بقلم : علي سليم العايدي

الطفل الشهيد ريان .... شهيد البراءة.... شهيد الإنسانية.... شهيد التقصير العربي.... شهيد الاستعداد البائس للطوارئ.... شهيد التخلف في الإنقاذ السريع........ إلخ.
لقد اوجعت قلوب الملايين يا ريَّان لقد ادمعت عيون الملايين يا ريان لقد أمسكت نَفْسَ الملايين يا ريان ولكنك آثرتَ أن تذهب إلى ربٍ كريم وتترك هذه الدنيا الحقيرة بكل تفاصيلها وتجلياتها وكل شيء فيها إلا ذكر الله وما والاه،،،،،
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، كم طفل مثل ريان في وطني العربي؟!!!
كم طفل يقبع في غياهب الفقر والجوع وغياهب الظلم وغياهب المرض وغياهب السجون وغياهب التعذيب وغياهب نقص الدواء وكم طفل يقبع في غياهب البطالة للمعيل وغياهب الجهل وغياهب العمالة وغياهب العنف المجتمعي والعنف الأسري والعنف النفسي والعنف الجنسي والجسدي والعنف الإنساني وهذا أشدَّ أنواع العنف ، ولا أدلَّ على ذلك إلا أطفال غزة وأطفال اليمن وأطفال سوريا وأطفال العراق وأطفال ليبيا وأطفال بورما وأطفال الايغور وأطفال وطني العربي والإسلامي الكبير .
نعم يا ريان لقد أيقظت فينا الإحساس والشعور الإنساني ولو بدرجة بسيطة ولكنك أيقظتها على أي حال نعم لقد حركتَ وزلزلتَ القلوب القاسية وقد تكون أشدَّ قساوةً من الحجارة وإنَّ من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإنَّ منها لما يشقق منها الماء وإنَّ منها لما يهبط من خشية الله ، نعم والله إنَّ قلوب من يقصف ويقتل البراءة في وطني لهي أشدَّ قساوة مما ذكرتُ آنفا .
برأيكم هل ممكن حادثة الطفل ريان تدق ناقوس الخطر لما يجري لأطفالنا في وطني العربي ؟؟!!
الله أسأل أن تكون هذه الحادثة عبرة وذكرى لساستنا وحكوماتنا والتي نستنتج منها الكثير من العبر والدروس أهمها :
1_ أنَّ هذه أمتكم أمةٌ واحدة فلا تتفرقوا يا عرب ويا مسلمين .
2_ لا بد من تفكير عميق ونظرة لما يجري لأطفالنا في شتى بقاع الأرض .
3_ أنَّ الله سائلكم لا محالة عن كل طفل وشيخ ومريض وفقير في العالم الإسلامي .
4_ أن أطفالنا سيمسكون في تلابيبكم يوم القيامة عن كل تقصير في حقهم .
5_ أننا لن نسامحكم فيما فعلتموه بنا وبأطفالنا في حياتنا الدنيا .
6_نطالبكم بحياة كريمة لأطفالنا في العيش والتعليم والعلاج والإبداع....... إلخ .
7_ أنَّ دماء أطفال غزة وأطفال اليمن وأطفال سوريا وأطفال ليبيا وأطفال العراق وأطفال بورما وأطفال الايغور في الصين سترافقكم أينما ذهبتم وستجاوركم في قبوركم وستصاحبكم يوم سؤالكم أمام ربكم ، عندها ابحثوا عن عذر لكم عند ربكم .
ريان لقد حركت مواجع قلوبنا وأقلقت راحة مضاجعنا وأستخرجت خبايا كلماتنا ودغدغت أحاسيس مشاعرنا وامتحنت بُناة أفكارنا وأبكيت عيوننا وأيقظت إنسانيننا، فلا تحزن يا ولدي سينتقم لك الجبار ممن لم يجعلوا لك منتزه قريب من بيتك لتلعب فيه.
سلام لك يا ريان في جنات النعيم وسلام لك يا ريان في الأولين والآخرين وسلام لك إلى يوم الدين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

علي سليم العايدي...... أبو مجاهد....... الأحد 2022/1/6 م....... .