سرايا - في أول شهر من كل عام، تتكاثر الشكاوى من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء المنزلية بشكل كبير، الأمر الذي يزيد من تذمر شريحة واسعة من المستهلكين.



ويذكّر الارتفاع الذي طرأ على فواتير الكهرباء الشهر الحالي بما حصل من ارتفاع في قيم فواتير الكهرباء للشهر نفسه من العام الماضي، إذ طفت على السطح شكاوى المستهلكين من ارتفاع غير مسبوق أيضا في قيم الفواتير وسط مطالبات شعبية بتوضيح الأسباب ليتولى مجلس النواب في ذلك الوقت قضية مساءلة وزارة الطاقة وقطاع الكهرباء الذين أكدوا في ذلك الوقت أيضا أن الزيادة مردها ارتفاع الاستهلاك وأنه لم يتم زيادة الأسعار أو تحميل الفاقد للمستهلكين.


ونشرت هيئة الطاقة والمعادن في ذلك الوقت استطلاعا للرأي على موقعها الإلكتروني حول هذه الزيادة.


هيئة الطاقة والمعادن أكدت، من جهتها، عدم وجود أي ارتفاع على أسعار الكهرباء مؤخرا، مؤكدة أن العمل ما يزال جاريا بالتعرفة الكهربائية المطبقة على القطاع المنزلي منذ العام 2015.


وبشأن الطقس وتدني درجات الحرارة، أكدت دائرة الأرصاد الجوية أن شهر كانون الثاني (يناير) الماضي كان الأبرد منذ بداية الشتاء الحالي؛ إذ انخفضت فيه الحرارة إلى مستويات متدنية جدا.


وقال مدير الدائرة رائد رافد آل خطاب: “إن غالبية أيام الشهر الماضي شهدت فعلا تدني درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة مقارنة بالشهر نفسه من السنوات الماضية”.


بيانات شركة الكهرباء الوطنية تشير إلى ارتفاع مبيعاتها لشركات التوزيع الثلاث؛ الأردنية والتوزيع وإربد، بنسبة 12.6 % الشهر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي وبنسبة 8.7 % عن الشهر الذي سبقه كانون الأول (ديسمبر) 2021.
وبحسب مصادر الشركة، فقد بلغ مجموع مبيعات شركة الكهرباء الوطنية لشركات التوزيع 1906.4 جيجاواط ساعة مقارنة مع 1692.7 جيجاواط في الشهر نفسه من 2021 و1753.4 جيجاواط في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2021.


وأشارت الأرقام إلى أن نسبة الزيادة في مشتريات شركة الكهرباء الأردنية كانت 13.6 % الشهر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي وشركة كهرباء إربد 14.6 % وشركة توزيع الكهرباء 7 %.


أما عن شهر كانون الأول (ديسمبر) 2021، فزادت مشتريات شركة الكهرباء الأردنية بنسبة 10.2 % وكهرباء إربد بنسبة 8.1 % وتوزيع الكهرباء بنسبة 3.8 %.


وفي هذا الخصوص، قال عميد الكلية الوطنية للتكنولوجيا د.أحمد السلايمة “إن تدني درجات الحرارة يؤدي بطبيعة الحال إلى تغير النمط الاستهلاكي وزيادة الاستهلاك وإن كان ذلك بنسب بسيطة، إلا أن هذه النسب تدخل المستهلكين في شرائح أعلى دون أن يشعروا بذلك، وبالتالي زيادة قيم الفواتير”.


واعتبر أن التعرفة الحالية المقسمة إلى 7 شرائح استهلاكية “ظالمة” للمستهلكين بسبب ذلك.


وبين أن أجهزة تسخين المياه والغسالات، مثلا، تحتاج في الأيام الباردة إلى مدة وطاقة أكبر لتسخين المياه من تلك التي تلزم في الأيام الأخرى.


أما بخصوص قضية تخفيض الفواتير التي تم تداولها مؤخرا، فقال السلايمة “إن زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية، وبتأثير من الظروف الجوية، تخفض تلقائيا من الفولتية في منطقة معينة وبالتالي زيادة سحب التيار الكهربائي، إلا أن حساب قيمة الفاتورة لا يتأثر بهذا الانخفاض”.


وبين أن انخفاض الفولتية تعوضه في المعادلة المطبقة زيادة التيار المسحوب.


وأوضح أن المعادلة المطبقة في الحساب هي حاصل ضرب الفولتية مضروبا في التيار المسحوب مضروبا في الزمن.
ومن جهتها، أشارت الهيئة، في بيان لها أول من أمس، إلى أن ارتفاع قيم الفواتير ناجم عن زيادة استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء الحالي الذي سجل أعلى حمل كهربائي في تاريخ المملكة وبلغ 4010 ميجاواط، وأن الشكاوى من ارتفاع فواتير الكهرباء في الأشهر التي تزيد أو تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل ملموس خلال فصلي الصيف والشتاء باتت أمرا متكررا في كل عام، نتيجة انتقال كمية الاستهلاك إلى شريحة التعرفة الأعلى، مؤكدة أن قيمة الفواتير تحدد حسب كمية الاستهلاك وأسعار التعرفة الكهربائية وأن كمية استهلاك الكهرباء المقاسة في العداد تقرأ حسب الكمية لما بعد العداد.


كما أوضحت الهيئة أنها تتابع مستوى الجهد الكهربائي على شبكة الكهرباء ضمن الحدود المسموح بها حسب الكودات الفنية والمواصفة القياسية الأردنية، وأن عداد قياس كميات الطاقة الكهربائية يسجل كمية الطاقة الكهربائية المستهلكة فعليا.

• إقرأ أيضاً : دعوات لتشديد الرقابة والالتزام بالاشتراطات الصحية بعد ارتفاع الإصابات
• إقرأ أيضاً : فريحات : القراءة التي يسجلها عداد الكهرباء صحيحة
• إقرأ أيضاً : اصابات بحادث صدم متعمد وشرطة العقبة تلقي القبض على المتهورين .. فيديو

الغد