08-02-2022 12:52 PM
سرايا - للمرة الأولى هذا العام يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في الأردن مبكرا عن الموعد المعتاد بشهر كامل، وذلك تطبيقا لقرار الحكومة الأردنية الذي يقتضي بدء العمل بالتوقيت الصيفي في المملكة في آخر يوم خميس من شهر فبراير/ شباط، وقد أثار تقديم موعد التوقيت الصيفي في المملكة قلق الأردنيين وتخوفهم من الآثار السلبية المترتبة على ذلك، فما هي الآثار السلبية؟ وهل يوجد إيجابيات لبدء التوقيت الصيفي مبكرا؟
متى يبدأ التوقيت الصيفي في الأردن لعام 2022؟
أجرى مركز طقس العرب دراسة شاملة لمسألة التوقيت الصيفي والشتوي في الأردن، نقدم لكم نتائجها في السطور التالية:
نبذة عن التواقيت في الأردن:
إن توقيت المملكة الأردنية الهاشمية الرسمي و المُتوافق مع خط الطول الواقعة عليه هو بزيادة ساعتين عن التوقيت العالمي المُوحد (أي UTC + 2)، وهو المعروف محلياً بإسم التوقيت الشتوي.
أما التوقيت الصيفي أو ما يُعرف بالتوقيت المُوفّر لضوء النهار (Daylight Saving) فهو القيام بزيادة ساعة إضافية على التوقيت الأصلي للبلد، ففي حالة الأردن يُصبح توقيت المملكة الصيفي بزيادة 3 ساعات عن التوقيت العالمي المُوحد (أي UTC + 3).
إذا كان التوقيت الأصلي هو التوقيت الشتوي، لماذا يتم تطبيق التوقيت الصيفي؟
الغاية وراء تطبيق التوقيت الصيفي هو الاستفادة أكثر من ضوء النهار خلال ساعات العمل في فصلي الربيع و الصيف، و بالتالي يقل إستهلاك الطاقة (و هذا التوقيت لا يُحقق ذات النتيجة في فصل الشتاء و ذلك لأن عدد ساعات النهار بالأصل قصيرة للغاية).
تكمن الاستفادة من التوقيت الصيفي و ترشيد استهلاك الطاقة وذلك من خلال تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة فيُصبح توقيت المملكة الصيفي هو (UTC + 3)، و بالتالي فإن غروب الشمس يتأخر ظاهرياً ساعة كاملة و بالتالي يظل ضوء النهار ساطعاً لوقت أطول و بالتالي لا يتم استهلاك وسائل الطاقة والإضاءة على مستوى الدولة كون آخر عدة ساعات من النهار تُعتبر ضمن ساعات الذروة.
تُطبق العديد من دول العالم التوقيت الصيفي و خاصة تلك التي يكون ضمن مناخها أربعة فصول واضحة. والخريطة التالية. تُوضح هذه الدول (أغلب الدول العربية لا تُطبق التوقيت الصيفي):
فوائد تطبيق التوقيت الصيفي في الأردن:
يعتبر تطبيق التوقيت الصيفي في الأردن قرارا مُجديا للأسباب التالية:
التوافق مع توقيت السعودية: إن لتطابق توقيت الأردن مع توقيت المملكة العربية السعودية عائد اقتصادي وتسهيل العمل، باعتبارها من أكبر اقتصاديات الدول العربية.
تقليل الفارق في عدد الساعات ما بين الأردن و دول الخليج: في التوقيت الصيفي يقل الفارق بين توقيت الأردن ودول الخليج (مثل الإمارات) من ساعتين إلى ساعة واحدة، و بالتالي عائد إقتصادي أفضل و سهولة في العمل.
يعمل التوقيت الصيفي على جعل وقت شروق الشمس خلال أشهر الربيع و الصيف منطقياً : يصبح وقت شروق الشمس مع التوقيت الصيفي في أشهر الربيع والصيف ( 5:30 )، بينما لو لم يتم تطبيق التوقيت يُصبح وقت شروق الشمس في فصل الصيف عند الساعة 4:30 و يُصبح مُبكراً.
يعمل التوقيت الصيفي على جعل وقت غروب الشمس خلال أشهر الربيع و الصيف متأخراً : يصبح وقت شروق الشمس مع التوقيت الصيفي في أشهر الربيع والصيف ( 7:50 ) و بالتالي الاستفادة أكثر من ضوء النهار أثناء ساعات الذروة، بينما لو لم يتم تطبيق التوقيت يُصبح وقت غروب الشمس في فصل الصيف عند الساعة 6:30 ويُصبح مُبكراً فنُضطر إلى استخدام وسائل الطاقة للإنارة مُبكراً.
كيف يجب أن يتم تحديد موعد بدء التوقيت الصيفي؟
بحسب الدراسة التي أجراها مركز طقس العرب، فإن تحديد موعد التوقيق الصيفي يجب أن يستند إلى ما يلي:
يجب أن يتفق موعد بداية التوقيت الصيفي مع أهدافه، فعند وصول موعد شروق الشمس في التوقيت الشتوي إلى 5:30 وجب تطبيقه حتى لا يُصبح موعد شروق الشمس مُبكراً للغاية. وهذا الأمر كان متوافق مع موعد البداية المعمول بها سابقا (نهاية آذار).
من المُستحسن توحيد تطبيق التوقيت الصيفي مع العالم الخارجي حتى لا يحدث إرباك، حيث أن جميع الدول المُطبقة للتوقيت الصيفي تبدأ مع نهاية آذار، فخطوط الطيران، الهواتف الذكية، البورصات، العلاقات و الحوالات البنكية جميعها تعتمد على المواقيت.
يُعتبر التوقيت الشتوي (الأصلي) أفضل عملياً من التوقيت الصيفي بالنسبة لشهر رمضان، فإن كان هناك سبب لتغيير موعد تطبيق التوقيت الصيفي فإن تأجيله ليُصبح بعد شهر رمضان هو الأولى.
فوائد الاستمرار بالتوقيت الشتوي في الأردن حتى موعده المناسب:
اعتاد الأردنيون على بدء التوقيت الصيفي في المملكة مع نهاية شهر مارس/آذار، وكان في ذلك توافقا مع الأحداث الفلكية وموعد الاعتدال الربيعي الذي يبدأ بعده عدد ساعات النهار بالازدياد التدريجي على حساب عدد ساعات الليل، وقد يكون بدء العمل بالتوقيت الصيفي نهاية شهر شباط مؤذياً لطبيعة الحياة لدى الأردنيين.
وفيما يلي بعض الفوائد لاستمرار تطبيق التوقيت الشتوي حتى موعده المناسب، بحسب الدراسة التي تم اجراؤها في مركز طقس العرب:
توفير الكهرباء للإنارة: الاستمرار في استخدام التوقيت الشتوي حتى نهاية شهر آذار يُوفر على المواطنين كُلفة إستخدام الكهرباء بشكل كبير أثناء الصباح، حيثُ يكون موعد شروق الشمس مُناسب للأردنيين ما يُغنيهم عن استعمال الأضواء في المنزل صباحاً ، بغية الاستعداد للذهاب إلى المدارس أو الأعمال.
توفير استخدام وسائل التدفئة: عادة يستمر الطقس البارد في الأردن في شهر آذار، واستخدام التوقيت الشتوي في تلك الفترة يوفر على المواطنين كُلفة استخدام وسائل التدفئة، حيثُ تزداد درجات الحرارة بشكل كبير بعد شروق الشمس، مما يؤدي إلى تقليص وقت استخدام وسائل التدفئة.
بدء استخدام التوقيت الصيفي مبكرا يؤدي إلى جعل ذروة حركة السير فجراً و صباحاً، و هو الوقت الامثل لازدياد خطر الصقيع و الانجماد و الضباب خلال أيام البرد التي تستمر حتى في شهر مارس/ آذار، مما قد يرفع من مُعدل حوادث السير، بينما تقل فرص الصقيع بشكل متسارع بعد 21 آذار.
قد يؤدي استخدام التوقيت الصيفي مبكرا إلى معاناة المواطنين واحساسهم بألم نفسي عند الاستيقاظ و التوجُه للعمل أو المدرسة في الظلام و البرد.
تحسن الطاقة الانتاجية للفرد: الاستمرار باستخدام التوقيت الشتوي حتى الموعد المناسب ينعكس إيجاباً على الطاقة الإنتاجية للفرد في العمل و الطاقة الإستيعابية للطُلاب في المدارس شتاءً، فالذهاب إلى المدرسة و العمل و الشمس مُشرقة يختلف عنه في الظلام.
قد يكون قرار استخدام التوقيت الصيفي قبل موعده المناسب غير عادل بحق أهالي القُرى و الأماكن صاحبة الحظ الأقل، حيثُ يعتمد الكثير من سُكّان القرى على الذهاب إلى المدرسة أو العمل مشياً على الأقدام، مما يضطرهم للاستيقاظ باكر جداً، بُغية اللحاق بوظائفهم أو مدارسهم مشيا على الأقدام أو باستخدام المواصلات الشاقة لوقت طويل في البرد و الظلام.
الاستمرار باستعمال التوقيت الشتوي حتى موعده المناسب سيكون مُحاكاة طبيعية لتغيُر أوقات شروق و غروب الشمس، في حين أن التخلي عنه باكرا سيكون مواجهة لظروف طبيعية فُرضت على الأردن بسبب موقعه الجُغرافي بشكل يؤثر على الحياة الاجتماعية سلباً.
البدء بالتوقيت الصيفي شتاءً سيؤدي إلى مُغادرة جُزء كبير من موظفي القطاع الخاص من منازلهم في الظلام صباحاً، و عودتهم إلى منازلهم في الظلام مساءً.
و أهم ما في الأمر أن استخدام التوقيت الشتوي حتى موعده المناسب، سيوفر علينا رؤية أولادنا و بناتنا و هم ذاهبون خوفاً إلى المدرسة في الظلام وحدهم.