10-02-2022 02:08 PM
سرايا - هل يحمي قانون الدفاع وأوامره الموظفين أم يفصلهم ؟
إذا ظن مجلس إدارة " الرأي " وادارتها التنفيذية، أنهم سيمضون في قراراتهم بفصل زميلة وزملاء صحفيين وإداريين ، على خلفية مطالبتهم بابسط حقوقهم "رواتبهم الشهرية" دون أن يدفعوا ثمن ذلك ويتراجعوا عن القرارات ، ويعيدوا الحق إلى اهله ، فهم واهمون . فالعناد والتجبر والرد الانفعالي لا يصنع مؤسسات ولا يحل أزمة .
هذه القرارات المدانة والمستنكرة لا تستند إلى أدنى شعور بالإنسانية واحساس بالمسؤولية وتفتقر للحكمة ، تجاه زميلات وزملاء ، يطالبون برواتبهم لاستمرار حياتهم والوفاء ببعض التزاماتهم ، فبدلاً من استيعابهم والحوار معهم وبذل كل الجهود لصرف رواتبهم، تلجأ الادارة إلى قرارات فصل في هذه الظروف الصعبة مخالفة قانون الدفاع وأوامره التي تمنع المس بالعاملين وفصلهم ، والذي تدعي الحكومة أن استمرار العمل به للمحافظة على الأردنيين في وظائفهم لا فصلهم ، فضلاً عن أن القرارات تساهم في تصعيد الأزمة التي ربما تتطور إلى ابعد مما هي عليه ، خصوصاً أن مثل هذا الإجراء الأرعن يُكسب المتضررين منه تعاطفاً كبيراً .
ما ذهب إليه مجلس الإدارة ، وما يسعى إليه ربما تصفية المؤسسة وتقليص عدد العاملين فيها إلى اقل من الثلث ، وربما حرف البوصلة ووهّم القوة ورسالة رعب للآخرين ، لثنيهم عما هم ذاهبون إليه، فكل من يحتج ويطالب سيلقى المصير ذاته ، فهم يعرفون ظروف الزميلات والزملاء ، الذين تحملوا الكثير ، وحاجتهم للعمل ، لكن ، ما هكذا تورد الإبل وتدار المؤسسات يا مجلس ، ذلك أنكم أخطأتم وخاب مسعاكم ، ولابد أن تعودوا للفضيلة .
إن مسؤولية مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية وواجبهم العمل دون كلل أو ملل ، لايجاد الحلول لإخراج المؤسسة من أزمتها ، والوفاء بالالتزامات تجاه العاملين ، الذين لا يتحملون مسؤولية ما وصلت إليه ، لا تصفية الحسابات والتلويح بما يسمى الهيكلة والحل على حسابهم .
أما الحكومة التي تتنصل من مسؤوليتها تجاه ما يحدث للصحافة الورقية التي حملت وما زالت رسالة الدولة ، نقول : إن دعم الصحف ووسائل الإعلام الأخرى هو واجبها كما هو في اعتى الديموقراطيات في العالم ، لإن هذا حق الجمهور بالمعرفة والاطلاع ، وأن البلاء الذي حل بها وما آلت إليه في غالبه ، بسبب تدخلات الحكومات المتعاقبة ومؤسساتها بشكل أو بآخر ،والتي استخدمتها لتوجهاتها ،وفرض أجندتها ، ما يقتضي منها ليس منّة أن تساندها في أزمتها لا أن تتخلى عنها ، بعد أن استنفذت اغراضها منها ، وتدفع بمئات الأسُر إلى مصير مجهول .
نقف إلى جانب الزميلات والزملاء في " الرأي " ونتضامن معهم ، لأننا نقف مع انفسنا ، مثلما نقف إلى جانب كل وسائل الإعلام ايماناً وقناعةً بالدور والرسالة .
طارق المومني