10-02-2022 07:46 AM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
وانا أقف بين يدي الله في احد المساجد لاداء صلاة الظهر، لفت انتباهي،من خلال خبرتي الطويلة في أسواق البالة، ان من هم أمامي،في الاغلب يلبسون ثيابا شبه مهترئة مضى على استعمالها زمن طويل، فلونها كالح، وتصميمها قديم، اي انها مشتراة من (البالة) بثمن بخس وحسب قدرات كل واحد منهم، أو هي إحدى عطايا احد الاغنياء او الاثرياء لهم،
فالراتب لا يكفي، لسداد اقساط الديون، ولشراء مستلزمات البيت الشحيحة والمنتقاة بعناية، وذلك ليكمل الشهر ايامه القادمة بالستر والرحمه ليصل بدايه الشهر القادم، دون أن يحتاج رب الأسرة ومعيلها بالكاد عشرة دنانير من جاره او اخية او صديقه، فالاسعار بارتفاع جنوني وكأنك تراقب بوصة أسهم، فلا رقيب ولا حسيب، وذلك تطبيقا لسياسه السوق المفتوح، الذيفتح أبوابها موصدة على كل العائلات الاردنية الفقيره، الأمر الذي جعل تجار الخضار يفرزون الخضار والفاكهة لديهم درجات من حيث الجودة، لتناسب كل* المداخيل وحتى لا تكسد البضاعة وترمى في الحاويات، فتجد الاكتظاظ على خضروات وفاكهة الدرجة الثانية والثالثة، ورفوف المترفين شبة خاليةمن الناس*،
فالكل يصرخ بصمت وأصواتا واحتجاجات غير مسموعة وغير مرئية، لعدم كفاية ما في الجيب ولارتفاع الاسعار الذي يناطح السماء،
فلا حكومة تنظر لهؤلاء بعين المسؤولية والرحمه الممزوجة بالشفقة، وتعمل على الحد من جشع التجار غير المحدود وغير الملتزم بادنى معايير الانسانية، ولا زيادة في الرواتب لمواجهة ذلك، إلا النذر اليسير، فالضمان الاجتماعي ان زاد المتقاعدين تكون الزيادة بشكل خجول ولرفع العتب ، بالفلسات او القروش
والدولة أيضا مديونة ومسروقة لاصحاب الكروش الممتلئة التي لا تمتلئ، فلا زيادة منظورة *ولا مأمولة، وترى المواطن يستغيث ولا من مجيب، فالاغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون التصاقا بالفقر،، فتجد رواتب بعض المسؤولين تجاوزت المعقول وقفزت فوق كل الحدود ويُنظّرون عليك ايها المواطن بكلامهم المعسول الذي كما يقال لا يسمن ولا يغني من جوع،ان تحمل فكلها اشهر وتحل جميع مشاكل الاردن، هذه الاسطوانة المشروخة التي عزف عليها عدد من رؤساء الوزارات ولا زالوا، وبالمقابل حكومات خالية الوفاض وعديمة الفعل والحركة وكل يعمل على شاكلته، ونواب يتعاركون ويتشاجرون وليس لهم بالمواطن شأن، وأكثرهم مواقفهم متذبذب كاسعار الخضار، ومرهونة بمصالحهم الذاتية الضيقة غير المسؤوله، في النهاية ضحي يا فقير، فأكثر المضحين لوطنهم هم الفقراء في الغالب، فما لكم إلا الله لعله يحدث أمرا في نهاية المطاف