سرايا - ذروة غير مسبوقة ومنذ اكثر من عام في حصيلة عدد الاصابات بالفايروس كورونا تم تسجيلها مجددا في الاردن في الوقت الذي يبدو فيه ان البلاد بدأت تعاني جراء التفشي الافقي للفايروس على المستوى الاجتماعي.


اعلنت السلطات الصحية مجددا بعد ظهر الاثنين عن تسجيل 27 حالة وفاة واكثر من 21 الف إصابة جديدة في رقم قياسي مجددا يوحي بان موجة التفشي الرابعة للفايروس وصلت الى منحنيات غير مسبوقة وفي طريقها على الأرجح لحالة انتشار لم يعرف بعد ماذا كانت السلطات الصحية مستعدة تماما لها .


والارقام التي سجلت الاثنين تجاوزت حتى حسابات خبراء اللجنة الوبائية الذين إعتبروا في وقت سابق بان المملكة اذا تعدت الاصابات 100 الف اصابة في الاسبوع الواحد ستصل الى ذروة حرجة فايروسيا تتطلب المزيد من الاجراءات خصوصا وان النسخة الدارجة من الفايروس الان هي المتحور اوميكرون .


في الاثناء بدأ مجلس الوزراء يواجه صعوبة في القيام بأعماله في المقرات الرسمية بعد اصابة نحو 9 وزراء على الاقل بالفايروس فيما تعطلت ايضا بعض اجتماعات البرلمان ولجانه على مدار الاسبوع الماضي وعادت خلايا الازمة للاشتباك والمشاورات المكثفة تجنبا لأسوأ سيناريو .


الحالة التي تربك الجميع قوامها إختبارات مثيرة على المحك فعدد الاصابات التي تستدعي دخول المستشفيات بدأ يزيد وان كانت وزارة الصحة تعلن انها جاهزة تماما لأي حالة طواريء .


والموقف المحرج اكثر هو موقف وزارة التربية والتعليم التي اعلنت سابقا عن استئناف العام الدراسي في الـ 20 من الشهر الجاري لكن مع الارتفاع الكبير في عدد الاصابات اعتبرت لجنة الوباء الوطني بانها لا تستطيع التعامل مع هذا الموعد على اعتبار انه موعد مقدس .


لجنة الوباء بوضوح غير متحمسة لاستئناف العام الدراسي ووزارة التربية والتعليم لا تبدو مستعدة للتعويض عبر التعليم الالكتروني عن بعد ،الامر الذي يخلق ارباكا قويا لجميع الاطراف تزيد تعقيداته مع قلق ابناء العائلات والاهالي من انتقال العدوى في حال استئناف العام الدراسي عبر الاطفال وهي مسالة تعتبرها السلطات في غاية الاهمية وتحاول تجنبها .


خلف الكواليس والستارة أراء متعارضة بخصوص كيفية التصرف اذا ما واصلت أعداد الاصابات مسيرتها في التقدم وحسب بعض التسريبات لا يوجد ممانعة من قبل بعض الجهات من اتخاذ بعض الاجراءات التحفظية تحت عنوان الحد من الاختلاط الاجتماعي وتتوافق مع هذا الراي اللجنة الوبائية .


لكن الحكومة تصر على إستبعاد اي نوع من الاحتياطات الوقائية التي يمكن ان تؤدي الى اغلاقات من اي نوع بسبب المخاسر الاقتصادية ومخاطر السوق في هذه الحالة .


الوضع يعود محرجا بالنسبة لكيفية التعاطي مع الصعود المقلق لأرقام الاصابات وسط اجواء الانفتاح الاجتماعي .



وعمان رسميا بدأت خلال الاسبوعين الاخيرين تجد نفسها في مواجهة الانتقال مرة اخرى من السياق الصحي الى السياق السياسي والاقتصادي في مسالة كيفية العبور من حاجز الذروة الرابعة للفايروس.

• إقرأ أيضاً : "دويتشه فيله" تفصل صحفيتين "أردنية و فلسطينية" بعد شهرين من اتهامها بـ"معاداة السامية وإسرائيل"
• إقرأ أيضاً : انتهاء موعد الترشح للانتخابات المحلية الأربعاء
• إقرأ أيضاً : الأرصاد : منخفض جوي الأربعاء وثلوج فوق المرتفعات

رأي اليوم