05-03-2008 04:00 PM
أتصرف مع دنياي كالعائد للحياة من بعد الموت ، وأحاول استثمار كل دقيقة من وقتي بما هو مفيد ومثمر ،بما هو ايجابي ، غادرت كل الشلل ، غادرت السلبية ، وها أنني – ومنذ سنين- كنت قد أقلقت بيوت العزاء في قلبي ،أغلقت الحانات ، طردت الكسل ، وبدأت حربا ضد الضعف ، ضد الجهل، وقد قررت واعيا ، مصمما فرح ، أن أشمر عن هذا العمر قائلا ....حيا على الحياة....
والحياة ، فصول ومواقف ، تعب وكد ، انجاز ونجاح ،مغامرة شيقة ضمن سلسة من المعارك المتواصلة التي تشكل حربا عظمى ، هي سيرة الفرد منا في هذه الحياة ، ولكنما ،يبقى الحب هو أجمل تفاصيلي وأرقى معاركي ، وهو مصدر الطاقة الذي لا ينضب ، الحب ، سدي العالي ، فيهطل بأمواجة على قلبي ، لتنبعث هذه الحياة من أجل هذي الحياة...
أسمع كثيرا عن مشاريع الربط الكهربائي بين الدول ، وأنا ، ومنذ بعض مقالات ، كنت قد قررت أن أدخل واياكم في مشروع عملاق ، لا للربط الكهربائي ، وانما للربط العاطفي ، بيني وبينكم ،بين قلبي وقلوبكم ، بين اغماضة الأهداب من جفوني على جفونكم ، وسأزودكم يا أصدقائي ، بآخر الخفقات دوما ،وسأتشارك معكم وللأبد ، بالنبض كله وأشارككم الآهات، والوله والوجد، هذا وعد ، وعد من فارس عاشق ، يحبكم ، ولذا ، فهو لن يخلف هذا الوعد....
في الصيف الماضي كنت قد قابلتها ، صدفة بحجم هذا العمر ، الا أنها غادرت ، دهرا من العمر ، أو الف عمر من الدهر ، غادرت ، لكنها لم تغادرني .....( ألا زالت تذكر وجهي العربي الأسمر) ،قصيدة كتبتها في استحضارها ، القصيدة تقول:
حين تمتلئ بالأشجان قيثارتي/ أذكرك/ وأنا المملوء وهما /وأملك اللاشيئ ولا أملكك....وكبوح الحمام للحمام/ حنين يمزقني اليك/ ولا أنام/ والمخبوء في صدري / وجع وحلم وحبور/ناظر في الغياب بلا تأن/ لعلي أنظرك ....والمحدقة في الظلام / عينان/ عينان تختصران الزمان في لحظتك / لحظة الوجه الجميل / قابل عيني فأبتسمت / من وهج اللقاء/ عيناي لمبسمك....ويسقط من اللامنتهى / ورد ومطر / ويحلق بالحب عصفور صغير/ وترقص بالعشق صبية / ويرقص في الصدر فؤاد / فؤاد قد عاد لي / حين كان الله يطل عليه ... بطلتك..../ وأنت الحكاية اللامنتهاة /وأنت البحار / والمد والمحار/ واللؤلؤ المخبوء /محض تألق ...... من لؤلؤك.....
وعادت يا رفاقي ، وبعودتها ، عدت من جديد ، كالصقر ، أحلق فوق الحدود ،باحثا عن الينابيع ، باحثا عن الأنهار ، أمر على الغابات ، أنام على أعلى الاشجار....والصقر يا ساداتي ، ولو كان جريح ، الا أنه عاشق للفجر والندى ، عاشق للسفر مع الريح ، وأسافر ، في تلك العينين الخارقتين ، أفتش في ذاك القلب عن ذاتي ، أحاول رسم هذا العالم وفقا لخفقاتي ، والصقر ينفض جناحيه ، ويحلق فوق كل الغيوم ، يلمس الكواكب حين تحن للماء والعشب تلك الكواكب ، كل ذاك ببساطة ، لأن هذا الصقر ، صقر عاشق.....
هشام البستاني ، رفيق وصديق ، الا أنه عملي جدا ، وماركسي متشدد ، من اسبوع زارني ، فأخذت أحكي عن دور المرأة في حياتي ، سواءا أكانت أم أو أخت أو حبيبه ، قلت ، أن لدي ملامسة دائمة لحدود الجنون ، ولطالما تضايقت ، ولطالما اكتئبت ، لطالما كنت قد قررت أن أضع حقيبتي على ظهري وأن أعبر الطريق الطويل ، في تيهه، تائها أسير ، الى أين... لا يهم ، كل ما في الأمر أني كنت مرات أختنق ، فأفكر بالمدن البعيدة والشواطئ الغريبة والسفن التي لا تحمل الا رغبات بالرحيل...
قلت أن المرأه ، كانت أساسا دائما لتوازني ، فما أن أعود للبيت وأرى الحجة ، حتى يهدأ قلبي كطفل صغير ، حتى يعود دماغي من بلاد الجنون الى بلاد الواقع ، وحدثته عن الحبيبة ، ما معنى أن يكون لدى الرجل حبيبة ، ما معنى أن يتجاوز الذكوري باتجاه الرجولي ، باتجاه الفروسية ، ما معنى أن يكون الرجل أكبر من كل ما هو صغير ، أعظم من كل ما هو تافة ، وراق ، كصباحات الربيع ، وعطر ، كعطر المتصوفين ، ومحلق ، كالصقر فوق الجبال البعيدة...
أخبروني عن فارس غير عاشق ، أخبروني عن عظيم لم يكن العشق الهامه...
وقلت عن الحب وقلت....
الا أن صديقي هشام فاجأني برأي مؤلم ، برأي يشبة معادلات الفيزياء ، قال لي أن الحب لا يعدوا عن كونه درجة من المازوخية ، وأشارالى أن نظرتي مجرد نظرة فلسفية غير دقيقة ، تعطي للمرأة ما هو أكبر من الحقيقي ، ورأيته يزدري مني هذا الرأي ، باعتباري مثقفا ، ويجب أن أكون دقيقا في ما أقول....
صعقت ، فأنا الذي أمر في هذه الحياة مقررا أن لا سيدا علي ،وأراني ، ولو جائع على رصيف بعيد على شاطئ مهجور ، خير من أن أكون تابع ذليل.... أصلا أنا دائما أسأل ، لماذا في هذه الحياة ملك ورعية ، لماذا يوجد شيخ وأفراد قبيلة ، كيف للانسان أن يكون تابع ، ما معنى أن يتبع الانسان لانسان آخر ، والعبودية ؟ كيف يرتضيها العبد ، ويقال عن حبي أنه مازوخبة ، وأنا الذي يعتمر صدري كالنار وتتزاحم أفكاري احتراقا كالبرق ، كالأعاصير ....كالرعود....
أود أن أسألكم وصديقي ، هل من الممكن أن يكون الانسان ثائرا ان لم يكن عاشق..؟؟؟؟؟
علام اذا كتب الشعراء قصائدهم وعلام اذا تقوم الحروب؟؟؟
علام اذا كل هذه الموسيقى والكتب والرقصات؟؟
علام اذا يحتمل المرء كل النكد في هذه الحياة؟
الحب يا سادتي ، هو أن تكون تحت الأرض مدفونا ، فتسمع الذي به تحلم ، فتخرج للحياة ، تنبعث من جديد..... والحب ، هو ذاك الشعور ما بين القلق والراحة ، شعور يحدث في القلب اخفاقة ، فتتألم ، الا أنه ألم جميل ، ويكبر فيك الانسان النبيل ، وتعتريك مسحة من الحزن نبيلة ، ربما تبدو سارحا بعض الشيئ ، الا أنك تكون مركزا بالتأكيد في ما هو فوق التركيز ، وتبدو، نظيف القلب ، نظيف اللسان ، لا جسدا غرائزيا ، وانما روح ، اذ أنت تحب ، روحا عملاقة أنت تصير....
صباح عمان هذا اليوم يا أصدقائي ، مليئ بالشمس وبأصوات العصافير ، وها أن الربيع قد بدأت قوافله في القدوم ، أولا نستعد للربيع ، أو لا نسقيه منا حبا ورقة ، لنكن في هذا الربيع ، رقيقون كالربيع ، لنكن جنودا عاشقين ، نحن نقف على الجبهة يا أصدقائي ، نحمل البندقية بيد ، وبالأخرى صورة للحبيبة ومنديل.....
وانت ، يا ملاكي ، يا حلمي ، يا لله ، كم أحبك ، يا لله ، كم أنتظرك ، يا لله ، كم أنت في حياتي ، حدث مجلل عظيم....
سيمر النسيم بالتأكيد على مدينتنا هذا المساء ، أن مر يا حبيبه ، فتذكري أن لا بد من أوكسجينة قد غادرت صدري مع النسيم ، فافتحي شباكك يا غاليتي ، واستنشقيني ، حتما ، سأمر عليك ، حين يمر النسيم....
أصدقائي ، أتمنى لكم نهاية أسبوع جميلة......
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-03-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |