14-02-2022 08:51 AM
سرايا - قالت الحكومة السعودية -امس الأحد- إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نقل 4% من أسهم شركة أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي بالمملكة.
وقال ولي العهد -رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة- إن الأسهم المنقولة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تبلغ قيمتها حوالي 80 مليار دولار، ستساهم "في تعزيز مركز الصندوق المالي القوي وتصنيفه الائتماني المرتفع على المدى المتوسط".
وأضاف أن الدولة لا تزال المساهم الأكبر في أرامكو السعودية بعد عملية النقل، إذ تمتلك أكثر من 94% من إجمالي أسهم الشركة.
وقال ولي العهد إن نقل هذه الأسهم يسهم في دعم خطط الصندوق الهادفة لرفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو 4 تريليونات ريال سعودي (1.07 تريليون دولار) بنهاية عام 2025.
ونقلت وكالة رويترز عن مونيكا مالك كبيرة خبراء الاقتصاد لدى بنك أبو ظبي التجاري، قولها "إن هذه العملية تدعم التوقعات الخاصة بتدبير صندوق الاستثمارات العامة للأموال دوليا، بما في ذلك السندات، ويمكن أن تدعم المضي في بيع أسهم لأرامكو في المستقبل".
وقالت أرامكو السعودية في بيانها "إن عملية النقل هذه هي عملية خاصة بين الدولة والصندوق، والشركة ليست طرفا فيها، ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها، ولا يترتب على الشركة أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل"، وأضافت أن هذه الخطوة لن تؤثر على العدد الإجمالي لأسهم الشركة المصدرة، وأن الأسهم المنقولة هي أسهم عادية مماثلة لأسهم الشركة العادية الأخرى.
وتابعت قائلة "لن يكون هناك تأثير على أعمال الشركة، أو إستراتيجيتها، أو سياستها لتوزيع الأرباح، أو منظومة حوكمتها".
وسبق أن أثار مسؤولون سعوديون احتمال بيع أسهم أرامكو، ولم يعلق صندوق الاستثمارات العامة. وقال محافظ الصندوق ياسر الرميان العام الماضي إن أرامكو السعودية ربما تدرس بيع المزيد من الأسهم إذا كانت ظروف السوق مناسبة، في حين ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) في الآونة الأخيرة أن المملكة ربما تستهدف بيع حصة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار.
وأتمت أرامكو -أكبر شركة نفط في العالم- أكبر طرح عام أولي في العالم في أواخر عام 2019، وجمعت منه 29.4 مليار دولار. وجرى نقل عوائد ذلك الطرح إلى صندوق الاستثمارات العامة، وارتفعت أسهم أرامكو بما يزيد قليلا على 4% حتى الآن هذا العام.
ومنذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تحاول المملكة تنويع اقتصادها عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط، ويقود هذه الجهود صندوق الاستثمارات العامة الذي يبلغ إجمالي أصوله 480 مليار دولار.
زيادة دخل الصندوق
وقال مازن السديري رئيس إدارة الأبحاث في شركة الراجحي المالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القرار يزيد أصول الصندوق بنحو 16%. وأوضح أنه يساعد الصندوق، إذ يزيد التدفقات المالية لتوزيعات أرامكو ويمنح الصندوق مرونة إذا أراد تخصيص جزء من أسهم أرامكو في السوق المحلي أو الأجنبي.
وأوضح أن دخل النفط السعودي هذا العام متوقع أن يرتفع لنحو 680 مليار ريال، والفائض 125 مليار ريال على متوسط سعر 80 دولارا للبرميل، وهو ما سينعكس إيجابا على صندوق الاستثمارات.
وبعد تراجع أرباحها في 2020 على وقع انخفاض أسعار النفط بسبب فيروس كورونا، أعلنت أرامكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن أرباحها سجلت زيادة نسبتها 158% في الربع الثالث من 2021 مقارنة بالفترة نفسها العام السابق، متجاوزة بذلك أرباح الفترة ذاتها قبل حلول الجائحة، على وقع ارتفاع أسعار النفط وزيادة مبيعاتها مع انتعاش الطلب العالمي على الطاقة.
وقالت الشركة -في بيان على موقعها الإلكتروني- إن صافي دخل أرامكو السعودية بلغ 114.1 مليار ريال سعودي (30.4 مليار دولار) في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة بـ44.2 مليار ريال سعودي (11.8 مليار دولار) في الربع الثالث من 2020.
وكانت الشركة حققت أرباحا صافية في الربع الثالث من عام 2019 قبل تفشي الجائحة بلغت 21.3 مليار دولار. وتُقدر قيمة الشركة بحوالي 1.99 تريليون دولار، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد "أبل" (Apple) الشركة الأعلى قيمة في العالم، ومايكروسوفت (Microsoft).
وبعد الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة في الأيام الأولى لتفشي جائحة كورونا، يقترب الطلب على النفط من مستويات ما قبل الجائحة، إذ يجري تداول خام برنت حول 94 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من شحّ الإمدادات العالمية.