13-02-2022 08:48 AM
بقلم : الدكتور محمد عبد الستار جرادات
المفاوضات الروسية مع الغرب دون جدوى بشأن التعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو والتراجع عن عدم نصب صواريخ استراتيجية في دول (أوكرانيا ، بلغاريا ، رومانيا و بولندا) تهدد الأمن القومي الروسي.
الأمر الذي زاد حدة التوتر بين أوكرانيا وروسيا ، لكن تأكيدات موسكو بأنها لا تنوي غزو أوكرانيا رغم إصرار الولايات المتحدة الأمريكية بأن الحرب باتت شبه مؤكدة بوجود غزو روسي اعلامياً وكذلك تحديد الولايات المتحدة الأمريكية ساعة الحرب هدفها توريط بوتين بحرب وبالتالي فرض عقوبات وحصار اقتصادي واستنزاف عسكري الى ان تنهار روسيا وتبقى امريكا هي الوصي على أوروبا وروسيا.
سنشهد مع زيادة حدة التوتر في حال تورطت روسيا بالغزو مزيداً من الارتفاعات على اسعار النفط وحسب اغلاقات الاسواق يوم الجمعة ١١-٢-٢٠٢٢ حيث وصل سعر البرميل الى 95 دولار ، مع التوقعات بأن الحرب على الأبواب وكذلك نقص المعروض عالمياً نتيجة توقعات الطلب مع تخفيف القيود المرتبطة بكوفيد-19 عالمياً هذا دفع السعر الى الارتفاع الى اعلى مستوياته منذ سبع سنوات ، رغم ان منتجي النفط حول العالم لديهم القدرة على الانتاج ليناسب الطلب ويقلل من أثر الأسعار المرتفعة.
ورغم تعهد الولايات المتحدة بضمان امدادات أوروبا من الغاز إلا أنها تعتمد على الغاز الروسي الأقل كلفة لها حيث تستورد 50% من احتياجاتها من روسيا. وتستخدم روسيا هذه الورقة كأداة ضغط جيوسياسية الأمر الذي ادى الى رفع اسعار الغاز الى مستويات قياسية.
كما تسعى دول الحلف الأطلسي لإيجاد حلول منها تصدير الغاز الجزائري والتي تملك احتياطيات كبرى بتصديره عبر الانابيب الى ألمانيا المستهلك الأكبر باستقباله من خلال اسبانيا عبر المغرب و تمتلك اسبانيا قدرة تخزينية 30% من ما تستهلكه أوروبا.
لكن هل يمكن اقناع الجزائر حليفة الروس بذلك والتي تعتبر المزود الثالث لأوروبا بنسبة 13% بعد النرويج وتأتي بعدها الولايات المتحدة بنسبة 6% وقطر 5%.
كما تصدر روسيا واوكرانيا القمح للعالم بنسبة 30% من حجم الانتاج العالمي والذي سيتأثر بالارتفاع لأسعار غير مسبوقة نتيجة اندلاع الحرب مما سينعكس على الدول غير المنتجة.
ان عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي رغم زيادة الطلب نتيجة تعافي اقتصاديات الدول من أثر جائحة كورونا وبنفس الوقت نقص زيادة الإمدادات او تعويض المخزون سينعكس على الأسعار من خلال ارتفاع الكُلف والتي ستزيد معدلات التضخم وسترتفع اسعار الذهب كملاذ آمن بالاضافة لظهور تحالفات جديدة بين الدول سيؤثر على التبادل التجاري بين الدول وجميع هذه العوامل ستؤثر على الاقتصاد العالمي.
الخبير الاقتصادي - الدكتور محمد جرادات
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2022 08:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |