأشهر، ناهيك عن التجارب المميزة التي توّفرها أرقى الفنادق والمنتجعات السياحية، بما فيها الرحلات في نهر النيل الذي يعدّ جوهرة مصرية لا تتكرر، والتي تبدأ من 4 أيام. في المقابل، يمكنك الاكتفاء برحلة نيلية في مركب فرعوني مثلاً مدتها ساعات قليلة تستمتع في خلالها بغداء لذيذ!

في الجيزة

كحال مدينة القاهرة الحيوية التي تأبى أن تنام إلا في وقت متأخر من الليل، تنبض أهرامات الجيزة بالحياة مع عروض الضوء والصوت التي تروي تاريخ مصر القديمة وأهراماتها التي تصنف من ضمن عجائب الدنيا. إنها تجربة مثيرة لا يمكن أن تسقط من ذاكرتك، فاقرنها ايضاً بجولة حول الأهرامات على ظهر الجمل في النهار!

القرية الفرعونيّة بدورها محطة جميلة في رحلتك حيث ستتعرّف على الحياة المصرية القديمة وطرق الزراعة والريّ والصيد عند الفراعنة. تجوّل في المتاحف العديدة المختلفة الموجودة هنا بما فيها متحف كليوباترا والمتحف الاسلامى ومتحف الأهرامات قم بجولة على متن مركب عائم ثم انتقل إلى السوق الذي تجد فيه العديد من البضائع والمنتجات الفرعونية المختلفة

في الأقصر

قد لا تعلم أنّ شمس الأقصر لا تغيب! هنا، حتى في الشتاء، سوف تنعم بدفء مع 26 درجة مئوية كمتوسط عام ما يُمكنّك من زيارة المعالم التاريخية والأثرية التي تعجّ بها أقدم مدينة تاريخية من دون أن تحتاج إلى سترة أو مظلّة!

في الواقع، يقسم نهر النيل الأقصر إلى منطقتين: الضفة الشرقية المطلّة على نهر النيل وهي تضمّ بعضاً من أجمل فنادق مصر والمنتجعات الصحية وملاعب الغولف ، والضفة الغربية التي تعرف بمقابرها ومعابدها، و تضم وادي الملوك، وادي الملكات، قرية العمال ومعبد مدينة هابو وغيرها من المواقع والمعالم التاريخية العريقة!

أما طريق الكباش أو طريق المواكب الملكية والذي افتتحته مصر مؤخراً، فقد جعل الأقصر أيقونة السياحة الثقافية بلا منازع ومتحفاً مفتوحا عالميّا! الطريق يزيد عمره على 3500 عام ويربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، وتصطف تماثيل أبو الهول والتماثيل برأس الكبش على الجانبين، وكان تاريخياً ممراً لمواكب ملوك الفراعنة ومسارا لبعض أعيادهم

وقد يصادف وجودك هنا مع احتفالية من هنا أو فعالية فنية أو ثقافية من هناك، ذلك أنه من المتوقع أن يشهد طريق الكباش الكثير من الفعاليات والعروض المتنوّعة، فلك أن تتخيّل عظمة اللحظات ورهبتها!

البحر الأبيض المتوسط

أما في حال اخترت البقاء في إحدى المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط في مصر، فتأكد أنك ستختبر أيضاً عطلة شتوية دافئة وحيوية في آن، مع الكثير من الأنشطة والمتعة اللامتناهية!

في الإسكندرية

تُبهرك هذه المدينة بمزيج من التاريخ والحداثة، فهي تُعدّ مقصداً سياحيا ومنتجعاً شاطئياً على مدار السنة، كما أنها موطن العديد من المعالم التاريخية العريقة. ولعلّ زيارتك إلى عروس البحر المتوسط لن تكتمل من دون أن تعرج على مكتبة الإسكندرية الضخمة التي تضمّ أكثر من 8 ملايين كتاب، فهي ليست صرحاً ثقافياً وحسب بل معلماً تاريخياً عريقاً يجب رؤيته.

وإذا كنت من عشاق الفن، فلك أن تزور دار الأوبرا وتستمع بعروضها المسرحية والموسيقية، علماً أنها أيضاً تحفة معمارية تحاكي الأسلوب الأوروبي

المتاحف في الإسكندرية كثيرة: متحف المجوهرات الملكية الذي يحوي مجموعة نادرة ورائعة من التحف والمجوهرات والحلي والمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة والساعات المرصعة بالجواهر والألماس، متحف ومعهد الأحياء المائية الذي يضمّ مجموعة نادرة محنطة وحية لمختلف الأسماك والأحياء المائية، المتحف اليوناني الروماني ولا تنس استكشاف قلعة قايتباي الواقعة على الساحل!

ولتجربة مميّزة تضيفها إلى محفظة الذاكرة، فلك أن تشارك برحلة غوص جماعية تنظمها مراكز الغوص الواقعة أمام شاطئ أبو قير من أجل أن تشاهد أروع الآثار الفرعونية!

وتتميز الإسكندرية بكثرة شواطئها ما بين المعمورة شرقاً وحتى العجمى غرباً، فإذا كنت تقصدها للهروب من البرد والشتاء، فلك حتماً ما تحلم به عندما تقيم في أحد منتجعاتها السياحية الفخمة التي توّفر باقة من الخدمات والأنشطة الممتعة

في الساحل الشمالي

إذا كان أسلوب الحياة السياحية الفاخرة هدفك، فما عليك إلا أن تقصد الساحل الشمالي الذي يعجّ بالمنتجعات العالمية من فئة خمس نجوم والعديد من المرافق الرياضية حيث سيتسنّى لك التنعم بعطلة تجمع التناقض بين الاستجمام والهدوء وبين الصخب والحيوية في المطاعم والفعاليات الليلية!