13-02-2022 08:27 AM
سرايا - مع تأكيد البيت الأبيض أن روسيا ستواجه "كلفة باهظة وفورية" إذا غزت جارتها، لم تنجح الجهود الدبلوماسية المبذولة السبت لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية في تخفيف التوتر. فيما تحدث الكرملين في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن عن "تكهنات استفزازية يمكن أن تقود إلى نزاع في أوكرانيا.
من جانبه، ندد الكرملين بتصريحات الدول الغربية حول غزو روسي وشيك لأوكرانيا، معتبرا أنها "تكهنات استفزازية" يمكن أن تقود إلى نزاع في الدولة السوفياتية السابقة، وفق ما جاء في بيان له حول المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتصاعد التوتر قبل أسابيع عقب حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود جارتها الغربية، وتفاقم مع إجراء الكرملين أكبر مناورات عسكرية روسية منذ سنوات في البحر الأسود.
ووفق البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الروسي خلال محادثة هاتفية إنه "إذا قامت روسيا بغزو إضافي لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا سترد بشكل حاسم وتفرض كلفة باهظة وفورية على روسيا".
كما شدد بايدن على أنه "فيما تبقى الولايات المتحدة مستعدة للجوء الى الدبلوماسية... نحن مستعدون في الوقت نفسه لسيناريوهات أخرى".
وقال مسؤول أمريكي للصحافيين إن المكالمة كانت "مهنية وغنية"، لكنها لم تؤد إلى "تغيير أساسي في الدينامية التي نشهدها منذ أسابيع عدة".
وزادت وزارة الدفاع الروسية التوتر بإعلانها أنها طاردت غواصة أمريكية زعمت أنها عبرت إلى مياهها الإقليمية قرب جزر الكوريل في شمال المحيط الهادئ.
وكشفت الوزارة أنها استدعت الملحق العسكري الأمريكي في موسكو على خلفية الحادثة، فيما اكتفت وزارة الدفاع الأمريكية بالقول إنها على علم بالتقارير حولها.
ولاحقا أصدر الجيش الأمريكي بيانا جاء فيه أن "لا صحة للمزاعم الروسية بشأن عملياتنا في مياههم الإقليمية".
وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ الكابتن كايل راينز إنه لن يعلق على المواقع الدقيقة للغواصات الأمريكية. لكن راينز أضاف "نحن نطير ونبحر ونعمل بأمان في المياه الدولية".
وكان بوتين قد بدأ نشاطه بعد الظهر بمحادثة مع الرئيس الفرنسي استمرت 100 دقيقة بحسب الإليزيه.
وقال الإليزيه إن ماكرون حذر نظيره الروسي من أن "حوارا صادقا لا يتلاءم مع تصعيد عسكري" على الحدود الأوكرانية.
وأوضح الإليزيه أن ماكرون وبوتين "أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار"، لكنه على غرار واشنطن لم يسجل تحقيق تقدم.
"استفزازات محتملة"
عمدت روسيا إلى سحب عدد من موظفيها الدبلوماسيين من أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية في موسكو إن قرارها يعود إلى مخاوف من "استفزازات محتملة من جانب نظام كييف".
تطالب روسيا بضمانات أمنية ملزمة من الغرب، تتضمن تعهدا بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وعدم التوسع بضم أوكرانيا.
رفضت واشنطن قطعا هذه المطالب وعرضت في المقابل مناقشة اتفاقية أوروبية جديدة لنزع الأسلحة مع موسكو.واعتبرت روسيا المقترح الأمريكي غير كاف.
في الأثناء، طلبت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وإسرائيل من مواطنيها مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت مشيرة إلى التهديد المتزايد بغزو روسي.
أعلنت كندا السبت إغلاق سفارتها مؤقتا في كييف ونقل أنشطتها إلى مكتب في لافيف غرب البلاد "بسبب تدهور الأوضاع نتيجة انتشار قوات روسية على الحدود".
كما أعطت أستراليا توجيهاتها لإجلاء جميع موظفي سفارتها المتبقين في كييف، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الأحد.
كذلك، أعلنت شركة الطيران الهولندية "كي ال ام" أنها ستعلق الرحلات الجوية التجارية إلى أوكرانيا حتى إشعار آخر.
وانضمت ألمانيا وبلجيكا وهولندا إلى دول أوروبية نصحت رعاياها بمغادرة أوكرانيا، فيما طلبت السفارة الأمريكية من "معظم" موظفيها في كييف المغادرة.
ودفع احتمال مسارعة مواطنين غربيين لمغادرة أوكرانيا، بوزارة الخارجية الأوكرانية إلى الطلب من المواطنين "التحلي بالهدوء".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة تفقدية للقوات المنتشرة قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا "الآن، أكبر عدو للناس هو الهلع".
وتظاهر آلاف الأوكرانيين في كييف لإظهار وحدة الصف في ظل تنامي المخاوف في البلاد.
وكانت التوقعات العسكرية الأمريكية أشارت إلى احتمال انتظار الكرملين لما بعد انتهاء ألعاب بكين في 20 شباط/فبراير، قبل شن هجوم، مراعاة للحليف الصيني.
وسعى القادة الأوكرانيون إلى التقليل من احتمالات نشوب حرب شاملة، لما تلحقه من ضرر بالاقتصاد المتعثر وبمعنويات الرأي العام.غير أن المزاج في أنحاء البلاد لا يزال متوترا.
وأعلن مكتب رئيس بلدية كييف أنه أعد خطة إجلاء في حال الطوارئ لسكان العاصمة البالغ عددهم ثلاثة ملايين، على سبيل الوقاية.
لم يعلن ساليفان الجمعة ما إذا كانت الولايات المتحدة توصلت إلى أن بوتين اتخذ قرارا بشن هجوم.
ونقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والألمانية عن مصادر استخبارات ومسؤولين قولهم إن حربا يمكن أن تندلع في مرحلة ما بعد انتهاء محادثات بوتين مع المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء.