12-02-2022 08:28 AM
سرايا - تحمل كاميلا، زوجة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، ألقاباً عديدة. فهي في إنجلترا مثلاً دوقة كورنوال، وفي اسكتلندا دوقة روثيسي.
من الناحية القانونية، لقبها أميرة ويلز، لكنها لم تستخدم هذا اللقب. أما بالنسبة لتشارلز فهي ببساطة "زوجتي العزيزة".
وأعلنت الملكة إليزابيث الثانية، مؤخرا بمناسبة احتفالها باليوبيل البلاتيني (مرور سبعين عاما على تربعها على عرش بريطانيا) أنها ترغب بمنح كاميلا، صفة الملكة القرينة، عندما يعتلي نجلها الأمير تشارلز ، العرش.
طفولة مثالية
ولدت كاميلا روزماري شاند في مستشفى "كينغز كوليدج" في 17 يونيو/حزيران 1947. كان والدها، بروس، ضابطاً في الجيش ونال وسام الصليب العسكري مرتين، قبل اصابته ووقوعه في أسر الألمان خلال معركة العلمين في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية.
أمضى الوالد بقية الحرب في الأسر وبعد عودته إلى بريطانيا بنهاية الحرب أصبح تاجر خمور.
كانت والدتها، روزاليند، من أوائل الشخصيات التي حصلت على لقب شخصية العام لتدخينها السيجار، وهي حفيدة أليس كيبل، عشيقة الملك إدوارد السابع.
كان بيت العائلة عبارة عن منزل كبير من القرن الثامن عشر عند سفح ساوث داونز في ساسكس.
وفي كل عام، كانت تُفتح حدائقه الجميلة للاحتفالات الصيفية لحزب "المحافظين" البريطاني.
كانت كاميلا الابنة الكبرى للزوجين، وعاشت طفولة سعيدة في اوساط الطبقة العليا من المجتمع ووصفت طفولتها بأنها كانت "مثالية من جميع النواحي".
كان يسود المنزل الذي نشأت فيه، جو مريح مليئ بالأطفال والكتب والحيوانات الأليفة. التحقت بمدرسة ابتدائية في القرية حيث كان يقدم للأطفال الحليب الطازج من مزرعة مقابلة للمدرسة مباشرة.
كانت تغطي غرفة نومها بالورود التي فازت بها في الألعاب الرياضية. كما كانت مشغوفة بالخيول في سن المراهقة.
بداية ظهورها في المجتمع
في عام 1958 التحقت بمدرسة كوينز غيت في كنسينغتون في لندن، لكنها غادرتها لإنهاء دراستها في سويسرا في عمر السادسة عشر.
تتذكر ذلك قائلة: "أعتقد أننا في تلك الأيام لم نكن نلقى التشجيع لإكمال الدراسة حتى المرحلة الجامعية".
"أعتقد أن الفتيات الذكيات استمروا في الدراسة ولكن لم يكن هناك من يمنحنا الكثير من الإلهام للاستمرار. لذلك، التفتنا إلى استكشاف جامعة الحياة".
ودرست كاميلا اللغة الفرنسية في المعهد البريطاني في باريس.
أقام والداها حفل كوكتيل لها في "سيرسي" وهو مكان فاخر في نايتسبريدج بلندن حضره 150 شخصاً، بينهم العديد من الخطاب المحتملين الأثرياء. كان أحدهم ضابطاً وسيماً يُدعى أندرو باركر بولز الذي ظل على علاقة متقطعة معها على مدار سبع سنوات.
واعد أندرو نساء أخريات، بعضهن صديقات كاميلا. كتبت كاميلا ذات مرة رسالة غيرة بأحمر الشفاه على الزجاج الأمامي لسيارته، وعبثت بإطارات سيارته.
مارست كاميلا العديد من الأعمال بما في ذلك تصميم الديكور الداخلي الذي لم تستمر فيه اكثر من اسبوع، حيث تم طردها من العمل لوصولها متأخرة بالرغم من قرب مكان إقامتها من مكان العمل.
لقاء الأمير تشارلز
كان أمير ويلز تشارلز يبلغ من العمر 22 عاماً عندما التقيا. وكان قد تخرج لتوه طياراً في سلاح الجو الملكي البريطاني، وكان على وشك الانضمام إلى البحرية الملكية.
قدمتهما لبعضهما صديقة مشتركة، المؤرخة التشيلية لوسيا سانتا كروز، في أوائل السبعينيات. وفقاً لكاتبة سيرته الملكية بيني جونور، كانت سانتا كروز تغيظهما مازحةً حول العلاقة التي كانت بين الملك إدوار وعشيقته أليس كيبل، جدة كاميلا.
وكانت تقول لهما: "أنتما الاثنان كونا حذرين للغاية، فهناك سوابق وراثية".
ومع بدء مواعدة باركر بولز للأميرة آن، بدأت كاميلا في رؤية تشارلز.
كان يُعتقد أن كاميلا لا تفي بالشروط المطلوبة لملكة المستقبل لأنها لا تنتمي إلى علية الطبقة الارستقراطية، وبسبب تاريخها الطويل في العلاقات الغرامية.
بينما كان تشارلز على بعد آلاف الأميال، على متن فرقاطة في منطقة البحر الكاريبي، اخبرته كاميلا أنها ستتزوج أندرو. فكتب لها الأمير بحزن قائلا إن "الشعور بالفراغ سيتلاشى في نهاية المطاف".
الزواج الأول
أقيم حفل الزفاف في عام 1973 وكان حدث المجتمع في ذلك العام، حيث حضرت الأميرة مارغريت والأميرة آن والملكة الأم من بين 800 ضيف.
و تمت دعوة الأمير تشارلز، لكنه اعتذر عن الحضور لأنه كان لا يزال يخدم في جزر الهند الغربية.
أصرت كاميلا على عدم السكن في المجمعات السكنية الخاصة بالجيش لذا أمضى أندرو وقتاً طويلاً بعيداً عنها وواعد نساء أخريات أثناء ذلك.
كان ذلك مصدر إزعاج لكاميلا، لكنها كانت تتمتع بالحياة المنزلية المستقرة التي أرادتها، حياة مليئة بالأحداث المدرسية والصيد وحفلات البولو. وضع الزوجان مصلحة الأطفال في المقام الأول دون التفكير في الطلاق.
بعد ولادة ابنتها، عادت كاميلا إلى علاقتها بتشارلز. قدمت كاميلا دعماً عاطفياً للأمير الذي كان يحاول أن يلعب دور وريث العرش.
كان الأمير بحاجة ماسة إلى رفيقة قريبة منه يستطيع أن يبوح لها بما يجول في خاطره.
علم أندرو باركر بولز بعلاقتهما، لكنه قرر عدم إثارة أي ضجة ليقينه بأن تلك العلاقة عابرة ولن تصل إلى مرحلة مقلقة.
طلاق كاميلا
عاش أندرو وكاميلا منفصلين لفترة طويلة لكنهما قررا الطلاق في نهاية المطاف.
وجدت كاميلا نفسها تحت رقابة الصحف دون أي نوع من الحماية التي تتمتع بها العائلة المالكة. كما كانت تشهد تدهوراً بطيئاً في صحة والدتها بسبب ترقق العظام.
عندما أعلن رئيس الوزراء، جون ميجور عن انفصال الأميرة ديانا عن الأمير تشارلز في البرلمان، أضاف أن الأمير "ليست لديه نية للزواج مجدداً".
لقد كان ذلك تصريحاً لاسترضاء الكنيسة الأنجليكانية والرأي العام الذي ألقى باللوم على كاميلا في تدهور علاقة تشارلز وديانا وبدا أنه حكم عليها بالبقاء بمرتبة العشيقة إلى الأبد.
وفي عام 1997، عندما ماتت ديانا في حادث سيارة في باريس ظهرت ردود فعل شعبية غاضبة ضد العائلة المالكة، وخاصة ضد زوجها السابق تشارلز. بذلت كاميلا قصارى جهدها لتكون بعيدة عن الإعلام والأضواء خلال تلك المرحلة العاصفة.
كانت الملكة ضد علاقة كاميلا وتشارلز خشية تسببهما بالمزيد من الضرر للأسرة الملكية، لكن بالنسبة لتشارلز كانت علاقته بكاميلا أمراً "غير قابل للنقاش".
وبعد ذلك بعامين، خفت حدة المزاج العام، وظهرت صورة تشارلز وكاميلا معاً لأول مرة.
التقت كاميلا بالملكة في حفل خاص في عام 2000 والأهم من ذلك أنها أقامت علاقة قوية مع أبناء تشارلز، وليام وهاري.
تم الإعلان عن ارتباطهما رسمياً في فبراير/شباط 2005.
دوقة كورنوال
لم يكن بإمكان الزوجين عقد قرانهما مدنياً في كنيسة قلعة ودينسور فتقرر إقامة حفل زفاق في مبنى غيلدهول في ودينسور.
كانت كاميلا متوترة للغاية خلال الحفل خشية أن يرميها أحد محبي الأميرة ديانا ببيضة.
لم تحضر الملكة، بصفتها رئيسة الكنيسة الأنجليكانية، حفل الزفاف. لكنها استضافت حفل استقبال وألقت كلمة قصيرة ومؤثرة خلاله. وأصبحت كاميلا منذ ذلك الحين صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوال.
قامت كاميلا بجولات ملكية إلى العديد من البلدان مثل أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا والأردن، إلى جانب رعاية الكثير من الأعمال الخيرية، مثل جمع الأموال لضحايا العنف المنزلي، أو الذين يعانون من هشاشة العظام، أو الأميين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة.
ومن جانب آخر، حافظت كاميلا على علاقة طيبة مع زوجها السابق، أندرو ب واحتفظت بمنزلها في ويلتشير حيث يمكنها قضاء بعض الوقت بمفردها مع أبنائها وأحفادها.
في فبراير/شباط 2022 أعربت الملكة إليزابيث عن "رغبتها الصادقة" في أن تُعرف كاميلا باسم الملكة القرينة عندما يرث تشارلز العرش.